عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

مدونة م.محمد طعمة

الثلاثاء، ٢٧ ديسمبر ٢٠١١

تحت الاختبار: الجهاز اللوحي Ideapad K1 من لينوفو
قراءة الكتب الإلكترونية, تصفح الإنترنت, تصفح البريد الإلكتروني, الاستماع إلى الملفات الصوتية أو مشاهدة الأفلام بلمسة واحدة

على الرغم من المبيعات المبشرة للأجهزة اللوحية خلال الفترة الماضية إلا أنه لا يزال سوق الأجهزة اللوحية في اعتقادي الشخصي في بداياته, ولا يعود السبب في ذلك إلى حجم المبيعات مقارنة بالهواتف الذكية على سبيل المثال, فسوق الأجهزة اللوحية سيحتفظ دوماً بخصوصيته كفئة مختلفة من الأجهزة الإلكترونية التي يُقبل على شرائها فئة معينة من المستهلكين ممن يمتلكون جهاز حاسب آخر واحد على الأقل في معظم الأحيان.
أما عن رؤيتي لكون هذا السوق في بداياته فتعود إلى سببين رئيسيين, أولهما أن المنافسة - وعلى الرغم من المعدل الهائل الذي يتم إطلاق الأجهزة اللوحية به هذه الأيام - لا تزال محدودة وإن كان الوضع يتغير بسرعة كبيرة لنرى منافسة مكتملة النمو في هذا السوق بحلول العام المقبل على الأرجح, أما السبب الآخر فيرجع إلى عدم تكوّن رؤية واضحة أو تعريف صريح لوظائف هذه الفئة من الأجهزة, فالأجهزة اللوحية ظهرت في بدايتها بالأساس كوسيلة لتصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني بسرعة وسهولة تغني عن استخدام الحاسب لهذا الغرض؛ ولكن مع التطور المذهل لمعالجات الأجهزة اللوحية النحيفة ودخول أطراف أخرى عديدة للمنافسة من بينها إنتل بمعالجات Medfield القادمة للأجهزة اللوحية والمحمولة قريباً بات من الواضح أن الجهاز اللوحي قادر على القيام بمهامّ أخرى عديدة تتجاوز ما كان منتظراً منه في البداية, وأظن أن هذا التعريف أو تلك القائمة بما يمكن للجهاز اللوحي القيام به من وظائف ستتطور وتتسع على مدى الفترة المقبلة لتتضح الصورة أكثر مع دخول منافسين جدد إلى تلك الساحة.
قد تبدو هذه المقدمة بعيدة نوعاً ما عن محور هذا المقال وهو الجهاز اللوحي الجديد بنظام أندرويد ٣.١ من لينوفو, IdeaPad K1, ولكنني أراها ضرورية لفهم الصورة التي يبدو عليها سوق الأجهزة اللوحية في الوقت الحالي وأين يتجه في المستقبل المنظور، ولماذا حتى وإن بدت المفاهيم مختلفة إلى حد ما بين ما يتم تقديمه من أجهزة لوحية جديدة يوماً بعد يوم فإن كل إضافة منها إلى هذا السوق الناشئ تبقى قيِّمة للغاية لتسهم في تحقيق الغرضين السابقين, اتساع المنافسة وتعريف هذه الفئة الجديدة من الأجهزة وما هي قادرة على تحقيقه مستقبلاً.
عودة إلى Lenovo IdeaPad K1, والذي بدأت الشركة بإطلاقه تدريجياً في الأسواق العربية خلال الأسابيع القليلة الماضية..

