موسكو تدعو مجدّداً إلى تحقيق أممي بشأن «أنشطة بيولوجية» أميركية في أوكرانيا

موسكو تدعو مجدّداً إلى تحقيق أممي بشأن «أنشطة بيولوجية» أميركية في أوكرانيا

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٢

طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي إطلاق تحقيق أممي في ضلوع واشنطن في تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، بعد شكاوى مماثلة تقدّمت بها مراراً خلال اجتماعات مجلس الأمن.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن «لم يكن أمام روسيا خيار سوى تقديم شكوى إلى رئيس مجلس الأمن الدولي لطلب إجراء تحقيق دولي» في «أنشطة بيولوجية عسكرية للولايات المتحدة على الأراضي الأوكرانية»، موضحة أنها أرفقت الشكوى بمشروع قرار.
وفي المقابل، قال نائب الممثلة السامية المسؤولة عن قضايا نزع السلاح في الأمم المتحدة، أديجي إيبو، أمام مجلس الأمن، إن الأمم المتحدة «ليست على علم» بوجود برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
وأضاف: «نحن على علم بالشكوى الرسمية من روسيا (...) بشأن اتهامات بوجود برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا». وأضاف: «كما أبلغت الممثلة السامية إيزومي ناكاميتسو المجلس في آذار وأيار، فإن الأمم المتحدة ليست على علم بوجود برنامج أسلحة بيولوجية. ولا يزال الحال كذلك اليوم»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها تفويض أو «قدرات تقنية» للتحقيق في الاتهام.
وفي وقت سابق، قدّمت وزارة الدفاع الروسية «أدّلة» حول المختبرات البيولوجية في أوكرانيا التي تهدف إلى «تطوير آلية نشر خفي لمسببات أمراض فتاكة». وفي السياق، أشارت إلى الزيادة الحادة في حالات مرض السل التي تسببها سلالات جديدة متعددة المقاومة بين المواطنين الذين يعيشون في جمهوريات لوغانسك ودونيتسك الشعبية في عام 2018.
وأفاد بيان الدفاع الروسية، في 18 آذار الماضي، أنه وأثناء التفشي الشامل المسجل في منطقة مستوطنة بيسكي، تم الكشف عن أكثر من 70 حالة إصابة بالمرض، انتهت بنتيجة قاتلة سريعة للمرضى. وأن ذلك الأمر قد يشير إلى إصابة متعمدة، أو تسرّب عرضي للمرض من أحد المختبرات البيولوجية الموجودة في أراضي أوكرانيا.
وآنذاك، قال قائد قوات الحماية من الإشعاع والكيماويات والبيولوجيا في الجيش الروسي، إيغور كيريلوف، إن المختبرات التي تموّلها الولايات المتحدة في كييف وخاركوف وأوديسا تعمل على مسببات الأمراض المصمّمة خصيصاً لاستهداف الروس وغيرهم من الشعوب السلافية (Slavs).
وأضاف أن الولايات المتحدة تخطط لاستغلال «الموقع الجغرافي الفريد» لأوكرانيا من خلال إرسال الطيور المهاجرة التي تحمل أمراضاً مميتة إلى روسيا، وهو ما عبّر عنه أيضاً وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قائلاً إن تلك المختبرات تعمل على «تطوير أسلحة بيولوجية تستهدف عرقياً (بحسب تسلسل الجينات الفريدة لكل عرق)».
وفي المقابل، نفت الولايات المتحدة وأوكرانيا وجود مختبرات تهدف إلى إنتاج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، بينما أكّدت نائبة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، وجود مختبرات بيولوجية تتلقى تمويلاً من الولايات المتحدة بالفعل خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وقالت نولاند: «أوكرانيا لديها مرافق أبحاث بيولوجية»، معبّرة عن المخاوف بشأن محاولات القوات الروسية السيطرة على المختبرات و«نعمل مع الأوكرانيين حول كيفية منع أي من هذه المواد البحثية من الوقوع في أيدي القوات الروسية».
ويُشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت «أوصت» أوكرانيا بالقضاء على «مسببات الأمراض» في المختبرات الصحية لديها، لمنع «أي تفشٍّ محتمل» من شأنه أن ينشر المرض بين السكان. وأكد تقرير لوكالة «رويترز» أن المختبرات الأوكرانية تلقت دعماً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية. ولم تحدد منظمة الصحة متى قدمت التوصية ولم تقدم تفاصيل حول أنواع مسببات الأمراض أو السموم الموجودة في مختبرات أوكرانيا.
وسبق أن اتهمت روسيا الولايات المتحدة عام 2018 بإجراء تجارب بيولوجية سرا في مختبر في جورجيا، التي تسعى إلى الانضمام إلى حلف «شمال الأطلسي» و«الاتحاد الأوروبي».