ساعات حاسمة أمام «الكنيست»: هل يقلِب نتنياهو الطاولة؟

ساعات حاسمة أمام «الكنيست»: هل يقلِب نتنياهو الطاولة؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٩ يونيو ٢٠٢٢

يُفترض أن يتقرَّر حلّ «الكنيست» الإسرائيلي بالتصويت النهائي على المشروع، وذلك بحلول منتصف ليل الأربعاء - الخميس. قبل ذلك، فإن هذا التصويت، الذي من شأنه إنهاء أيّ إمكانية لتشكيل حكومة بديلة برئاسة بنيامين نتنياهو أو غيره، يواجه عراقيل قد يَندر وجودها في ندوات برلمانية أخرى، ولعلّها تمثّل مؤشّراً كاشفاً عن التحوّلات الحاصلة في إسرائيل، وتعمُّق الانقسامات المجتمعية والطبقية هناك. وللتذكير، فإن أيّ قانون يُعرَض على «الكنيست» يجب أن يمرّ بعمليات تصويت ثلاث، سواءً على مراحل أو دفعة واحدة، وبغير ما تَقدّم يكون بحُكم الساقط أو المُجمَّد. أوّل من أمس، صوّت «الكنيست»، بغالبية مَن حضر في جلسة القراءة الأولى (50 عضواً)، على مشروع الحلّ، بعد اتفاق مسبَق بين المعسكرَين، تضمّن أيضاً المُضيّ في إجراء القراءتَين الثانية والثالثة خلال يومَين.
ويشكّل التصويت على هذا القانون مناسبة لمحاولة كلّ كتلة بل وكلّ عضو تمرير قانون يريده، مقابل إعطاء صوته لـ«الحلّ»، علماً أنه ثمّة على الطاولة أكثر من عشرين اقتراحاً، مُرِّر عددٌ منها ثمناً للاتفاق على التصويت بالقراءة الأولى، فيما تَأجّل البتّ بالقوانين الأخرى التي رُبطت بالقراءتَين الثانية والثالثة. وليس التجاذب مقتصراً فقط على ما تَقدّم، بل يمتدّ أيضاً إلى موعد إجراء الانتخابات، والذي يكون عادةً جزءاً من قانون حلّ «الكنيست»، عبر آلية وتوقيت محدَّدين، لكنه يخضع أيضاً لمساومات بين الأطراف، بما يستهدف تأمين مصلحة كلّ منها، أو على الأقلّ الغالبية التي ستُصوّت على «الحلّ». وتريد غالبية أحزاب الائتلاف الحكومي أن تُجرى الانتخابات في الأول من تشرين الأول المقبل، وهو ما يعارضه حزب «الليكود»، على خلفية أن هذا الموعد يقع في أسبوع ذكرى اغتيال رئيس الحكومة السابق، إسحاق رابين، الأمر الذي قد يؤثّر في توجّهات شريحة معتدّ بها من الناخبين، للانزياح عن التصويت لصالح الأحزاب اليمينية، كون رابين رمزاً من رموز «حزب العمل» سابقاً، والتوجّه التسووي. في المقابل، تفضّل الأحزاب «الحريدية» وأحزاب الصهيونية الدينية موعد 25 تشرين الأول، بما يسمح للمتديّنين بتعبئة ناخبيهم بالاستفادة من عطلة الخريف في المعاهد الدينية.
وحتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود منتصف ليل الأربعاء - الخميس، يبقى ثمّة احتمال قائم، وهو تمكُّن المعارضة من سحْب عدد من أعضاء «الكنيست» إلى صفّها، بما يؤمّن لها غالبية 61 عضواً من أجل تشكيل حكومة بديلة، تُجنّب إسرائيل انتخابات خامسة خلال ثلاثة أعوام، لا أحد يضمن أن لا تفتح هي الأخرى الباب على انتخابات سادسة. لكن، هل ينجح نتنياهو في ذلك، ويتمكّن من قلْب الطاولة من جديد، بعد أن قُلبت عليه؟ الاحتمال ليس ضعيفاً كما يتصوّر البعض؛ ففي عام 2012، كان مشهد «الكنيست» شبيهاً بالمشهد الحالي. في حينه، وقبل خمس دقائق فقط من التصويت بالقراءة الثالثة على مشروع «الحلّ»، نجح نتنياهو في إقناع رئيس حزب «كاديما»، شاؤول موفاز، بالانضمام إلى ائتلاف جديد برئاسة الأوّل، من أجل تشكيل حكومة بديلة كانت لموفاز مكانة مُعتدّ بها في مسار تأليفها.