حرب السودان تزداد عنفاً: «مجمع اليرموك» بيد «الدعم»

حرب السودان تزداد عنفاً: «مجمع اليرموك» بيد «الدعم»

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٩ يونيو ٢٠٢٣

احتدمت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، في محيط مجمع للصناعات العسكرية يقع في جنوب العاصمة، الخرطوم، غداة إعلان «الدعم» سيطرتها عليه، فيما اندلع حريق كبير في منشأة للنفط والغاز على مقربة منه. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن شهود عيان، قولهم، إنهم سمعوا «أصوات إطلاق نار واشتباكات» في المنطقة المحيطة بـ«مجمع اليرموك»، الذي يُعدّ أبرز منشآت التصنيع العسكري في السودان، وقد تعرّض في تشرين الأول من عام 2012، لقصف جوّي اتّهمت الخرطوم في حينه إسرائيل، بالوقوف خلفه. وكانت قوات «الدعم السريع» أعلنت، مساء الأربعاء، تحقيق «نصر جديد بالسيطرة الكاملة على مجمع اليرموك ومستودعات الذخيرة»، مشيرة إلى أن جنود الجيش فرّوا تاركين خلفهم «كميات من العتاد العسكري والمركبات». ونشرت القوات، عبر حسابها على موقع «تويتر»، شريطاً مصوّراً قالت إنه «من داخل المجمع»، يَظهر فيه عناصرها وهم يحتفلون داخل مخزن تتكدّس فيه البنادق الرشاشة ومدافع الهاون وكميات هائلة من الذخيرة. بالتزامن مع ذلك، وعلى مقربة من موقع «مجمع اليرموك»، اندلع حريق هائل عقب انفجار أحد صهاريج تخزين النفط في منشأة «الشجرة» للنفط والغاز، وفق ما أفاد به شهود الوكالة الفرنسية. وتقع هذه المنشأة على مسافة قريبة من المجمع العسكري المترامي الأطراف، وتحيط بها أحياء سكنية.
وفي مدينة أم درمان، غرب العاصمة، أكدت مصادر محلّية أن الجيش السوداني شنّ هجوماً جوياً على بعض المناطق، وتحديداً منطقة الجخيس، شمال المدينة، أدّى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وفي هذا الوقت، لا تزال المعارك دائرة في ولايات إقليم دارفور (غرب)، ممّا يعرقل وصول المساعدات الإنسانية. وقال البخاري أحمد عبد الله، نائب رئيس «التحالف السوداني»، الذي يحكم ولاية غرب دارفور، إن نحو 850 شخصاً قتلوا في الأسابيع الماضية في مدينة الجنينة، إضافة إلى 2000 جريح وحرق مئات المنازل والأسواق. ولفت بخاري إلى أن ما سمّاها الميليشيات، دمّرت كل الموارد ونهبت السوق وجفّفت موارد المياه مع انقطاع شبكة الاتصالات.
وعلى المستوى السياسي، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن ونظيره السعودي، فيصل بن فرحان، تعهدّا، خلال لقائهما في الرياض، بمواصلة تعاونهما القوي لإنهاء القتال في السودان. وقد دعت كل من الرياض وواشنطن، الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» إلى الاتفاق مجدّداً على وقف جديد «فعّال» لإطلاق النار، بعدما أعلن الجيش تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب ما قال إنه «عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات». وفي الإطار نفسه، أعربت دول «مجلس التعاون الخليجي» والولايات المتحدة، في بيان مشترك صدر عن الاجتماع الوزاري للشراكة الاستراتيجية بين الجانبَين الذي انعقد في الرياض مساء الأربعاء، عن قلقهما البالغ إزاء اندلاع القتال مؤخراً في السودان. وأكد الطرفان دعم «مجلس التعاون»، الجهود الديبلوماسية التي تقودها الرياض وواشنطن في جدة، للتوصّل إلى اتفاق بين القوات المسلّحة السودانية وقوات «الدعم السريع» للتنفيذ الكامل لاتفاق قصير المدى لوقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.