رفضها الرئيس الأسبق... ما حقيقة مساعي أمريكا لنقل قيادة "الأفريكوم" لتونس

رفضها الرئيس الأسبق... ما حقيقة مساعي أمريكا لنقل قيادة "الأفريكوم" لتونس

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١ يونيو ٢٠٢٠

جنود في الجيش الأمريكي يشاركون في تدريب عسكري

حالة من الجدل تسود الشارع التونسي بشأن بيانات قوات الأفريكوم خلال الأيام الماضية، والتي فسرت في البداية على أنها تهدف للتواجد على الأراضي التونسية.
 
بعد البيان الأول خلال الأسبوع الماضي والذي لمحت فيه لإمكانية استخدام اللواء التاسع، ذكرت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في بيان لها على صفحتها الرسمية، السبت 30 مايو/آيار، أن الوحدة التي سترسلها إلى تونس ستكون للتدريب فقط، ولن تكون لها مهام قتالية.
 
الجدل الحاصل في الشارع التونسي استدعى مذكرة تفاهم سابقة وقعت في عهد الرئيس الباجي قائد السبسي، حيث وقعها مستشاره محسن مرزوق في ذلك الوقت.
من ناحيته قال محسن مرزوق، إنه رغم التوضيح الذي نشرته قوات الأفريكوم، وأعلنت فيه أن المقصود هو اقتراح مساهمة في تدريب القوات التونسية، فإنه يرفض تماما تواجد قوات قتال أو قوات إسناد قتال أجنبية على الأراضي التونسية أو منها نحو بلدان شقيقة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بعض الاطراف عن سوء نية، تحاول الكذب بالاشارة أن مذكرة التفاهم التي، أعدتها وزارة الخارجية التونسية في عهد الرئيس الباجي قائد السبسي، ووقعتها تونس مع أمريكا، حيث وقعها مرزوق بتكليف من الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، تحتوي بندا، يختلف بصدده.
 
وتابع "منهم من يقول أنه أعطى قاعدة للأمريكان ومنهم من يقول أنه سمح بتواجد قوات قتالية أمريكية في تونس، لذلك للمرة الألف أنشر نص مذكرة التفاهم، التي نشرتها وزارة الخارجية التونسية منذ 2015، وهي ليست اتفاقية بالمعنى القانوني، يعني غير ملزمة. ولو كانت اتفاقية لمرّت على مصادقة البرلمان".
 
واستطرد "هي تحتوي جوانب تعاون أمني واقتصادي وعلمي عامة، وليس فيها شيء بشأن قاعدة، ولا تواجد عسكري قتالي".
 
وواصل: "السماح بتواجد عسكري أجنبي قتالي، مباشر في تونس، وهو أمر يختلف عن التعاون التقني أو التدريب أو المساعدات، نحن نرفضه بشدة، وهو قرار لا يمكن أن تتخذه إلا السلطات الحالية بإرادتها، إذ لا يوجد نصّ قانوني يفرضه عليها، ونحن ندعوها إلى تجنب اتخاذ مثل هذا القرار جزئيا أو كليّا".
 
من ناحيته قال المحلل السياسي التونسي منذ ثابت، إن مشروع حضور الأفريكوم في تونس، طرح منذ الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حيث تعلق الأمر بنقل قيادة أفريكوم من شتوتغارت بألمانيا إلي تونس.
وأضاف في حديث لـ"سبوتنيك"، أن الرئيس الراحل بن علي رفض الإجراء، باعتبار أنه يمس السيادة الوطنية، وأن الأصل هو توطيد علاقات التعاون ودعم القدرات الدفاعية التونسية في الحرب على الإرهاب.
وأوضح أن هذا الموقف يختلف من حيث السياق مع ما يجري في المنطقة وبالتحديد فيما يتعلق بالحرب في ليبيا وتدويلها .
 
ويرى أن الإدارة الأمريكية تتجه نحو مراجعة موقفها الشرق الليبي، بعد اتهامها لموسكو باختراق الفضاء الليبي والحضور عسكريا في المنطقة.
 
ونوه بأن تصريحات قائد أفريكوم أثارت حفيظة الطبقة السياسية في تونس، على الرغم من أن الأوساط الرسمية لازمت الصمت، مقابل نفي بعض الشخصيات المقربة من الحكم أن يكون الأمر.متعلقا بحضور عسكري مباشر، بقدر ماهو دفع بالتعاون بين البلدين في الحرب على الإرهاب، بما يفيد أن الاتصال الهاتفي بين وزير الدفاع التونسي وقائد أفريكوم، لم يتجاوز إطار التشاور حول تطور الوضع في ليبيا.
 
وسبق أن نشرت وكالة رويترز للأنباء أن الجيش الأمريكي قال أمس الجمعة 30 مايو 2020، إن الولايات المتحدة تبحث استخدام أحد ألويتها للمساعدة الأمنية في تونس وسط مخاوف بشأن "نشاط روسي في ليبيا"، حسب ما جاء في وكالة رويترز للأنباء.
 
وذكرت الوكالة أن قوى إقليمية وعالمية تدخلت في الحرب الأهلية الليبية مما قاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بتدفق ضخم للأسلحة والمقاتلين إلى ليبيا وذلك في انتهاك لحظر السلاح.