عن المدونة -المهندس محمد طعمة

عن المدونة -المهندس محمد طعمة

مدونة م.محمد طعمة

الأحد، ١١ أكتوبر ٢٠٠٩

تحت الاختبار: نظارات Gunnar Wi-Five

 

انتهت فترة الاختبار التي وضعتها لنفسي لكي أستقر خلالها على تقييم لهذا المنتج الذي يبدو أن هناك الكثيرين ممن يدفعهم الكثير من الحماس لمعرفة إن كان بالفعل يستطيع أن يحد من الإرهاق البصري الذي يصاحب استخدام الحاسبات وغيرها من الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة من الزمن. ما نتحدث عنه هنا هو نظارات Gunnar Optiks الطراز Wi-Five والتي وضعناها تحت الاختبار على مدار أسبوع تقريباً من الاستخدام المتواصل.

باعتقادي الشخصي فإن ما يبحث عنه قراؤنا في هذه التغطية هو إجابة السؤال الذي طرحناه سابقاً وهو هل تعمل هذه النظارات فعلياً وهل تؤدي وظيفتها في التخفيض من الإرهاق البصري؟؟ لذلك فسأحاول أن يكون هذا المقال مركز على النقاط الرئيسية الهامة في المنتج ذاته بعيداً عن أي أحاديث أخرى عما وضعته الشركة في هذا المنتج من تقنيات. فالمعلومات كثيرة عما فعلته Gunnar لتطوير هذه العدسات وعن أربعة آليات عمل مختلفة تتعاون معاً لتقديم نتيجة نهائية للقيام بهذه الوظيفة ولكن لا أظن أن كل ذلك يحمل أهمية كبيرة بقدر ما يهم كيف يؤدي المنتج نفسه وهل تحققت هذه النتيجة أم لا. لن أفيض كذلك بالحديث عن علبة المنتج ومشتملاتها لأنني بالفعل تحدثت عن هذه النقطة سابقاً ولنتحول مباشرة إلى النظارة نفسها.

نظارات Wi-Five - الهيكل والشكل الخارجي وجودة المنتج

بما أنني بالفعل من مستخدمي النظارات الطبية، فأظنني في موضع مناسب للحكم على هذه النظارة بعيداً عن وظيفتها. إن Gunnar تقدم عدداً كبيراً من التصاميم والأشكال المختلفة لنظاراتها وتختلف أسعار هذه التصميمات اختلافات كبيرة على الرغم من استخدامها جميعا للعدسات ذاتها حيث تتراوح أسعارها بين 59ً و189دولاراً. نظارات Wi-Five تأتي نوعاً ما في منتصف بسعر 99دولاراً، إن معظم الأشكال التي تقدمها الشركة تبدو رائعة ومناسبة لمختلف الأذواق. أما عن الجودة على أرض الواقع، فحقيقة فإن هذه النظارات كهيكل خارجي تعتبر مثالية، الوزن خفيف وجودة الصناعة والتصميم ممتازة، الخامات كذلك جيدة للغاية والأهم والأكثر شمولاً هو أنه بشكل عام ومن واقع الاحتكاك بهذا السوق فإن القيمة مقابل السعر مثالية تماماً.

 

 

الوظيفة

نعم، أعلم أن هذا ما يبحث عنه الجميع. من واقع هذه التجربة ومن خلال الاستخدام خلال الفترة الماضية فإن هذه هي النتيجة التي خلصت بها بشكل شخصي. هل هناك فارق؟؟ نعم بكل تأكيد هناك فارق، الشعور العام الذي ستخرج به منذ اللحظة الأولى لاستخدام هذه النظارات هو أن الإضاءة المبهرة التي تخرج من الشاشة تبدو أقل إبهاراً وأقل حدة ولكن هل يعني ذلك أن هناك مثل هذا الفارق الكبير في الشعور بالإرهاق البصري؟؟ في حالتي الشخصية هذه، لم يكن الفارق كبيراً إلى الحد الذي يشعرك بتغيير ملحوظ، نعم هناك تحسن بسيط ولكن ليس بمثل هذا القدر المتوقع ربما تكمن المشكلة الحقيقية هنا في هذا اللون الأصفر الذي يطغي على كل شيء أمام هذه العدسات ما يجعل الألوان مختلفة عما هي عليه في الواقع وهو الشيء الذي لا أحبه بشكل عام.

