حقائق أساسية عن محطة زابوريجيا النوويّة التي تشغل العالم

حقائق أساسية عن محطة زابوريجيا النوويّة التي تشغل العالم

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٦ أغسطس ٢٠٢٢

كانت محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا هدفا للقصف في الأيام الماضية، مما زاد من احتمال وقوع حادث خطير على بعد 500 كيلومتر فقط من موقع أسوأ حادث نووي شهده العالم وهو مأساة تشرنوبيل العام 1986.
وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية (إنرجواتوم) المملوكة للدولة إن آخر مفاعلين يعملان في محطة زابوريجيا تم فصلهما عن شبكة الكهرباء الأوكرانية اليوم الخميس بعد أن لحقت أضرار بخطوط الكهرباء الهوائية جراء حرائق اندلعت بالقرب من المحطة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إخلاء المنطقة المحيطة بمجمع المفاعلات من الأسلحة.
ما هي؟
توجد في محطة زابوريجيا للطاقة النووية ستة مفاعلات سوفيتية التصميم طراز (في.في.إي.آر-1000 في-320) يتم تبريدها بالماء وتهدئة نيوتروناتها أيضا بالماء وتحتوي على يورانيوم 235 الذي يزيد نصف عمره الإشعاعي على 700 مليون سنة.
بدأ تشييد المحطة في العام 1980 وتم توصيل مفاعلها السادس بشبكة الكهرباء الأوكرانية في العام 1995.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن اثنين فقط من مفاعلاتها كانا يعملان حتى 22 يوليو.
ما هي المخاطر التي تتعرض لها المفاعلات؟
يأتي الخطر الأكبر من نقص في إمدادات المياه.
يُستخدم الماء المضغوط في نقل الحرارة من المفاعل وفي إبطاء النيوترونات لتمكين اليورانيوم 235 من مواصلة تفاعله المتسلسل.
وإذا انقطع الماء، وأخفقت الأنظمة المساعدة مثل مولدات الديزل في الإبقاء على المفاعل باردا بسبب أي هجوم سيتباطأ التفاعل النووي وسيسخن المفاعل بسرعة كبيرة.
وفي مثل درجات الحرارة العالية تلك يمكن أن يتحرر الهيدروجين من الغطاء المصنوع من عنصر الزركونيوم (الزرقون) ويمكن أن يبدأ المفاعل في الانصهار.
ومع ذلك يقول الخبراء إن المبنى الذي يضم المفاعلات مصمم لاحتواء الإشعاع وتحمل التأثيرات الكبيرة له، وهو ما يعني أن خطر تسرب كبير ما زال محدودا.
ويقول مارك وينمان الباحث في المواد النووية في قسم مستقبليات الطاقة النووية في كلية لندن الإمبراطورية (إمبريال كوليدج لندن) "لا أعتقد أنه سيكون هناك احتمال كبير لثغرة في مبنى الاحتواء حتى إذا تعرض عرضا لقذيفة متفجرة. وزيادة على ذلك فإن الأقل ترجيحا أن تلحق أضرار بالمفاعل نفسه جراء ذلك. هذا يعني أن المادة المشعة محمية جيدا".
ماذا عن الوقود المستنفد؟
بجانب المفاعلات هناك أيضا منشأة لتخزين الوقود المستنفد الجاف في الموقع لتجميعات الوقود النووي المستخدم، وأحواض للوقود المستنفد في موقع كل مفاعل والتي تستخدم في تبريد الوقود النووي المستخدم.
وقالت كيت براون، وهي مؤرخة بيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي يوثق كتابها دليل للنجاة (مانيوال فور سيرفايفل) الحجم الكامل لكارثة تشرنوبيل "أحواض الوقود المستنفد ليست سوى أحواض كبيرة تحتوي على قضبان وقود اليورانيوم، وهي في الحقيقة ساخنة اعتمادا على المدة الموجودة خلالها هناك".
وتضيف "إذا لم يوضع فيها الماء الجديد فإن الماء سيتبخر. وبمجرد أن يتبخر الماء فإن غطاء الزركونيوم سيسخن ويمكن أن تشتعل فيه النار وعندئذ سنكون في وضع سيء هو حريق من اليورانيوم المشع وهو وضع مماثل بدرجة كبيرة لوضع تشرنوبيل حيث يطلق خليطا كاملا من النظائر المشعة".
