العمليات الاستشهادية... خنجر في القلب الأمني للکيان الصهيوني

العمليات الاستشهادية... خنجر في القلب الأمني للکيان الصهيوني

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٠ أبريل ٢٠٢٢

بينما أصبحت مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى ساحة اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الکيان الصهيوني في الأيام الأخيرة، شهدت الليلة الماضية عمليةً استشهاديةً جديدةً للمجاهدين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وأسفر ذلك عن مقتل عدد من المستوطنين وإصابة عدد منهم بجروح.
 
وقال "أميشاي أشد" قائد شرطة تل أبيب إن "مطلق النار أطلق النار على حانة مزدحمة نحو الساعة 9 مساء (18:00 بتوقيت غرينتش) يوم الخميس، ثم فر من مكان الحادث". وحسب وسائل إعلام صهيونية، قتل في العملية صهيونيان وأصيب 16 آخرون، أربعة منهم في حالة حرجة.
 
التعرف على منفذ العملية
 
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن العملية نفذها فلسطيني يعيش في الأراضي المحتلة. واستشهد منفذ العملية المواطن رعد فتحي حازم 28 عاماً من مخيم الجنين، بعد أن طاردته قوات أمن الکيان لعدة ساعات.
 
وذكرت تقارير إعلامية فلسطينية أن والد حازم كان عضواً بارزاً في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، لكنه تقاعد قبل نحو عقد من الزمان.
 
وكتبت صحيفة جيروزاليم بوست: "بعد استشهاد نجله، قال والد حازم للجماهير خارج منزله "سترون قريباً النصر .. اللهم حرِّر المسجد الأقصى من المحتلين".
 
وهذه هي العملية الخامسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأيام الستة عشر الماضية، وقد أسفرت العمليات الخمس عن مقتل أكثر من 13 صهيونيًا.
 
في البداية، في 22 آذار، قُتل أربعة مستوطنين في هجوم بسكين في تل السبع. وبعد خمسة أيام، قتل ضاب شرطة حرس الحدود في عملية إطلاق نار في "حضيرة". وبعد ذلك، في 30 مارس، قُتل صهيونيان وأوكرانيان وضابط شرطة في إطلاق نار في بلدة "بني براك" المكتظة بالسكان شرقي تل أبيب.
 
تل أبيب مدينة الأشباح
 
على الرغم من الرقابة الإعلامية التي يمارسها الکيان الصهيوني على الضحايا وحتى العدد الفعلي للعمليات الاستشهادية الفلسطينية، تشير التقارير في وسائل الإعلام المحلية للکيان إلى وضع أمني ​​ملتهب للغاية، في أعقاب موجة من عمليات المجاهدين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
 
وقالت وكالة إدارة الطوارئ الوطنية الإسرائيلية، المعروفة باسم ماجن دافيد إدوم، إنها تلقت تقارير عن إطلاق نار في "عدة مشاهد" وسط تل أبيب.
 
ووفقاً للوكالة، وقع هجوم واحد على الأقل في شارع ديزنغوف( Dizengoff)، وممر مركزي ومكان استراحة ترفيهية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
 
وتشير التقارير إلى أن تل أبيب أصبحت مدينة أشباح بعد العملية، ولم يجرؤ أحد على مغادرة المنزل.
 
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، ستقيم قوات الأمن 100 نقطة تفتيش حول تل أبيب.
 
وكتبت صحيفة إسرائيل تايمز أن الوضع الحالي في تل أبيب فوضوي للغاية، لدرجة أنه يذكرنا بالانتفاضة الثانية في أوائل القرن الحادي والعشرين.
 
اضطراب الأوضاع الأمنية ودخول الجيش إلى المدن
 
وكتبت صحيفة إسرائيل تايمز أن الجيش الإسرائيلي غاضب من الشرطة، لسماحها لوسائل الإعلام بالتغطية أثناء البحث عن منفذ عملية تل أبيب.
 
وهذا يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية اضطرت إلى استخدام الجيش للتغلب على الظروف الأمنية، وسط عجز قوى الأمن الداخلي، وخاصة شاباك(جهاز الأمن العام الإسرائيلي).
 
ويقال إن الجيش الإسرائيلي عزز المئات من قوات الحدود بـ 14 كتيبة قتالية - 12 كتيبة في الضفة الغربية وكتيبتان في غزة - لمنع عشرات الآلاف من الفلسطينيين من دخول الأراضي المحتلة يومياً من خلال اختراق السياج الأمني.
 
كما وُضعت القوات الأمنية في حالة تأهب قصوى، رداً على تصعيد العمليات الاستشهادية الفلسطينية في الأراضي المحتلة وإطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
 
وتم نشر نحو 1000 جندي من القوات الخاصة، لمساعدة الشرطة داخل حدود الکيان الإسرائيلي والمدن الرئيسية.
 
الوعد بالانتقام في خضم تزايد الانتقادات
 
الأوضاع المضطربة في الأراضي المحتلة هذه الأيام، والفشل واسع النطاق للمخابرات والأمن في الکيان في مواجهة موجة العمليات الاستشهادية للمجاهدين الفلسطينيين، على الرغم من تزايد الأجواء البوليسية في المدن، أدت إلی تعرُّض عومر بارليف، وزير الأمن العام المشرف على الشرطة، لانتقادات شديدة لعدم قدرته على السيطرة على الوضع وعدم استعداد الأجهزة الأمنية.
 
كما هدد وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بفرض "ثمن باهظ" على منفذي الهجمات، ووعد بتوسيع "العمليات ضد موجة الإرهاب".
 
لكن في رد مختلف على رعب الصهاينة، أشادت حماس بالعملية الاستشهادية، وقال مسؤول حماس البارز مشير المصري لقناة الجزيرة: إن "عملية المقاومة رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".
 
يذکر أنه في العام الماضي، أدى هجوم الصهاينة على التظاهرات الفلسطينية السلمية في الضفة الغربية وحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة خلال شهر رمضان المبارك، إلى اندلاع الحرب التي استمرت 11 يومًا في غزة.