 

ماذا عن الاستخدام خارج المنزل أو بشكل عام لأغراض خلافاً لاستخدامها أمام الحاسب؟؟

عندما استخدمت النظارات لمشاهدة الأفلام على شاشات أصغر حجما مثل شاشة الآي فون على سبيل المثال لاحظت تحسنا نسبياً فيما حصلت عليه مقارنة باستخدامها أمام الحاسب، السبب لا يمكنني تحديده على وجه اليقين ولكنني شعرت لسبب أو لآخر بأن الصورة أصبحت مركزة فقط على شاشة الهاتف وتساعدك على التركيز على الشاشة التي تنظر إليها فقط. أما عن الاستخدامات الأخرى مثل استخدامها كنظارة شمسية فلا أظنها ستمتنع عن القيام بذلك - Gunnar تقول إنه لا توجد أي مشكلات أو أضرار لاستخدام هذه النظارات بشكل مستمر بعيداً عن الحاسب - إذا كنت أنت لا تعارض هذا الظل الأصفر الذي سيظهر على كل شيء يحيط بك وهو ما لا أميل إليه كما ذكرت سابقاً، ولكن الشيء المؤكد هو أن تصميمها وشكلها الخارجي بالفعل مميز لاصطحابها في أي مكان.

 

الأسعار وكيفية الشراء

نظارات Gunnar متوافرة للبيع مباشرة إلى جميع أنحاء العالم عبر موقع الشركة وتتراوح أسعارها بين 59 و189دولاراً تبعا للتصميم والشكل.

هل هذه النظارات مناسبة لجميع مستويات الإبصار؟؟

النظارات في وضعها الافتراضي معدة لمن يملكون نظراً صحيحاً بالكامل أو تم تصحيحه باستخدام عدسات طبية لاصقة على سبيل المثال. أما من يحتاجون إلى تصحيح بصري باستخدام النظارات الطبية فإن الشركة يمكنها أن تصنع لهم عدسات خاصة تقوم بكلتا الوظيفتين؛ تصحيح الإبصار والحماية بتقنية i-AMP ولكن لتحقيق ذلك سيحتاج المشتري إلى إرسال البطاقة الطبية الخاصة بمستوى نظره إلى الشركة قبل الشراء وسيتم تصميم عدسات خاصة له والتي ستضيف إلى سعر النظارة التي تم اختيارها 100دولار إضافية.

الخلاصة

إن نظارات Gunnar تأتي بتصميم وجودة صناعة مثالية والأهم هو أن القيمة مقابل السعر لهذه النظارات ممتازة. أما عن أدائها فيما يتعلق بالوظائف البصرية فإنها بكل تأكيد ستشعرك بأثر فيما يتعلق بالإبهار الناتج عن الشاشات الإلكترونية وهو شيء جيد، ولكنني وبشكل شخصي لم أشعر بفارق كبير فيما يتعلق بالحد من الإرهاق البصري ربما بسبب كوني أحد هؤلاء الذين يميلون أكثر إلى الألوان الطبيعية الحقيقية للأشياء وأي تغيير في ذلك لا يجعلني أشعر بالراحة.

