هل من حروب ستشتعل قبل نهاية العام.. أين ولماذا؟!

هل من حروب ستشتعل قبل نهاية العام.. أين ولماذا؟!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٣ يوليو ٢٠٢٠

دلائل كثيرة تشير الى أن المنطقة مقبلة على مواجهات وحروب، على أكثر من جبهة، تحالفات اقيمت، واستفزازات تزداد، واستعدادات تتواصل في أكثر من ساحة، انه صيف ساخن ينذر بحرب تخوضها أطراف عديدة، وكل يرى أن الظروف مواتية والفرص سانحة لمعارك وردود، تداعياتها ترسم معادلات جديدة في المنطقة، وتشطب أخرى قائمة.
عنوان التطورات المرتقبة، هل تبحث اسرائيل عن اشتباكات ومعارك تتحمل مسؤولياتها؟! وهل ستسمح طهران بمواصلة تل أبيب وواشنطن استفزازاتهما؟! 
حركة طيران حربي غير معتادة في اسرائيل، وتدريبات واسعة لم تتوقف، وتقارير استخبارية تحذر، واخرى تدفع لتفجير الموقف، والمقلق، أن الولايات المتحدة واسرائيل صعدتا من استفزازاتهما، وتل أبيب تأمل بجر أمريكا للمشاركة في حرب ضد ساحات عدة، في مقدمتها ايران، يريد لها نتنياهو أن تندلع قبل مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض، ونتنياهو أيضا نجح في تشكيل منظومة تعمل تحت أمرته، وتشاركه حروبه ضد طهران، وساحة لبنان، وربما قطاع غزة، منظومة تضم الامارات والسعودية، وغيرهما من دول عربية، انزلقت الى هذه المنظومة، مشاركة فعلية ومساهمة استخبارية، واشغالا لقوى المقاومة.
الطيران الاسرائيلي وبطاريات صواريخ في دول اقليمية، وسماؤها مفتوح وأراضيها قواعد لآلة الحرب الاسرائيلية، انها الاستعدادات للحرب، فهل تقدم اسرائيل على شن حرب؟!
مراقبون يرون أن هناك عوامل تحفز على اندلاع هذه الحرب من وجهة نظر اسرائيلية، وعوامل أخرى تبقي تل أبيب حذرة، خشية الهزيمة والخسائر الفادحة. وتفيد تقارير اسرائيلية بأن الجبهة الداخلية لم تصل بعد الى درجة الجهوزية، القادرة على تحمل الموجات الصاروخية الدقيقة التي ستمطر جهات اسرائيل الأربع، في ظل أزمة اقتصادية وصحية، تخيم على البلاد، وهي غير مطمئنة لردود الشارع العربي، التي قد تخرج عن السيطرة.
ما هي دلائل التصعيد؟!
أمريكا بتعاون وتمويل من دول الخليج، دفعت بمجموعات ارهابية في مناطق قريبة حدودية، لتنفيذ عمليات تخريب وارباك في الساحة الايرانية، وارتكبت بالتعاون مع اسرائيل احداثا ارهابية تفجيرية في بعض المواقع الايرانية، واسرائيل لم تتوقف عن شن الاعتداءات على أهداف في الاراضي السورية استهدافا للمستشارين الايرانيين، وفي لبنان تدخل امريكي سافر في الساحة اللبنانية وحملات مستميتة لمصادرة سيادتها والتحكم في قرار بيروت، والدفع تحريضا ضد المقاومة وسلاحها.
أمريكا واسرائيل وأنظمة الردة في الساحة العربية تريد حروبا خاطفة ضد ايران والمقاومة وتصعيدا لاعمال الارهاب في سوريا، وتدجين الأنظمة الرافضة لهذه السياسة، أو المتحفظة عليها، وصولا الى فرض الترتيبات الجديدة لمنطقة، وتمرير التسويات المشبوهة للقضية الفلسطينية، وصولا الى تصفيتها.
لكن، التحذيرات في اسرائيل لم تتوقف وبعضها تقول صراحة بأن اسرائيل اذا ما اندلعت الحرب فانها ستكون في مرمى الصواريخ من الشمال والجنوب، وحتى ستنطلق من ايران، ويرى بعض المحذرين من اندلاع الحرب نهاية اسرائيل، وبالتالي، طلبوا بالابتعاد عن اشعال المنطقة.
التوتر يخيم على الساحات التي يفترض أن تكون ميادين قتال، فبالنسبة لايران التي تحكمها قيادة صبورة حكيمة هي على أتم استعداد لمواجهة أي عدوان محتمل، ويبدو أن استفزازات واشنطن وتل أبيب لطهران قد يدفع القيادة الايرانية الى شن حرب استباقية، فتشتعل عدة جبهات تندرج في اطار محور المقاومة، وتدرك هذه القيادة أن ما ترتكبه الولايات المتحدة واسرائيل من جرائم واعتداءات هدفه جر ايران الى مواجهة عسكرية واسعة، لكن، هذه القيادة تدرك المخطط الامريكي الاسرائيلي الرجعي وبالتالي أتمت جهوزيتها، فكل الاحتمالات واردة وكل الاسلحة تنتظر اشارة البدء.
ويرى مراقبون محايدون أن اشتعال المواجهات لن يقتصر على جبهة واحدة، وستكون حربا شاملة، وهذا ما يجعل اسرائيل مترددة وتتجه الى تحييد الجبهة الجنوبية حيث المقاومة الفلسطينية، واشغال حزب الله بمعارك داخلية وفتن دموية، قد تشعلها امريكا ودول الخليج وأدواتها في الساحة اللبنانية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هو، هل تسمح الأزمة الاقتصادية والازمة الصحية باشعال حروب مدمرة، وهل تتغلب الاغراض الشخصية وتعزيز المواقع السياسية والمنافسة الحزبية على تقديرات نتائج الحرب وتداعياتها وحجم الخسائر.
ومن ناحية ايران، فهي تمتلك ترسانة عسكرية حديثة ومتطورة واسحلة نوعية في ميادين الحرب المختلفة، ولديها القدرة على ضرب اسرائيل بصواريخ دقيقة وان احتاج الامر وفي ضوء التدخلات الرجعية قد تطال نيران الحرب ساحتي الامارات والسعودية التي قد تنطلق منها الاعتداءات على ايران.
وبالنسبة لحزب الله، فهو في جهوزية كاملة، وتخشى اسرائيل صواريخ الحزب الدقيقة، التي تصل الى كل نقطة في اسرائيل، وتطال مواقعها الحساسة، والحزب أيضا يأخذ في حساباته الوضع الداخلي في الساحة اللبنانية، ويمسك بحكمة وحذر مفاتيح الهدوء والاستقرار في مواجهة العبث الامريكي والخيانة الواضحة من جانب دول خليجية وادواتها في لبنان، التي تدفع بالدولة اللبنانية الى الانهيار.
يفيد المراقبون أن حزب الله قد يفتح نار صواريخه الدقيقة على تل أبيب ومنشآت اسرائيل الحيوية والحساسة، ردعا لها، واجهاض مخططاتها ضد محور المقاومة وما تخشاه القيادة الاسرائيلية هو تدخل عسكري من جانب الحزب، وهو الذي ضاعف قوته العسكرية منذ حرب تموز 2006 مرات عديدة.