بكين تندّد بواشنطن بعد تقارير بشأن «قاعدة تجسس» في كوبا

بكين تندّد بواشنطن بعد تقارير بشأن «قاعدة تجسس» في كوبا

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٠ يونيو ٢٠٢٣

في خضم توتر في العلاقات بين واشنطن وبكين، أفادت تقارير وسائل إعلام أميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تسمّهم، أنّ بكين وهافانا أبرمتا اتّفاقاً سرّياً لإقامة منشأة تنصّت إلكتروني صينيّة في الجزيرة الواقعة في الكاريبي يُمكّنها مراقبة الاتّصالات على امتداد جنوب شرق الولايات المتحدة. وبينما رفضت واشنطن التعليق على هذه التقارير في بادئ الأمر، نفتها في اليوم التالي. ومن جانبها، استنكرت هافانا التقارير معتبرة أنها «مغالطات يتم الترويج لها بنية خادعة لتبرير التشديد غير المسبوق للحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن». وتلا الاستنكار الكوبي دعوة صينية لواشنطن بـ«التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لكوبا».
 
ورداً على سؤاله عن المنشأة المفترضة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في إفادة صحافية اليوم «لست على علم» بها. وأضاف وانغ «من المعروف أن الولايات المتحدة خبيرة في ملاحقة الظلال والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى (...) هي بطل العالم في القرصنة والقوة العظمى للمراقبة». وانتقد واشنطن بالقول إنها «لطالما احتلت بشكل غير قانوني خليج غوانتانامو في كوبا بسبب أنشطتها السرية وفرضت حصاراً على كوبا لأكثر من 60 عاماً». وإذ حثّ واشنطن على «إلقاء نظرة فاحصة على نفسها، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لكوبا بحجة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان»، دعاها إلى «رفع حصارها الاقتصادي والتجاري والمالي على كوبا فوراً، والتصرف بطرق تساعد على تحسين العلاقات مع كوبا بما يعود بالفائدة على الطرفين وعلى السلام والاستقرار في المنطقة».
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجيّة الكوبي، كارلوس فرنانديز دي كوسي، أمس، إن المقال يحوي «معلومات كاذبة تماماً ولا أساس لها من الصحة». وأضاف، بيان تلاه أمام الصحافيين، أن هذه التقارير هي «مغالطات يتم الترويج لها بنية خادعة لتبرير التشديد غير المسبوق للحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن». وأضاف أنّ كوبا «ترفض أيّ وجود عسكري أجنبي» في أميركا اللاتينيّة «بما في ذلك القواعد العسكريّة الكثيرة والقوّات (التابعة) للولايات المتحدة»، معتبراً أنّ «الافتراءات من هذا النوع كثيراً ما تُلفّق من جانب مسؤولين أميركيّين (...) على ما يبدو على دراية بالمعلومات الاستخباراتية».
أميركياً، علّق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أول من أمس الأربعاء، على التقارير، قائلاً إنه لا يستطيع التعليق على التفاصيل التي أوردتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، وأشار إلى أن بلاده «تراقب وتتخذ خطوات لمواجهة جهود الحكومة الصينية للاستثمار في البنية التحتية التي قد يكون لها أغراض عسكرية». إلا أن كيربي نفسه عاد وقال، أمس الخميس، إن ما أوردته «وول ستريت جورنال في تقريرها «غير دقيق». وأضاف، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل: «نظل على ثقة من أننا قادرون على الوفاء بجميع التزاماتنا الأمنية في الداخل وفي المنطقة».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين مطلعين على «معلومات استخباراتية سرية للغاية» أن الصين وكوبا توصّلتا إلى «اتفاق سري للصين لإنشاء منشأة تنصت إلكتروني في الجزيرة»، واصفة الاتفاق المزعوم بأنه «تحدٍّ جيوسياسي جديد صاخب من بكين للولايات المتحدة». وبحسب الصحيفة، يمكن أن تشكل «القاعدة الصينية ذات القدرات العسكرية والاستخباراتية المتقدمة في الفناء الخلفي للولايات المتحدة تهديداً جديداً غير مسبوق»، مشيرة إلى أن الكشف عن الموقع المخطط له «أثار القلق داخل إدارة (جو) بايدن بسبب قرب كوبا من البر الرئيسي للولايات المتحدة». وأضافت «وول ستريت جورنال» أن الصين ستدفع لكوبا «مليارات عدّة من الدولارات» في مقابل إقامة المنشأة. ووصف المسؤولون الأميركيون المعلومات الاستخباراتية بشأن المنشأة المزعومة «التي تم جمعها على ما يبدو في الأسابيع الأخيرة» بـ«المقنعة»، مشيرين إلى أن القاعدة ستمكّن الصين من «إجراء استخبارات إشارات، والمعروفة في عالم التجسس باسم سيغنت، والتي يمكن أن تشمل مراقبة مجموعة من الاتصالات، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والبث عبر الأقمار الصناعية»، وفق الصحيفة.
كذلك، نقلت قناة «سي إن إن» الأميركيّة عن «مصادر قريبة من الاستخبارات» الأميركيّة حديثها عن وجود اتّفاق مماثل. وأفادت الشبكة بأنّ «الولايات المتحدة علمت بهذا المشروع خلال الأسابيع القليلة الماضية»، لكن «لم يتأكّد بعد إذا كانت الصين قد بدأت بناء منشأة المراقبة».