إيران.. «النووي» أمام اختبار جديد: حظوظ الاتفاق والتعطيل متساوية

إيران.. «النووي» أمام اختبار جديد: حظوظ الاتفاق والتعطيل متساوية

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٨ أغسطس ٢٠٢٢

على رغم استئناف محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء «خطّة العمل الشاملة المشتركة»، لا يزال الاتفاق النهائي معلّقاً على اشتراط إيران إغلاق ملفّ «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، فيما تطالب الترويكا الأوروبية بالمضيّ في الاقتراح الذي قدّمه الاتحاد أخيراً وبتخلّي طهران عن «مطالبها غير الواقعية». إزاء ما تقدَّم، تبدو حظوظ التوصّل إلى اتفاق كما التعطيل، متساوية
 بعد تأخير دام خمسة أشهر، استؤنفت، اعتباراً من الأربعاء الماضي، محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، فيما تبدو حظوظ التوصل إلى اتفاق أو توقُّف المحادثات، متساوية. وهي محادثات تأثّرت، ابتداءً، بالاقتراح الذي قدّمه، أخيراً، الاتحاد الأوروبي بوصفه الجهة المنسّقة للمفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. ومن وجهة «الترويكا» (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، فإن الاقتراح المُقدَّم - والذي يحظى بدعم أميركي أيضاً - «غير قابل للنقاش». وفي هذا الإطار، حضّت الدول الثلاث، في بيان مشترك صدر الجمعة، إيران، على التخلّي عن «مطالبها غير الواقعية والخارجة عن إطار الاتفاق النووي»، وعلى التوصّل إلى اتفاق نهائي «طالما أن الفرصة سانحة ومواتية لذلك الآن».
وجاء موقف الدول الأوروبية عقب الأخبار التي تحدَّثت عن أن إيران اشترطت لإحياء «خطّة العمل الشاملة المشتركة»، إغلاق ملفّ «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» حول ثلاثة مواقع غير نووية عُثر فيها على آثارٍ ليورانيوم مُخصّب. وكان مجلس محافظي الوكالة قد صادق، في الثامن من حزيران الماضي، على قرارٍ تَقدّمت به كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، على خلفيّة شكوك أثارتها الوكالة في شأن آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاث منشآت نووية إيرانية غير معلَنة (وهي: تورقوز آباد ومريوان وبارجين)، علماً بأن تلك الشكوك غير متعلّقة بالأنشطة النووية الإيرانية الحالية، بل تعود إلى عامَي 2003 و2004، وتقول طهران إنها قدّمت الإيضاحات اللازمة في شأنها.
وتطلب الجمهورية الإسلامية أن يتمّ حلّ هذه القضيّة في محادثات فيينا، فيما لم يتضح بعد ما إذا كانت الأطراف الغربية مستعدّة لإغلاق هذه القضيّة خارج الوكالة. وفي هذا السياق، غرّد المساعد السياسي لمكتب رئيس الجمهورية في إيران، محمد جمشيدى، عبر حسابه في «تويتر»، قائلاً إن «الموقف الحاسم» لإبراهيم رئيسي في جميع اتصالاته مع رؤساء فرنسا وروسيا والصين، تمثَّل في أنه «فقط عندما تتمّ تسوية المطالبات المتعلّقة بالضمانات وإغلاقها، يمكن التوصّل إلى الاتفاق النهائي».
من جهة أخرى، رأى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن المنافع الاقتصادية والحفاظ على التكنولوجيا النووية الإيرانية، تُعدّ من الأمور التي تحظى باهتمام الجمهورية الإسلامية في هذه المحادثات. وأشار مستشار الفريق الإيراني المفاوض، محمد مرندي، بدوره، إلى حصول تقدُّم على مستوى محادثات إحياء الاتفاق النووي، «بيد أن جميع القضايا الأخرى، بما فيها تقديم الضمانات لإيران، لا تزال مطروحة على الطاولة». وكانت وكالة «بلومبرغ» قد نقلت، في وقت سابق، عن دبلوماسيين أوروبيين، قولهم، إن إيران تخلَّت في الظاهر عن مطالبها السابقة المتمثّلة في إزالة اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للإرهاب، كما تراجعت عن إصرارها على تلقّي ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مجدّداً.
في المقابل، كتب موقع «نورنيوز» القريب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ليل السبت الماضي، أنه «على النقيض ممّا ورد في بعض وسائل الإعلام الغربية، فإن أيّاً من الموضوعات العالقة التي تعيق انتفاع إيران من الاتفاق النووي، لم تُسحب من جدول أعمال الوفد الإيراني». وبحسب الموقع: «إذا لم يؤدّ الاتفاق المحتمل في المحادثات الجارية، إلى توافقين: حذف أيّ أداة ضغط ضدّ إيران في المستقبل، والرفع المستدام والثابت للعقوبات من أجل طمأنة الشركاء التجاريين»، فإنه لن يكون ثمة سبب يدعو طهران إلى الرضوخ إليه، بدليل أنه لا يكفل مصالح الشعب الإيراني.
في هذه الأثناء، اتّخذت روسيا والصين مواقف داعمة لإيران أكثر من السابق؛ وهي مواقف يبدو أنها تضرب بجذورها في مواجهات الأشهر الأخيرة بينهما من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى. وأبدى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، دعم بلاده لـ«استمرار المحادثات النووية وتوجّهات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المحادثات»، واصفاً مواقف طهران بـ«المنطقيّة» و«الحكيمة». من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الاتفاق النووي مع إيران لا يجب أن يتضمّن أيّ شرط جديد، في تصريحات رأى كثيرون أنها جاءت للتعبير عن المعارضة الروسية للخطّة الأوروبية المطروحة. وأضاف لافروف إن «الولايات المتحدة تسعى إلى اتّخاذ خطّة مُحوّرة، كأساس لاتفاق جديد»، وأن معارضة إيران لخطّة كهذه «مُبرّرة بالكامل». مع هذا، أكد کبیر المفاوضین الروس، ميخائيل أوليانوف، يوم أمس، أن موسكو وبكين لا تعارضان مقترح الاتحاد الأوروبي حول الاتفاق النووي. من هنا، يبدو أن مواقف جميع الأطراف تعكس أجواء غامضة، وبقدر ما توجد فرصة للتوصّل إلى اتفاق، هناك أيضاً احتمال للفشل كما في السابق.