«كورونا» تحت السيطرة… وقيوده تتفكّك حول العالم

«كورونا» تحت السيطرة… وقيوده تتفكّك حول العالم

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٩ يونيو ٢٠٢٠

بات فيروس كورونا المستجد، تحت السيطرة في العديد من دول العالم التي بدأت بكسر قيوده والعودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية عبر مواصلة منحى فك الإغلاق، بينما أفادت دراسة أعدتها جامعة «إمبيريال كوليدج» في لندن، بأن تدابير العزل لمواجهة «كوفيد – 19» كانت فعالة لاحتواء الوباء وسمحت بإنقاذ 3,1 مليون شخص في 11 بلداً أوروبياً.
الدراسة التي نشرت أمس، ويقدم علماؤها توصيات للحكومة البريطانية حول الأزمة الصحية، تحلّل الإجراءات الرئيسية المتخذة في 11 بلداً، منها فرنسا، كحظر المناسبات العامة أو فرض قيود على التنقل أو إغلاق المتاجر والمدارس.
وأعلن معدو الدراسة، أن «قياس فعالية هذه التدابير أمر مهم نظراً للآثار الاقتصادية والاجتماعية» في وقت يتم التشديد بانتظام على حجم الآثار الجانبية للعزل وتتصاعد أصوات خصوصاً في بريطانيا، منادية بتسريع رفع القيود.
وقارن الباحثون عدد الوفيات المسجلة على أساس ارقام المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها، مع عدد الوفيات التي كانت ستسجل في غياب تدابير المراقبة.
وخلصوا إلى أن الإجراءات المعمول بها سمحت بتجنب وفاة نحو 3,1 مليون شخص في هذه الدول.
ولاحظت الدراسة التي نشرت في مجلة «نايتشور»، أن التدابير أتاحت خفض معدل تكاثر الفيروس (عدد المرضى الجدد الذين تنتقل العدوى إليهم من مصاب بفيروس كورونا المستجد) بنسبة 82 في المئة.
وقدر الباحثون أن 12 إلى 15 مليون شخص أصيبوا بـ«كوفيد – 19» حتى الرابع من أيار/ مايو (أي 3,2 في المئة إلى 4 في المئة من متوسط السكان مع فوارق مهمة بين الدول).
وسجلت بلجيكا أعلى نسبة حالات مع إصابة 8 في المئة من السكان بالوباء تليها إسبانيا (5,5 في المئة ) وبريطانيا (5,1 في المئة) وإيطاليا (4,6 في المئة).
وقد تكون هذه النسبة 3,4 في المئة في فرنسا. وعلى العكس، قد يكون 710 آلاف ألماني أصيبوا بالفيروس فقط أي 0,85 في المئة من السكان.
ويشدد معدو الدراسة على أنه نظراً لبدء تطبيق التدابير ضمن جدول زمني ضيق، من الصعب تقييم أثر كل إجراء منفصلا. وخلصوا إلى أن «العزل أثر بشكل كبير» في إحتواء الوباء.
والدول الـ11 التي شملتها الدراسة، هي إيطاليا وألمانيا والنمسا وبلجيكا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا والنرويج وبريطانيا والسويد وسويسرا.
رسمياً، تخطت حصيلة الإصابات في العالم، السبعة ملايين و130 ألفاً، بينها 410 آلاف وفاة، خصوصاً في أوروبا، القارة الأكثر تضرراً جراء «كوفيد – 19» مع نحو مليونين و280 ألف إصابة و185 ألف وفاة، والولايات المتحدة مع أكثر من مليوني إصابة، بينها ما يزيد على 113 ألف وفاة.
