وزراء خارجية «منظمة شنغهاي للتعاون» يجتمعون اليوم: ماذا يتضمّن جدول الأعمال؟

وزراء خارجية «منظمة شنغهاي للتعاون» يجتمعون اليوم: ماذا يتضمّن جدول الأعمال؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٥ مايو ٢٠٢٣

تتجه أنظار العالم اليوم نحو الهند، التي تستضيف اجتماع وزراء خارجية «منظمة شنغهاي للتعاون»  في منتجع ولاية جوا الساحلية، لمناقشة مسائل الأمن الإقليمي. ومن شأن هذا الاجتماع أن يمهّد الطريق للقمة المقبلة التي ستستضيفها الهند أيضاً في تموز المقبل، والتي من المتوقع أن يحضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ.
وفيما تُغطّي «منظمة شنغهاي» معظم المنطقة المعروفة باسم أوراسيا بما في ذلك الصين والهند وروسيا، من المتوقع أن تستكمل إيران إجراءات العضوية الكاملة، وبيلاروسيا أيضاً، وهو الأمر المدرج على جدول أعمال الاجتماع، بحسب ما أشار مسؤول في وزارة الخارجية الهندية.
كما من المرجح منح الكويت وميانمار والإمارات وجزر المالديف وضع شركاء الحوار قبل العضوية الكاملة، بينما سيناقش وزراء الخارجية التحديات الشاملة التي تواجه المنطقة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية الحالية، في حين يمثّل تطوير اقتصادات هذه البلدان الدافع الأوّل إلى التعاون في ما بينها، وخصوصاً في ظل تطوير مسارات خطوط التجارة الذي يبدو أنه الأكثر أهمّية في القمة المقبلة.
وقبل مدّة، وافقت السعودية على قرار انضمام المملكة إلى «منظّمة شنغهاي للتعاون»، وهو ما وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه جاء رداً على محاولات واشنطن تهديد ولي العد السعودي محمد بن سلمان بعقوبات عقب تقاربه مع الصينيين والروس.
كذلك، يُشكّل الاجتماع، الذي ترأسه الهند، مناسبةً للقاءات جانبية بين وزراء خارجية الدول المشاركة، حول مختلف القضايا الإقليمية والأمنية والسياسية. وفي السياق، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي وصل إلى الهند، مع نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار محادثات واسعة النطاق حول التعاون الثنائي الشامل والنزاع في أوكرانيا، وغيرها من القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك.
ويُشار إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع لافروف وجايشانكار، على هامش قمة «مجموعة العشرين» قبل شهرين، شهد إعلان مشترك عن التزام كل من موسكو ونيودلهي بالتنسيق على الساحة الدولية، وحلبة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، ولا سيّما الأمم المتحدة و«منظمة شنغهاي للتعاون»، ومجموعتَي «بريكس» و«العشرين». وتعهّدا بتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على مبادئ العدل والديموقراطية والقانون الدولي.
كما التقى جيشنكار ، اليوم، نظيره الصيني =تشين غانغ، بعد أسبوع من اجتماع وزيري دفاع البلدين في نيودلهي لمناقشة الانتشار العسكري على حدودهما المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا. وكتب جيشنكار على تويتر بعد الاجتماع «يتواصل التركيز على حل القضايا العالقة وضمان السلام والهدوء في المناطق الحدودية»، وذلك برغم محاولات واشنطن المستمرة بالاستثمار في المنافسة بين نيودلهي وبكين، وخصوصاً بعد انخراط الهند في دول مجموعة «كواد» التي أنشأتها الولايات المتحدة بهدف الضغط على الصين.
كما وصل وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري لحضور الاجتماع، وهو أول زعيم باكستاني كبير يزور الهند منذ تسع سنوات وسط توتر طويل الأمد بين الخصمين في جنوب آسيا، إلا أن حالة العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء لن تؤثر على المناقشات. في الإطار، قال زرداري إن مشاركته في الهند «تعكس التزام إسلام أباد بميثاق منظمة شنغهاي للتعاون».
وتتشكَّل المنظّمة حالياً من: الصين، روسيا، كازاخستان، قرغيزستان، طاجكستان، أوزبكستان، الهند، باكستان وإيران، فيما تضمّ أيضاً دولاً غير أعضاء بصفة مراقب، ومنها: بيلاروسيا، أفغانستان، منغوليا، نيبال، كمبوديا، أرمينيا وسريلانكا. وتأتي في ما بعد الدول الأعضاء في «شراكة الحوار».
وتبلغ مساحة الدول المنضوية في إطارها، 34 مليون كيلومتر مربّع (الأكبر مساحةً في العالم)، فيما يقارب عدد قاطنيها ثلاثة مليارات نسمة، أي ما يمثّل 40% من سكّان العالم، فضلاً عن أنها تشكّل مجتمعةً 30% من الاقتصاد العالمي.
وكانت المنظمة تأسّست في عام 1996 تحت اسم «خماسي شنغهاي»، وضمّت، في حينه، كلّاً من: الصين، روسيا، قرغيزستان، طاجكستان وكازاخستان، قبل أن تتحوّل، في عام 2001، إلى لاسمها الحالي بهدف تعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة تحدّيات الإرهاب.