عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

مدونة م.محمد طعمة

الاثنين، ١٨ أبريل ٢٠١١

إنتل تطلق الجيل الثاني من معالجات Intel Core

المعالجات الوحيدة التي ستوفر كسر السرعة بشكل كامل وبدون أي قيود فهما المعالجان Intel Core i7-2600K وIntel Core i5-2500K

إدارة أكثر مثالية للطاقة المستخدمة وبالتالي استهلاك طاقة أقل وزمن تشغيل أطول للحاسبات المحمولة


نظرة مطولة عليها قبل إطلاقها رسمياً
خصتنا إنتل بتجربة استثنائية لمعالجاتها الجديدة الخاصة بعام ٢٠١١ والتي يتم الكشف عنها رسمياً خلال كتابة هذه السطور، ففي ظهر أحد الأيام منذ ثلاثة أسابيع تقريباً وفي نطاق من السرية تلقينا وحدتين اختباريتين متكاملتين للمعالجات التي كانت تحمل في هذا الوقت الاسم الرمزي Sandy Bridge والتي لم تكن قد أطلقت رسمياً بعد وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية أخضعناها للتجربة لنعدّ لكم هذا التقرير الذي يتزامن مع الإطلاق الرسمي الذي في هذه الأوقات.
لا شك أن العام الماضي "عام ٢٠١٠" كان حافلاً لشركة إنتل، إذ شهد إعادة تقديم عائلة معالجاتها الشهيرة في صورة جديدة كلياً، ليس على صعيد الأداء والتقنيات المستخدمة - أو ليس ذلك فقط على أقل تقدير- ولكنه بالأساس على صعيد مدى قرب هذه العائلة من المستخدم ومدى تفهمه للخيارات المطروحة وأيها يعد مناسباً أكثر لاحتياجاته.
إطلاق عائلة Intel Core ix مطلع العام الماضي في تقديري كان خطوة في محلها وإن كانت قد تأخرت قليلاً بعد أن تداخلت مسميات معالجات إنتل على الجميع وهو شيء متوقع وسط العديد من الخيارات المطروحة والتي تختلف وتتفاوت فيما تقدمه للمستخدم، ولكن الآن وقد وضحت تصنيفات المعالجات التي تقدمها إنتل في ثلاثة مستويات رئيسة i3 وi5 وi7 فقد أصبح الوقت ملائماً لتستمر عملية التطوير في قدرات وتقنيات المعالجات ذاتها.
وفقاً لنموذج TicToc الذي تتبعه إنتل منذ أمد بعيد، والذي تحدثنا عنه من قبل مرات عدة والذي يعرف ببساطة آلية تطور المعالجات من حيث مضاعفة قدرة المعالج في عام ومن ثم ضغط شرائح الترانزستور إلى قياس أقل في العام الذي يليه، فإن المعالجات الجديدة لهذا العام تأتي بقياس ٣٢ نانومتر مماثلة في ذلك لمعالجات العام الماضي والتي كانت تحمل المسمّى الرمزي Nehalem أو Westmere وإن كانت تستخدم مقبساً جديداً هوLGA 1155 وهو ما يعني غياب التوافقية مع اللوحات الأم والمعالجات السابقة المعتمدة على المقبس LGA 1156.
 
معالجات العام ٢٠١١ من عائلة إنتل سوف تحصل وفقاً لما أتيح لنا من معلومات بشكل مسبق على مسمّى الجيل الثاني من عائلة Intel Core وسوف تكون أول معالجات الشركة التي تحمل مسمّى “Visibly Smart” وهو مصطلح بديل يرمز إلى كون هذه المعالجات هي الأولى من نوعها التي تجمع في المعالج ذاته بين قدرات تسريع معالجة الرسوميات والمجسمات ثلاثية الأبعاد مع الوظيفة الرئيسة للمعالج وهي معالجة البيانات، ويتضمن كل معالج من معالجات Intel Core الجديدة لعام ٢٠١١ ما يفوق ال٥٤٠ مليون ترانزستور للقيام بوظائفه.