في الوقت نفسه، يتواصل منحى رفع إجراءات الإغلاق والعزل في عدد من الدول، بينما دفع التفاؤل بعودة النشاط الاقتصادي الأسواق المالية الى تسجيل أرباح.
في بولندا، قالت نائب رئيس الوزراء جادويغا إميليفيتش، إنها لا ترى أن هناك حاجة لفرض قيود جديدة أو إعادة فرض القيود السابقة الخاصة بالفيروس.
في الدنمارك، أعلنت وزارة الصحة رفع الحد المسموح به في التجمعات العامة من 10 أفراد إلى 50 فرداً مع تخفيفها لتدابير الحد من انتشار «كورونا».
حجر صحي
من جانبها، ترفع بريطانيا التي سجّلت 40800 وفاة في المجمل، القيود ببطء شديد.
وينبغي على كل شخص يصل إلى أراضيها من الخارج، اعتباراً من أمس، الخضوع لحجر صحي لمدة 14 يوماً تجنباً لتسجيل إصابات جديدة آتية من الخارج، في اجراء يُشكك بفعاليته ويثير خوف قطاعي الطيران والسياحة.
ويعني الحجر الذي ستعيد الحكومة النظر فيه كل ثلاثة أسابيع، جميع الوافدين براً وبحراً وجواً، إن كانوا مسافرين مقيمين أم لا في المملكة المتحدة.
وتدرس حكومة بوريس جونسون استحداث جسور جوية مع بعض الوجهات السياحية مثل فرنسا او إسبانيا، ما سيسمح بالالتفاف على الحجر.
فتح الحدود جزئياً
وأعلنت روسيا أمس، أنها ستعيد فتح حدودها جزئياً بعدما كانت مغلقة منذ آذار/ مارس، في حين أكدت بلدية موسكو أنها سترفع اعتباراً من اليوم اجراءات العزل المطبّقة في المدينة.
ووفقاً لمرسوم وقعه، رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، سيتمكن الروس من مغادرة البلاد لأسباب طبية أو مهنية أو دراسية.
إعادة فتح نيويورك
تدخل نيويورك هذا الأسبوع، المرحلة الأولى من خطة استئناف أنشطتها الاقتصادية. وسيُسمح لشركات البناء والمصانع في العاصمة الاقتصادية الأميركية باستئناف عملها، كما سيُسمح لمتاجر التجزئة بإعادة فتح أبوابها مع فرض بعض القيود.
تعافي آخر مصاب
رفعت نيوزيلندا، أمس، كل القيود التي فُرضت لمكافحة تفشي الفيروس، بعد تعافي آخر مصاب على أراضيها كان لا يزال في العزل.
وأوضحت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، أن إجراءات المراقبة على الحدود ستبقى سارية، مضيفةً أن تدابير التباعد الاجتماعي والقيود على تجمّعات الأشخاص لم تعد ضرورية.
وسُجلت 1154 إصابة مؤكدة و22 وفاة في الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ والذي يعدّ خمسة ملايين نسمة.
ولم تُسجّل أي إصابة جديدة منذ 17 يوماً. ومنذ أسبوع لم يعد هناك سوى إصابة واحدة ناشطة.
رفع القيود
في الهند، تردد المصلون على المعابد والمساجد، أمس، مع رفع الحكومة الاتحادية معظم القيود عن الأماكن العامة رغم تسجيل رقم قياسي لحالات الإصابة بالفيروس خلال يوم واحد (9983).
وسمحت الحكومة بفتح مراكز التسوق وأماكن العبادة والمطاعم، مع الالتزام بمجموعة مبادئ توجيهية تهدف إلى منع حدوث موجة أخرى من الإصابات.
 