التصميم وجودة البناء (الهارد وير):
الأبعاد العامة تبدو مدمجة, لا تختلف كثيراً عن المعتاد للأجهزة اللوحية هذه الأيام ولكن الوزن يزيد قليلاً عمّا قد تتصوره عندما تلقي نظرتك الأولى على الجهاز. الجهة الخلفية البلاستيكية متوفرة بثلاثة ألوان مختلفة هي الأحمر, الأسود والأبيض وعلى الرغم من جاذبية ألوانها - والتي أظنها قد تروق لبعض فئات المستخدمين - إلا أنها تبدو ضعيفة ورخيصة إلى حدّ كبير مقارنة بالخامات المعدنية. من الأمام شاشة العرض يعلوها في المنتصف - أفقياً - كاميرا أمامية بدقة ٢ ميجا بكسل. الإطار الخارجي للشاشة كبير بشكل ملحوظ ما يهدر من مساحة كان من الممكن استغلالها لزيادة أبعاد شاشة العرض أو التخلص منها كلياً لجعل الجهاز أصغر حجماً.
ربما تكون هذه واحدة من أفضل إضافات لينوفو إلى مفهوم نظام أندرويد عن الأجهزة اللوحية, فهذا الزر الرئيسي البلاستيكي الذي يستشعر اللّمس الذي أضافته لينوفو للتحكم هو إضافة ذكية وعملية, فهو يمكنك من التنقل إلى الأمام والخلف بين صفحات التطبيق الواحد وحتى بين التطبيقات المختلفة بحسب ترتيب ما كنت تفعله عن طريق ملامسته بحركة من إصبعك من أعلى إلى أسفل أو العكس, كما أن وجود زر فعلي للخروج من التطبيقات يبدو أكثر عملياً من الزر التخيلي الذي يعتمد عليه نظام أندرويد بالأساس.
 
نظام التشغيل والتطبيقات (السوفت وير):
قد يكون هذا هو محور الحديث فعلياً, فتجربتي الأولى مع لوحيات أندرويد كانت مع الجهاز اللوحي "موتورولا زووم" فوْرَ إطلاقه؛ وقد كان هذا الجهاز في وقتها هو أول جهاز لوحي من نوعه يعمل بنظام أندرويد الثالث المخصص للأجهزة اللوحية ما أتاح أمامي الفرصة لرؤية النظام وتجربته دون أي إضافات من أي نوع من قبل الشركة المنتجة للجهاز. والحقيقة هي أن هذه التجربة ضرورية للغاية لتستطيع الحكم من بعدها على ما يضيفه هؤلاء المصنعون من إضافات على نظام التشغيل مفتوح المصدر.
نظام التشغيل أندرويد لا يزال يتفوق كثيراً على منافسيه بالنظر إلى واجهة الاستخدام المعتمدة على الويدجتس والتي في نظري لا تزال هي الأنسب - بهذا الشكل أو بغيره - للاستخدام مع الأجهزة اللوحية ذات شاشات العرض الكبيرة. لينوفو أضافت بعض اللمسات إلى النظام التي امتدت إلى أعماقه في بعض الأحيان والتي تبدأ بأزرار الاستخدام السريع التي تقدمها لك من خلال ويدجت تحتل منتصف الصفحة الرئيسية وتمكنك من الوصول السريع إلى وظائف قراءة الكتب الإلكترونية, تصفح الإنترنت, تصفح البريد الإلكتروني, الاستماع إلى الملفات الصوتية أو مشاهدة الأفلام بلمسة واحدة. لينوفو قامت أيضاً بإضافة لوحة مفاتيح عربية كاملة جنباً إلى جنب مع دعم العربية في نظام التشغيل ما يجعل الجهاز متوافق تماماً مع اللغة العربية عرضاً وكتابة.
كذلك أضافت لينوفو إلى الجهاز متجر تطبيقات مستقلاً يحمل اسمها وإن كنت لم أجد سبباً فعلياً واحداً قد يدفعك إلى استخدامه كبديل عن متجر أندرويد, تصورت أنه كان من الضروري أن يكون المختلف في هذا المتجر هو أن تكون جميع التطبيقات متوافقة تماماً مع الجهاز اللوحي وهو ما لم يحدث، والواقع إنه أثناء فترة اختباري للجهاز واجهت مشكلات عديدة مع هذا المتجر البديل من لينوفو والذي فشل عدة مرات في تحميل التطبيق المطلوب بعد الضغط على زر الشراء دون سبب واضح.
لا أظنك ستجد جهازاً لوحياً آخر في الأسواق في الوقت الحالي يضاهي جهاز لينوفو أيديا باد كي ١ اللوحي من حيث عدد التطبيقات المجانية التي زودته بها الشركة قبل أن تضعه بين يديك. لينوفو تفخر كثيراً بهذه النقطة والواقع هو إنه للمستخدم الذي يشتري جهازاً لوحياً للمرة الأولى ولا يريد أن يستثمر في شراء تطبيقات منذ اليوم الأول لشراء هذا الجهاز فإن ما يفوق ٣٠ تطبيقاً أضافتها لينوفو لهذا الجهاز اللوحي ربما تصنع الفارق الذي يغنيك لبعض الوقت عن البحث عن تطبيقات إضافية كما تشعرك بقيمة هذا الجهاز الذي اشتريته للتو خلافاً لأجهزة أخرى تأتي مجردة من أبسط التطبيقات التي قد تكون بحاجة إليها. التطبيقات التي ستحصل عليها افتراضياً مع هذا الجهاز اللوحي تتراوح بين تطبيقات مجانية ضرورية من أمثال تطبيق Zinio لشراء المجلات الإلكترونية وأخرى مدفوعة مثل لعبة Need For Speed Shift.