صورة توضيحية للمجموعة الكاملة لعائلة معالجات إنتل الجديدة في عام ٢٠١١ - الجيل الثاني من عائلة Intel Core 
 

المعالجات التي حصلنا عليها لتجربتها هي تلك الموجهة للمستخدم المحترف Intel Core i7-2600K وIntel Core i5-2500K وهي المعالجات المفتوحة التي توفر إمكانيات كسر السرعة وقد تضمن النظام الاختباري اللوحة الرئيسة DP67BG من إنتل للمعالج الأول واللوحة الرئيسة DH67BL للمعالج الثاني.
تقنياً، دعونا نبدأ بالحديث عن اللوحات الأم الرئيسة DP67BG وDH67BL من إنتل، وهي تمثل خيارين من الخيارات التي سوف تصبح متاحة للعمل مع معالجات Sandy Bridge الجديدة وكلاهما بطبيعة الحال يقدمان المقبس LGA 1155 كما يدعمان توصيل عدد يصل إلى ١٦ منفذاً 2.0 USB، ٦ منها موجودة بالفعل في ظهر اللوحة الرئيسة إضافة إلى وجود منفذين USB 3.0 بشكل افتراضي في ظهر اللوحة وهما غير قابلين للزيادة وهو ما يأتي لينفي شائعات سابقة تداولها البعض في الوسط التقني حول احتمالية غياب وجود دعم رسمي للUSB 3.0 في هذا الجيل القادم من لوحات إنتل الرئيسة. أما عن الفوارق الرئيسة بينهما فتتركز في كون الأولى- DP67BG - تقدم ثلاثة منافذ توصيل PCIe مع دعم لإمكانية توصيل عدة بطاقات رسوميات في نفس الوقت والحصول على أداء مجتمع كما تحتوي على تجهيزات لتقبل وحدات التشتيت الحراري المتطورة وهي المزايا التي تجعلها هي اللوحة الرئيسة الوحيدة القادرة على دعم كسر السرعة بشكل كامل للمعالجين.
 
أما على صعيد المعالجات ذاتها، فإن أبرز ما أضافته إنتل إلى هذه المعالجات الجديدة يقوم على أربعة دعائم رئيسة:
• إدارة أكثر مثالية للطاقة المستخدمة وبالتالي استهلاك طاقة أقل وزمن تشغيل أطول للحاسبات المحمولة.
• تحديثات شاملة لمفهوم التعامل مع الرسوميات والفيديو.
• تقنية Intel AVX الجديدة للتعامل مع التطبيقات الشرهة لاستخدام المعالج.
• بعض التحديثات والتطويرات للتقنيات السابقة التي استخدمتها معالجات الجيل الأول، والتي تتضمن على وجه التحديد تقنيات Intel Turbo Boost - والتي باتت تحمل رقم الإصدار 2.0 في هذه المعالجات - وIntel Hyper-Threading
في تقديري الشخصي، ربما تكون أبرز وأهم التحديثات هي تلك المتعلقة بمعالجة الرسوميات والفيديو عالي التحديد وثلاثي الأبعاد، وهذا الفارق الملحوظ الذي تقدمه معالجات إنتل الجديدة على هذا الصعيد يمكن تفسيره بوجود ٦ تقنيات مختلفة في كل معالج للاهتمام بهذه القضية، وهي كالآتي:
• تقنية Intel Quick Sync Video لتسريع عملية معالجة الفيديو وتحويل ملفات الفيديو من صيغة لأخرى.
• تقنية Intel InTru 3D لمعالجة الفيديو ثلاثي الأبعاد - لم نختبرها.
• تقنية Intel Clear Video HD لمعالجة ملفات الفيديو عالي التحديد وزيادة نقاء الصورة المعروضة.
• تقنية Intel Wireless Display الخاصة بنقل الصورة التي يعرضها الحاسب لاسلكياً إلى شاشات العرض الخارجية وهي متوفرة فقط في الحاسبات المحمولة وتم تطويرها لتدعم نقل الفيديو عالي التحديد بجودة ١٠٨٠p لاسلكياً.
• تقنية Intel HD Graphics 3000 والموجهة بشكل خاص للتعامل مع الألعاب الإلكترونية.
• تقنية Intel AVX وهي موجهة بشكل خاص لتطبيقات معالجة الصور والفيديو