 

 

مواد التصنيع.. هذا هو الابتكار القادم

 

يمكننا أن نرى هذه الأيام خطوات جيدة وتغييرات واضحة ومثمرة تبشر بتغيير كبير غفلنا عنه لأوقات طويلة في صناعة أجهزة المستخدم الإلكترونية. إن التغيير الذي أتحدث عنه لا علاقة له بالتطور التقني المتسارع في القدرات والتقنيات والمميزات المتاحة التي توفرها الأجهزة الإلكترونية أو أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولكنه يتعلق هذه المرة بالهيكل الخارجي والملمس الذي اعتدناه لأجهزتنا الإلكترونية.

فلفترات وعصور طويلة اعتدنا هذا الملمس البلاستيكي للحاسبات المحمولة، الهواتف وتقريباً كل أداة إلكترونية أخرى تحيط بنا في هذا العالم، نعم هناك استثناءات فالمعدن نال نصيباً ليس بالسيئ للغاية في عدد من هذه الأجهزة الإلكترونية حتى بات يحمل ثمة القيمة المضافة، فالهاتف المحمول المصنوع من المعدن يبدو أكثر أناقة من ذلك المصنوع من البلاستيك ولكن النهاية تبقى واحدة وهي أنه خلال سنوات وسنوات ونحن نعيش في إطار عدد محدود للغاية من المواد التصنيعية عندما نتحدث عن الأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها بشكل يومي مثل الحاسبات والهواتف المحمولة.

أما عن هذا التغيير الذي أستشعره وأتحدث عنه الآن، فإنني أظن أن هذا بالفعل هو ما سنراه يزدهر أكثر وأكثر في المستقبل القريب، ما أتحدث عنه هو اتجاه التطوير إلى المواد التصنيعية التي يراها المستخدم خارجياً في أجهزته الإلكترونية لتتناغم مع التطور المستمر فيما تحمله هذه الأجهزة من إلكترونيات داخلياً. الأمثلة التي ظهرت علينا مؤخراً مبشرة وتتضمن ما رأيناه مؤخراً من استخدام الـ”تيفلون” في تصنيع الهيكل الخارجي لأحدث هواتف HTC الذي كشفت عنه الشركة منذ عدة أيام، HTC Hero، والذي يجعل ملمس الهاتف وفقاً لمن قضوا معه بعض الوقت أفضل كثيراً من معظم الهواتف البلاستيكية الحالية والأهم فعلياً هو أنه لا يشكل وسطاً جاذباً للأوساخ والزيوت التي تعلق بمعظم الأجهزة من أيدي المستخدم كما يقاوم الخدوش.

Apple هي الأخرى قدمت لنا مثالاً جيداً على التطوير والابتكار في استخدام المواد التصنيعية بتقديمها شاشة العرض الجديدة التي يحملها هاتفها الiPhone 3GS والتي تأتي مغطاة بطبقة معالجة تمنع تعلق الزيوت والشحوم من اليد بشاشة الهاتف وهي واحدة من أبرز مشكلات شاشات العرض الكبيرة للهواتف الذكية هذه الأيام. إن التطوير ممتد ومستمر والمجالات عديدة وخصبة خاصة بعد أن رأينا الأخشاب تدخل كمادة تصنيع للحاسبات المحمولة والجلود تستخدم لتقديم لمسات مختلفة للغرض ذاته.

الابتكار في استخدام مواد التصنيع الجديدة لا يتوقف هنا وبكل تأكيد لن يتوقف عند الهواتف المحمولة والحاسبات، ولكننا ننتظر أن نرى المزيد والمزيد من التطوير والابتكار في هذا المجال، أظن ألياف الكربون هي الأخرى تنادي حظها في هذه الاستخدامات بعد أن أثبتت جدارة من حيث الشكل والصلابة في مجالات أخرى. في الوقت الحالي فإن عائق السعر المرتفع لبعض هذه الخامات الجديدة هو العقبة الوحيدة التي تقف أمام الاستخدام الواسع لها في مجال إلكترونيات المستهلك، ولكن بعد أن رأينا هذه الابتكارات الجديدة تظهر فعلياً بصورة تجارية فلا شك أن المستقبل يحمل لنا الأفضل.