ملاحظات عامة حول الأداء:
- الجهاز يكتسب الكثير من الحرارة بسرعة وبغضّ النظر عن تشغيل تطبيقات شرهة لاستخدام المعالج من عدمه ويبقى على هذه الحرارة المرتفعة طوال فترة استخدامه ما يجعل الأمر مزعجاً عند الإمساك به لفترات متوسطة الطول إلى طويلة.
- عملية الضبط التلقائي لدرجة إضاءة الشاشة بطيئة وكأنها تتم يدوياً.
- الجهاز بطئ أحياناً, غير مستقر أحياناً أخرى, بشكل عام ثبات النظام يبدو أشبه بإصدارة تجريبية أو ما قبل النهائية وليست نهائية, ربما كان ذلك نابعاً من نظام التشغيل ذاته - أندرويد ٣.١ - وربما كان بسبب معالج هذا الجهاز تحديداً وهو المعالج NVIDIA® Tegra™ T20 بسرعة 1.0GHz وربما هو بسبب العدد الكبير من الويدجتس وتخصيصات الصفحة الرئيسية للنظام التي أضافتها لينوفو لهذا الجهاز. لم أستطع تحديد السبب على وجه الدقة، وبشكل عام ربما لن تشعر بذلك إذا كان هذا هو جهازك اللوحي الأول ولكنني بعد أن استخدمت هذا العدد من الأجهزة اللوحية الحديثة عجزت عن أن أغفل هذه القضية. 

الخلاصة:
إن جهاز لينوفو اللوحي, IdeaPad K1, هو أحد لوحيات أندرويد الجيدة, ليس الأفضل بكل تأكيد, ولكنني أظنه يكون الخيار الأنسب لمن يبحث عن شراء جهازه اللوحي الأول, هذا المستخدم الذي لا يريد أن ينفق الكثير على جهاز لوحي ويريد أن يستكشف هذه الفئة من الأجهزة للمرة الأولى, فالجهاز غني بالتطبيقات المجانية ويرتكز على سهولة الوصول إلى الوظائف الأساسية, ولكي يؤدي هذا الغرض فإن الأمر سيعتمد أولاً وأخيراً على السعر الذي سيُطرح به تجارياً في الأسواق. لينوفو لم تشاركني بعد بالسعر المنتظر للجهاز في السوق المصري - على الرغم من الإعلان رسمياً عن نيتها طرح الجهاز محلياً خلال الأسابيع القليلة المقبلة - ولكنهم أطلعوني على السعر الرسمي للجهاز في السعودية وهو ١٨٠٠ ريـال سعودي, هل يبدو السعر معتدلاً؟ ربما.. ولكن دعوني أقول إن السعر سيكون هو وجه المنافسة الأقوى لهذا الجهاز وهو ما ينبغي للشركة أن تدركه جيداً وتتعامل معه بذكاء.