تهديدات المقاومة تَشغل العدو: عودة مفاوضات الأسرى

تهديدات المقاومة تَشغل العدو: عودة مفاوضات الأسرى

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٢

 بعد أيام من كشْف «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عن سلاح الضابط الإسرائيلي الأسير، هدار غولدن، وتهديدها بإغلاق ملفّ الأسرى الإسرائيليين لديها وإيقاف التفاوض حوله، تزداد خشية سلطات الاحتلال من إمكانية تنفيذ الحركة، خلال الفترة المقبلة، عمليات أسْر جديدة ضدّ جنودها، في مسعى منها لامتلاك ورقة ضغط إضافية على طريق إنهاء معاناة أكثر من 4 آلاف وخمسمئة أسير فلسطيني. وبحسب مصدر قيادي في «حماس» تحدث إلى «الأخبار»، فإن الحركة لم تغلق بعد ملفّ المفاوضات، وهي على تَواصل مع الجانب المصري لإتمام «صفقة تبادل مشرّفة». ويَلفت المصدر إلى أن «المصريين وجميع الوسطاء الذين تدخّلوا في هذا الملف على مدار السنوات الثماني الماضية، أدركوا أن المشكلة عند حكومات الاحتلال المتعاقبة، وليست عند المقاومة»، مشيراً إلى أن الأخيرة «وضعت سقفاً لإنهاء هذا الملفّ»، ومؤكداً أن «التصريحات التي خرجت خلال الفترة الماضية حول إعادة تحريك القضية ستتمّ ترجمتها عملياً»، مضيفاً إن «الحراك الجديد لن يقتصر على قطاع غزة، بل سيشمل ساحات عدّة، لإرغام الاحتلال على التنازل».
وتصرّ «حماس» على جنْي ثمن مناسب من العدو مقابل الجنود الأسرى الأربعة لديها. وفي هذا الإطار، يجزم المصدر القيادي بأن الحركة لن تتراجع عن شروطها، وأن «الاحتلال لن ينجح في استخدام عامل الوقت لتقليص مطالبها»، متوجّهاً إلى عائلة غولدن بأن «عليها أن تفهم أنه لا طريق لإعادة ابنها إلّا بصفقة تبادل، وأن مطالبتها حكومتها بخطوات ضدّ قطاع غزة لن تجدي نفعاً». ويَعتبر أن «عائلة هدار تتعامل بغباء مع ملفّ ابنها الأسير لدى المقاومة، فبدلاً من ممارسة ضغوط حقيقية على حكومات الاحتلال المتعاقبة، تتقدّم مطالب غير ذات قيمة»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «تحرّك العائلة مهمّ لعودة هدار عبر صفقة تبادل»، وأن «تقاعسها يسمح للحكومات الإسرائيلية بإهمال ملفّ ابنها».
وكان يحيى السنوار، قائد حركة «حماس» في غزة، قد كشف أن آخر عملية تفاوض بين المقاومة والاحتلال جرت قُبيل الانتخابات الإسرائيلية التي انعقدت الشهر الماضي، حيث عرضت الحركة إخلاء سبيل كلّ من الأسيرَين لديها، هشام السيد وأفيرا منغستو، وتقديم صندوقَين أسودَين للأسيرَين الآخرَين، شاؤول أرون وهدار غولدن، إمّا يحويان جثّتيهما، وإما معلومات عن مصيرهما، وذلك مقابل إفراج إسرائيل عن الأسرى الذين أعادت اعتقالهم بعد تحريرهم في صفقة «وفاء الأحرار»، والأسرى المرضى وعلى رأسهم ناصر أبو حميد، والأسيرات والأطفال. وإذ أشار إلى أن العدو لم يستجب لهذا العرض، فقد أعلن أن الحركة قرّرت أن تضع سقفاً زمنياً محدَّداً ونهائياً لهذا الملفّ، مهدّداً بأنه إذا لم تنجَز صفقة جديدة خلال هذه المهلة، فستبحث «حماس» عن سبل أخرى.
في الإطار نفسه، رأى الكاتب والمحلّل السياسي، طلال عوكل، أن «دولة الاحتلال تلقّفت رسالة مهرجان حماس في غزة يوم الأربعاء الماضي، وحذّرت من نية الحركة تنفيذ المزيد من عمليات الأسر»، بينما احتمل المحلّل السياسي المقرّب من «حماس»، مصطفى الصواف، «إقدام الحركة خلال الفترة المقبلة على أسر المزيد من الجنود الأسرى، بما سيجبر إسرائيل على تحقيق صفقة جديدة». بدوره، اعتبر الكاتب والمحلّل السياسي، أيمن الرفاتي، أن «حماس ستكون خلال الفترة المقبلة أمام تحدّيات كبيرة ستدفعها إلى تحريك ملفّ الجنود بطرق خشنة وغير اعتيادية، وربّما زيادة غلّتها من الأسرى». وكان نائب قائد أركان «كتائب القسام»، مروان عيسى، قد حذر، العام الماضي من أن «ملفّ الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال سيكون الصاعق والمفجّر للمفاجآت القادمة مع العدو».