«عيد النصر» بنكهةٍ مختلفة.. بوتين للغرب: لا نريد حرباً عالمية

«عيد النصر» بنكهةٍ مختلفة.. بوتين للغرب: لا نريد حرباً عالمية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٠ مايو ٢٠٢٢

أحيت روسيا، يوم أمس، الذكرى الـ77 للانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى، على وقع استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا. وتشكِّل هذه الذكرى فرصةً سنوية لموسكو، للتأكيد على "دور الشعب السوفياتي في إنجاز النصر"، في ظلّ محاولات الغرب المستمرّة لتزوير الوقائع ومَحو أيّ دور للاتحاد السوفياتي في إلحاق الهزيمة بألمانيا النازية. وتزامنت الذكرى، هذا العام، مع موجة "روسوفوبيا" جديدة، ليست الحرب في أوكرانيا إلّا أحد أوجهها، إذ زاد عداء الدول الغربية ضدّ موسكو إلى درجةٍ باتت تمثّل تهديداً جدّياً للأمن القومي الروسي، بعدما أقدم حلف "الناتو" والولايات المتحدة على نسْف كل الاتفاقات والمعاهدات الموقّعة بين الأطراف الثلاثة.
هذه التحديات، كانت محور خطاب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمناسبة الاحتفال بـ"عيد النصر"، والذي حمل رسائل مهمّة إلى الداخل والخارج. وبدا لافتاً تخلّي بوتين عن البروتوكول الرسمي المتبع في الجلوس على المنصة، ليختار، بدلاً من ذلك، الجلوس مع فوج المقاتلين القدامى الذين شاركوا بالنصر المُحقَّق على النازية. وأراد الرئيس الروسي، في هذا اليوم، الذي يُجمِع على أهميته جميع الروس مؤيدين ومعارضين، التأكيد على التأييد الشعبي للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لا سيما أن خطاب موسكو يركّز على الدوام على أن القتال الجاري هو ضدّ "النازيين الجدد". وقال بوتين إن الجيش الروسي يقاتل حالياً في أوكرانيا "من أجل شعب دونباس، ومن أجل أمن وطنه والمستقبل، وليكون العالم خالياً من الجلّادين والنازيين". ولفت إلى أن دول حلف "الناتو" كانت لديها "خطط مختلفة تماماً"، وكانت هناك استعدادات لشنّ هجوم على دونباس وشبه جزيرة القرم (وصفهما بأراضي روسيا التاريخية)، وهو ما فرض على روسيا "صدّ العدوان بشكل استباقي"، مشدّداً على أن ذلك "كان قراراً اضطرارياً اتُّخذ في الوقت المناسب، وهو كان القرار الصائب الوحيد". وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده كانت دائماً تدعو إلى "حوار نزيه، وإلى أمن متساوٍ وغير قابل للتجزئة للجميع"، لكن "عبثاً... لم ترغب دول الناتو في سماعنا". وأضاف أن "الأطلسي" بدأ "يزحف نحو أراضي جوار روسيا عسكرياً، ويقترب من حدودها، وكل الدلائل كانت توحي بأن الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفرّ منه". ورأى أن مقاتلي دونباس وأفراد الجيش الروسي يقاتلون على أرضهم التي ألحق أسلافهم فيها هزيمة بالعدو، موضحاً أن الاستعراض في الساحة الحمراء شارك فيه عسكريون حضروا من منطقة أعمال القتال في دونباس مباشرة.
كذلك، شدّد بوتين على أن من واجب روسيا "تجنّب اندلاع حرب عالمية جديدة"، قائلاً: "واجبنا هو المحافظة على ذكرى الذين سحقوا النازية... والقيام بكل ما يلزم حتى لا تتكرّر أهوال حربٍ شاملة جديدة". وأشار إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت الولايات المتحدة بالتحدُّث عن "فرادتها"، مهينةً ليس العالم بأسره فحسب، بل و"حتى مَن يدور في فلكها، وهم قبلوا ذلك بخنوع"، مؤكداً أن روسيا بلد مختلف كونها "لن تتخلّى أبداً عن احترامها لجميع الشعوب والثقافات، وهو ما قرّر الغرب إلغاءه". وعلى عكس ما توقّع الغرب في شأن ما سيحمله خطاب بوتين حول أوكرانيا، فهو خالف التوقعات ولم يعلن أيّ رسائل عسكرية، من مثل إعلان الحرب رسمياً على كييف، كما توقّعت واشنطن.
وشارك في العرض 11 ألف عسكري، من بينهم وحدات عائدة من الجبهة الأوكرانية، و131 قطعة من المعدات العسكرية بما فيها قاذفات صواريخ استراتيجية ودبابات، بينما أُلغي الجزء الجوي من العرض في آخر لحظة بسبب الأحوال الجوية، حيث كان متوقّعاً رؤية "طائرة نهاية العالم"، وهي طائرة من طراز "إليوشن إيل-80" المصمَّمة للقادة الروس في حال نشوب حرب نووية. وعقب الاحتفال، أكد بوتين، خلال لقائه أرتيم جوغا، والد قائد كتيبة "سبارتا" فلاديمير جوغا الذي قتل في معارك دونباس في شهر آذار الماضي، أن العملية في دونباس ستحّقق النتائج المطلوبة، موضحاً أن "كل الخطط الموضوعة قيد التنفيذ".