وتسبب انبعاث الهيدروجين من حوض وقود مستنفد في انفجار في المفاعل رقم 4 في كارثة فوكوشيما النووية باليابان في العام 2011.
وبحسب مذكرة من أوكرانيا في العام 2017 أحيلت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن هناك 3354 تجمعا للوقود المستنفد في منشأة الوقود المستنفد الجاف ونحو 1984 تجمعا للوقود المستنفد في الأحواض.
وطبقا لهذه الوثيقة فإن هذا إجمالي يبلغ أكثر من 2200 طن من المواد النووية باستبعاد المفاعلات.
من يسيطر عليها؟
بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي بدأت يوم 24 فبراير، سيطرت القوات الروسية على المحطة في أوائل مارس.
وما زال العاملون الأوكرانيون يشغلونها، لكن وحدات خاصة من الجيش الروسي تحرس المنشأة ويقدم متخصصون نوويون روس استشاراتهم.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة، من أن العاملين في المحطة يعملون في ظل ظروف عصيبة للغاية.
وقالت كيت براون إن من غير الواضح من سيتعامل مع حادث نووي إذا وقع في زمن الحرب. وقالت "نحن لا نعرف ماذا يحدث في وضع في زمن الحرب عندما يكون هناك طارئ نووي... في العام 1986 كان كل شيء يجري مثلما جرى غيره في الاتحاد السوفيتي، ولذلك أمكنهم الدفع بعشرات الآلاف من الأشخاص ومعدات ومركبات طوارئ إلى الموقع".
وتساءلت "من سيكون المسؤول عن هذه العملية في الوقت الحاضر؟"
ما الذي حدث إلى الآن؟
تعرضت المحطة للقصف في مارس لكن لم يكن هناك تسرب إشعاعي وظلت المفاعلات سليمة. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهام بقصف المحطة.
في يوليو، قالت روسيا إن أوكرانيا وجهت ضربات متكررة للمحطة بطائرات مسيرة وصواريخ. وقالت مواقع تواصل اجتماعي موالية لأوكرانيا إن "طائرات مسيرة انتحارية" قصفت القوات الروسية بالقرب من المحطة.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من تقارير العمليات القتالية بشكل مستقل.
في الخامس من أغسطس تعرضت المحطة للقصف مرتين. ولحقت أضرار بخطوط الكهرباء. وأصيبت منطقة قريبة من المفاعلات.
وقالت روسيا إن لواء المدفعية الخامس والأربعين الأوكراني قصف أيضا الأراضي التي توجد فيها المحطة بقذائف عيار 125 مليمترا من الجانب المقابل على نهر دنيبرو.
وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية (إنرجواتوم) المملوكة للدولة إن روسيا أطلقت النار على المحطة بقذائف صاروخية.
في السادس من أغسطس تم قصف المحطة مرة أخرى، ربما مرتين. وأصيبت منطقة مجاورة لمنشأة تخزين الوقود النووي المستنفد.
وقالت (إنرجواتوم) إن روسيا أطلقت صواريخ على المحطة. وقالت القوات الروسية إن أوكرانيا قصفتها براجمة صواريخ أورجان 220 مليمترا.
تكرر القصف في السابع من أغسطس.
وقالت روسيا إن لواء المدفعية الرابع والأربعين الأوكراني قصف المحطة وأصاب خط ضغط عال بأضرار. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تخفيض الطاقة في المفاعلين الخامس والسادس إلى 500 ميجاوات.
تكرر القصف في الحادي عشر من أغسطس.
وقالت إنرجواتوم إن المحطة تعرضت للقصف خمس مرات. وقال المسؤولون المعينون من قبل روسيا إن المحطة تعرضت للقصف مرتين خلال تبديل دورة العمل.
وقال الحرس الوطني الروسي يوم 24 أغسطس إنه اعتقل اثنين من العاملين لنقلهما معلومات إلى السلطات الأوكرانية.
اليوم 25 أغسطس، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي إن الوكالة قريبة للغاية من التمكن من زيارة المحطة.