قرى العبيدات الأردنية تتشح بالسواد بعد اعتماد أحد أبنائها سفيراً لدى إسرائيل

قرى العبيدات الأردنية تتشح بالسواد بعد اعتماد أحد أبنائها سفيراً لدى إسرائيل

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٧ أكتوبر ٢٠١٢

اتشحت 7 قرى أردنية تمثل قبيلة العبيدات بالسواد الأربعاء بعد ساعات على اعتماد أحد أبنائها سفيراً جديداًٍ لدى إسرائيل هو الديبلوماسي الشاب وليد عبيدات الذي التقاه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في تل أبيب أمس.
واتشحت منازل العديد من أبناء القبيلة بالرايات السوداء، فيما رفع شبان وأطفال وقيادات بارزة في العبيدات لافتات ضخمة في الشوارع العامة نددت بقرار الاعتماد، وكتب على أحدها «لا للتطبيع مع العدو الصهيوني». كما أعلنت قيادات في القبيلة تاريخ 17/10 من كل عام يوماً للحداد العام في كل القرى الـ7 الواقعة في مدينة إربد (90 كيلومتراً شمال عمان)، وذلك بعد أيام على إعلان وجهاء في القبيلة براءتهم من السفير الجديد.
وقال صائب عبيدات، حفيد أول شهيد أردني على أرض فلسطين، لـ «الحياة»، إن «يوم اعتماد السفير العبيدات لدى الكيان الصهيوني، يمثل يوماً أسود لجميع الأردنيين». وأضاف أن «أبناء القبيلة يرفضون التطبيع مع الدولة العبرية، وأن السفير وليد العبيدات لم يعد يمثلهم».
واعتبر أن قضية فلسطين تمثل «القضية الأولى بالنسبة إلى أبناء العبيدات وجميع الأردنيين والعرب والمسلمين»، مؤكداً أن القبيلة قررت تنظيم مهرجان أردني سنوي لدعم الشعب الفلسطيني تحت عنوان «لبيك يا أقصى لبيك يا قدس».
وأشار إلى أن الهدف من هذه الفعالية يتمثل «في إظهار مساندة قبيلة العبيدات للشعب الفلسطيني ولعروبة المسجد الأقصى والقدس في مواجهة المخططات الصهيونية»، موضحاً أن المهرجان سيقام في قرية كفر سوم أكبر قرى العبيدات الـ7 شمال الأردن، قائلاً إن «ترتيبات تجرى على قدم وساق، لجعل هذا المهرجان يليق بالأشقاء الفلسطينيين».
ويأتي هذا النشاط رداً على قرار الحكومة الأردنية تعيين العبيدات سفيراً في تل أبيب، إذ كان أدى اليمين الدستورية في العاصمة الأردنية قبل أيام من توجهه إلى تل أبيب. وكان هذا القرار أثار موجة احتجاجات عارمة داخل قبيلة العبيدات التي تعتبر من كبرى العشائر الأردنية، في ظل تكاثر الدعوات المنددة بمعاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1994.
وتلقى الديبلوماسي الأردني عروضاً عديدة من أبناء قبيلته في مقابل تخليه عن المنصب، لكن من دون جدوى. وكان والد عبيدات، وهو السفير والديبلوماسي السابق خالد عبيدات، قال لـ «الحياة» إن نجله وليد «مشروع شهادة، وعليه أن لا يتردد عن تأدية الواجب».
وتعتبر عشيرة العبيدات الأكثر حضوراً في مدينة إربد، إذ يقطن أبناؤها على امتداد 7 قرى تتبع للمدينة. وقدمت هذه القبيلة أول شهيد أردني على الأرض الفلسطينية، هو كايد مفلح العبيدات الذي قاد معارك ضد الانتداب البريطاني في فترة العشرينات من القرن الماضي.