البيانات الفنية الخاصة بالمعالج Core i7 2600K كما يظهرها CPU-Z والتقييم بعدد النقاط من PassMark
 
كسر السرعة أو Over-clocking
لهواة كسر السرعة فإن إنتل سوف تقدم عدداً كبيراً من معالجات Core i7 وCore i5 المزودة بهذه القدرة ولكن بعض هذه المعالجات سوف يكون محدوداً بما يسمّى Limited Unlocked Core والتي توفر كسر سرعة المعالج حتى BIN +4 فقط أما المعالجات الوحيدة التي ستوفر كسر السرعة بشكل كامل وبدون أي قيود فهما المعالجان اللذان حصلنا عليهما خلال هذه الفترة الاختبارية وهما Intel Core i7-2600K وIntel Core i5-2500K وإن كانت خواص كسر السرعة بشكل كامل تحتاج إلى اللوحة الرئيسة DP67BG.

إضافة إلى هذه الوحدات الإختبارية، أتيحت لنا الفرصة لإلقاء نظرة أولى على المغلفات التجارية الخاصة بالمعالجات الجديدة والتي سيراها المستخدم عند صدور هذه المعالجات لدى تجار التجزئة وستبدو كما تظهرها الصور التالية:
 
 
 
الخاتمة
الحديث عن المعالجات لمن أراد التعمق فيها هو حديث تقني بحت، لا يمكن أن يحيط بخفاياه وتفاصيله الكاملة شخص واحد مهما بلغت خبرته ومعرفته - ربما إلا إذا كان أحد من أفنوا أعمارهم في العمل في هذه الصناعة - ولهذا السبب فإنني دائماً ما أميل إلى أن نختم حديثنا عند اختبار أي معالج بعبارة مجملة قد يراها البعض تبسيطاً يصل إلى حد السذاجة نظراً للاختلافات الهائلة بين أداء كل معالج ونظيره من كل جانب من الجوانب المختلفة؛ ولكنني أراها كخلاصة مختصرة لمن يفكر في قرار شراء معالج جديد ويبحث عن نصيحة مجملة ومختصرة، وهذه الخلاصة هي: مقارنة بالجيل السابق من معالجات Core i7 وCore i5 فإن معالجات هذا الجيل الجديد تظهر فارقاً ملحوظاً في الأداء عندما يتعلق الأمر بالمستخدم المحترف الذي قد يحتاج إلى استغلال تطبيقات تحرير الفيديو والوسائط المتعددة أو لهواة كسر السرعة والتلاعب بأداء المعالجات، وعلى الرغم من أن الفرصة لم تتح أمامنا لاختبارها، إلا أننا نظن كذلك أن المزايا التي تقدمها هذه المعالجات في مجال مشاهدة والتلاعب بالفيديو ثلاثي الأبعاد عالي التحديد ستكون ملحوظة بشدة. أما عن المستخدم التقليدي، حتى وإن ازدادت احتياجاته طالما إنه لا يداوم على استخدام هذه التطبيقات الرسومية المتقدمة، فأغلب الظن أنه لن يشعر بفارق يذكر في الأداء.

ملحوظة: لم نتمكن من اختبار خواص كسر السرعة في المعالجات التي كانت لدينا، حفظاً لهذه الوحدات الاختبارية السرية