عودة الإغلاق الجزئي إلى بعض الدول: ترامب بالكمّامة للمرّة الأولى!

عودة الإغلاق الجزئي إلى بعض الدول: ترامب بالكمّامة للمرّة الأولى!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٣ يوليو ٢٠٢٠

في بعض دول العالم، أعاد الانتشار الواسع لفيروس «كورونا» عقارب الساعة إلى الوراء، دافعاً إسبانيا، مثلاً، إلى فرض الحجر الجزئي. وفي دول أخرى، دفع الفيروس البعض إلى الإذعان للأمر الواقع، فاضطُرّ دونالد ترامب، مثلاً، إلى ارتداء الكمّامة، بعدما كان يعارض ذلك لفترة طويلة
ما يمكن الاستدلال عليه من عودة تفشّي فيروس «كورونا»، أنّ الحياة التي استعادتها بعض الدول لن تدوم طويلاً، فخلال شهر ونصف شهر فقط، تضاعف عدد الحالات في العالم بحسب التعداد الذي يستند إلى أرقام رسمية. وقد تسبّب الفيروس، عالمياً، بإصابة حوالى 13 مليون شخص ووفاة أكثر من 569 ألفاً، ما أدّى إلى خسائر اقتصادية كبرى خلال سبعة أشهر، منذ أن رصد في نهاية السنة الماضية في مدينة ووهان الصينية.
إلّا أنّ الخرق الذي تمكّن الفيروس من فرضه، فقد كان في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً مع قرابة 137 ألف وفاة، حيث ظهر الرئيس دونالد ترامب، للمرة الأولى، أوّل من أمس، واضعاً كمامة، أثناء زيارة مستشفى «والتر ريد» العسكري في ضواحي واشنطن، في خطوة تتخذ طابعاً رمزياً كبيراً في الولايات المتحدة. فمنذ بدء انتشار الفيروس، تجنّب ترامب الظهور بكمامة أمام الجمهور، رغم توصيات السلطات الصحية الأميركية بذلك. وقد ساهم في جعل هذه المسألة موضوع خلاف سياسي، لأنّ رفض وضع الكمامة ينظر إليه في جزء من المجتمع الأميركي على أنه تأكيد للحرية الفردية للمواطن. ووضع ترامب كمّامة داكنة اللون لزيارة مقاتلين جرحى في مستشفى «والتر ريد» في بيثيسدا في ولاية ماريلاند قرب واشنطن. وقال للصحافيين قبل الزيارة: «عندما تتحدث إلى جنود خرجوا لتوّهم من أرض المعركة، أعتقد أنّ وضع الكمّامة أمر عظيم. أنا لم أكن يوماً ضد الأقنعة، لكنّي أعتقد أنّ لها مكاناً وزماناً مناسبين».
وفي هذه الأثناء، عاد الجدال إلى النقطة الصفر بخصوص تمديد برنامج إعانات البطالة للأميركيين الذين يواجهون صعوبة وسط عمليات الإغلاق وإجراءات العزل العام. وقد صرّحت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بأنها تعتقد أنّ بوسع النواب الأميركيين إيجاد حلّ وسط بهذا الشأن. وقالت، على شبكة تلفزيون «سي إن إن»: «ينبغي علينا إيجاد حلّ وسط لأننا لا بدّ من أن نمدّد (البرنامج)». ويأتي كلام بيلوسي بعدما كان زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين ماكارثي، قد رأى أنه لن يكون من المفيد تمديد برنامج إعانات البطالة التي تضمّنها التشريع الخاص بوباء «كورونا»، الذي أُقرّ في وقت سابق من هذا العام. وينتهي أمد هذه الإعانات في 31 تموز/ يوليو. وأشار ماكارثي، وجمهوريون آخرون، إلى أنّ الإحصائيات تُظهر أنّ أميركيين كثيرين يحصلون على أموال من إعانات البطالة، في حال تمديدها أكثر ممّا يكسبونه من العمل. ومن المقرّر تمديد برنامج الإعانات المحدد بدفع 600 دولار في الأسبوع للعمّال الذين فقدوا وظائفهم، والذي بدأ نهاية آذار/ مارس، إلى حين تراجع معدّل البطالة في كل ولاية تحت مستوى 11 في المئة.
أوروبياً، ظهرت بؤر إصابات جديدة في القارة الأكثر تضرراً، مع حوالى 202 ألف وفاة (من بين 2,8 مليون حالة)، وذلك وسط إجراءات رفع العزل. ورغم أنّ الوضع يبدو تحت السيطرة، الآن، فإنّ السلطات تواصل التنبّه. وفي هذا المجال، عمدت إسبانيا إلى إعادة فرض إغلاق في قسم من كاتالونيا، لكن بدون قيود جديدة مشدّدة جداً. وأمرت سلطات الإقليم (شمال شرق) بإعادة عزل أكثر من 200 ألف شخص في محيط مدينة ليريدا، بسبب ظهور حالات إصابة بـ«كوفيد ـــــ 19». في المقابل، جرت انتخابات محلية في إقليم الباسك وغاليسيا (شمال)، حيث ظهرت في الآونة الاخيرة بؤر إصابات جديدة. وكان الناخبون يضعون الكمامات ويعرضون عن بعد بطاقة هويتهم، بحسب الصور التي بثها التلفزيون.
وفي فرنسا، حيث تجاوز عدد الوفيات الجمعة 30 ألف وفاة، استؤنفت القداديس في كنيسة إنجيلية في مولوز (شرق)، كانت إحدى أبرز بؤر المرض. لكنّ الحكومة ستفرض فحصاً على كلّ القادمين من الدول المصنّفة على اللائحة «الحمراء». وبعد حفل موسيقي شهد حضوراً كثيفاً، أعلن رئيس بلدية نيس (جنوب شرق) كيريستان استروسي فرض وضع الكمامات في الحفلات الكبرى في المدينة، داعياً الدولة إلى أن تحذو حذوه. وردّ المتحدث باسم الحكومة بالقول: «لا يمكننا أن نضع شرطياً خلف كل فرنسي»، مذكّراً في الوقت نفسه بضرورة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي. وقد قرّرت المجر منع القادمين من الدول الأفريقية ومعظم الدول الآسيوية وبعض الدول الأوروبية، من دخول أراضيها اعتباراً من يوم غدٍ، بسبب التفشي الجديد للوباء في العالم. أمّا بولندا، فتُجري انتخابات رئاسية في اقتراع كان مقرراً في أيار/ مايو وأرجئ بسبب انتشار الوباء.
يأتي كلّ ذلك فيما يواصل المرض انتشاره في أميركا اللاتينية، أيضاً، مع أكثر من 71 ألف وفاة في البرازيل و11 ألفاً في تشيلي والبيرو، لكن أيضاً في الشرق الأوسط، حيث تسبب الوباء بوفاة أكثر من 20 ألفاً، نصفهم تقريباً في إيران.
وفي هذا الإطار، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي تفشي وباء «كوفيد ــــــ 19» مجدداً في البلاد بـ«المأسوي جداً»، داعياً الإيرانيين إلى احترام التوصيات الصحية للسيطرة على المرض. وقال في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام البرلمان: «يجب على الأجهزة كافة والفرق الخدمية وجميع الأفراد، أن يؤدّوا دورهم على أكمل وجه لنقطع سلسلة تفشي مرض كورونا في المدى القريب ونعبر بالبلد نحو شاطئ النجاة»، وفق ما نقلت صفحته على موقع «تويتر».