… وحظر التجوّل
في تونس، التي لم تُسجل أي اصابة جديدة في الساعات الاخيرة، ليستقر الاجمالي عند 1087 لليوم الخامس على التوالي، اعلن الرئيس قيس سعيد، رفع حظر التجول، مرجعاً القرار إلى النجاح في السيطرة على الوباء.
وأعادت تونس بالفعل، فتح المتاجر والأنشطة التجارية والمساجد والمقاهي والفنادق بعد إغلاق كل الأنشطة تقريبا على مدار شهور.
 
 
 
فحوص انتقائية
في طوكيو، قال الوزير المسؤول عن مكافحة فيروس كورونا، إن اليابان ستتوقف عن إجراء الفحوص الشاملة للكشف عن حالات الإصابة وستستهدف عوضاً عن ذلك المعرضين للإصابة ومن يواجهون الحد الأقصى من المخاطر في مسعى للحيلولة دون حدوث موجة ثانية من الإصابات.
وتتخلف اليابان كثيراً في الوقت الحاضر عن الدول الصناعية الكبرى الأخرى في عدد الفحوص، وهو ما تسبب في انتقادات من بعض الخبراء الذين يقولون إنها لا تفعل ما يكفي لتعقب الفيروس ولمنع ظهور بؤر إصابات جديدة.
وسجلت اليابان نحو 17200 إصابة وتوفي 900 تقريباً بالمرض.
الصين
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين، تسجيل أربع حالات إصابة جديدة مؤكدة وحالتي إصابة بلا أعراض بمرض «كوفيد – 19» في البر الرئيسي في نهاية يوم الأحد.
وأضافت أن الحالات الجديدة لمسافرين قادمين من الخارج.
ويبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة في الصين 83040 في حين مازال عدد حالات الوفاة بلا تغيير عند 4634.
ولا تعتبر الصين المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض، حالات إصابة مؤكدة.
مدارس جنوب أفريقيا
في جنوب افريقيا، بدأ الأطفال العودة إلى فصولهم الدراسية، أمس، في إطار تخفيف تدريجي للقيود المفروضة منذ شهور لمكافحة «كوفيد – 19».
وسجلت جنوب أفريقيا ما يقرب من 50 ألف إصابة، لتكون أكثر الدول نكبة بالوباء في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب نحو ألف حالة وفاة.
أميركا اللاتينية
في أميركا اللاتينية، تخطت حصيلة الإصابات الـ400 ألف. وباتت سانتياغو، حيث يعيش سبعة من أصل 18 مليون شخص في تشيلي، البؤرة الرئيسية للوباء، إذ سُجّلت 80 في المئة من الإصابات فيها.
وتقول الكاتبة التشيلية إيزابيل ألليندي ردا على أسئلة «فرانس برس» عن رؤيتها للعالم في مرحلة ما بعد «كورونا»، إن هذا الوباء «علّمنا أننا جميعاً عائلة واحدة. ما يحصل مع إنسان في ووهان (الصينية) يحصل مع العالم بأسره، معنا جميعاً (…) ليس هناك جدار، ليس هناك أي جدار يمكن أن يفرّق الناس».
في البرازيل، أعلن حاكم ريو دي جانيرو تخفيف إجراءات العزل، في حين خرج متظاهرون إلى شوارع ساو باولو وبرازيليا، الأحد، في تظاهرات مؤيّدة وأُخرى معارضة للرئيس اليميني المتطرّف جاير بولسونارو الذي يُواجه انتقادات لا سيما بسبب إدارته لأزمة الوباء.
ونشرت الحكومة مساء الأحد، أعداداً متباينة للوفيات والإصابات في 24 ساعة، فأفادت حصيلة أولى عن 1382 وفاة إضافية فيما أشارت الثانية إلى 525. وجاء في الحصيلة الثانية أيضاً تسجيل نحو 19 ألف إصابة مقابل 12500 في الأولى.
وتخطت الحصيلة الرسمية عتبة الـ36 ألف وفاة، علماً أن العلماء يعتبرون أنه عدد أقلّ بكثير من الأرقام في الواقع.
في غواتيمالا، قال الرئيس أليخاندرو جياماتي، إن الاختبارات أثبتت إصابة 18 موظفاً في مكتبه ومرافقيه الأمنيين بالفيروس، ولذلك فإنه سيعمل عن بعد.
في كوبا، أكد الرئيس ميغيل دياز كانيل، أن «جائحة كورونا» في الجزيرة باتت «تحت السيطرة»، مع إمكان الإعلان خلال أيام عن تخفيف تدريجي للإغلاق.
وأعلنت إيران، أمس، تسجيل 70 وفاة جديدة (8351) و2043 إصابة (173832).
وسجلت السعودية، أمس، 34 وفاة (الإجمالي 746)، بالإضافة إلى 3369 إصابة مؤكدة جديدة (105283). وأعلنت البحرين، عن حالة وفاة جديدة بالفيروس ليرتفع الإجمالي إلى 25، بالإضافة إلى تسجيل 362 إصابة جديدة.