هجوم الأمريكيين على متاجر اللحوم.. إرتفاع أسعار اللحوم في الولايات المتحدة إلى أكثر من 60 في المائة

هجوم الأمريكيين على متاجر اللحوم.. إرتفاع أسعار اللحوم في الولايات المتحدة إلى أكثر من 60 في المائة

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣١ مايو ٢٠٢٠

هجوم الأمريكيين على متاجر اللحوم؛ إرتفاع أسعار اللحوم في الولايات المتحدة إلى أكثر من 60 في المائة

أفادت "أكتيفيست بيست" في تقرير أنه قبل بضعة أيام فقط، أرتفعت أسعار لحوم البقر بنسبة 60 بالمائة على ما كانت عليه في فبراير الماضي، حيث وصل سعر 50 كيلو جراماً من اللحم إلى أكثر من 331 دولارًا. وبالطبع، هذه الأرقام كانت منذ بضعة أيام واليوم فقط، ارتفعت أسعار اللحوم مرة أخرى بنسبة 8.8 في المائة، أي أن الكيلوجرام من اللحوم إرتفع من 32.60 دولارًا، لتصل إلى 410 دولارات، وهذا السعر تضاعف تقريبًا في أقل من شهر والسبب في هذه الزيادة في الأسعار هو الانهيار غير المسبوق لسلسلة الإمدادات الغذائية في البلاد، مع إغلاق أكثر من عشرة مصانع للحوم بسبب تفشي فيروس "كورونا" التاجي في العديد من الولايات والمدن الأمريكية.
 
الجدير بالذكر أنه حتى بعد أن أصدر الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" أمرًا تنفيذيًا لمعالجة نقص اللحوم، ارتفع سعر لحم البقر مرة أخرى؛ ومع ذلك، ونظرًا لأن عمال الغذاء خائفون ويترددون في العودة إلى العمل، فإن جهود "ترامب" للحفاظ على الأسعار قد أدت إلى نتائج عكسية، مما دفع المستهلكين إلى اكتناز اللحوم، وهذا الامر أدى إلى حدوث نقص حاد في كمية اللحوم في الاسواق الامريكية، مما تسبب في ارتفاع الأسعار. وأفادت بيانات المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل أن أسعار المواد الغذائية في الولايات المتحدة سجلت الشهر الماضي أكبر زيادة شهرية منذ نحو 50 سنة ، مدفوعة بارتفاع أسعار اللحوم والبيض.
 
وأوضحت البيانات أن المستهلكين الأمريكيين دفعوا أثمنة تزيد ب 4.3 بالمائة في أبريل مقابل اللحوم والدواجن والأسماك والبيض و 1.5 بالمئة للفواكه والخضروات و 2.9 بالمائة للحبوب، مشيرة الى أن الاسر دفعت بشكل عام أسعارا تزيد ب 2.6 بالمئة عن شهر أبريل لاقتناء المواد الغذائية ، وهي أكبر زيادة شهرية منذ فبراير 1974. وتزامن ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع فقدان أزيد من 20 مليون أمريكي وظائفهم ، مما جعل أسرة واحدة من بين كل خمس أسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي. وتتناقض هذه الزيادة في الأسعار بشكل حاد مع انخفاض أوسع في سلة المنتجات التي تشكل مؤشر أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة، والذي تراجع بنسبة 0.8 بالمائة في أبريل ، وهو أكبر انخفاض في شهر منذ سنة 2008
 
 
الوضع الاقتصادي المتأزم في الولايات المتحدة
 
أدت أزمة فيروس "كورونا" إلى فقدان أكثر من 30 مليون شخص لعملهم ولهذا فلقد شدد بعض المتظاهرين على أن فرض قيود الحجر الصحي وإغلاق الأعمال التجارية قد خلق الكثير من الضغوط الاقتصادية على الناس ويعتقدون أن الحجر الصحي المنزلي الذي فرضته حكومات الولايات، كان مبالغ فيه وكرر العديد من المتظاهرين تحذير "دونالد ترامب" بأن العلاج قد يكون أكثر ضررًا من المرض نفسه. يذكر أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" دعا سابقًا إلى إعادة فتح تدريجي لبعض الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة ودعم الاحتجاجات الشعبية ضد الإجراءات التقييدية والحجر الصحي. ويوم الخميس الماضي، قال "ترامب" إن الحكومة الفيدرالية لن تجدد قوانين الحجر الصحي وأن القرار سيكون في يد حكّام الولايات. يذكر أنه حتى نهاية الأسبوع الماضي، بلغ عدد العاطلين عن العمل المتقدمين للحصول على أقساط تأمين ضد البطالة 22 مليون شخص، وهو ما يعني عمليا سقوط مؤشر التوظيف الذي بلغ ذروته خلال السنوات الماضية.
 
ووفقا لوزارة العمل الامريكية، فلقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على إعانات البطالة إلى أكثر من 30 مليون شخص، وهذا يعني أن واحد من كل خمسة عمّال فقدوا وظائفهم في الشهر الماضي وأصبحوا عاطلين عن العمل داخل الولايات المتحدة. ولفتت وزارة العمل الامريكية أن 10 ملايين على الأقل من هؤلاء الأشخاص لم يحصلوا على استحقاقاتهم حتى الآن ويشير ارتفاع الطلب على إعانات البطالة إلى ارتفاع معدل البطالة إلى أكثر من 15 بالمائة في شهر أبريل الماضي وهذا يشمل الأشخاص الذين تم عزلهم ويأملون في العودة إلى العمل، وكذلك الأشخاص الذين تركوا وظائفهم خوفًا من الإصابة بهذا الفيروس التاجي أو لحماية أفراد أسرهم. ووفقا لوزارة العمل الامريكية، فإنه يقال على الاشخاص الذين ليس لديهم وظائف وكانوا يبحثون بنشاط عن وظيفة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، بأنهم أشخاص عاطلين عن العمل. ويتوقع الاقتصاديون أن يسجل معدل البطالة في شهر أبريل رقما قياسيا قد يصل إلى 10.8 في المئة ومن ناحية أخرى، وفي حين أن تفشي فيروس "كورونا" قد عطل الاعمال المتعلقة بالطيران حول العالم، فلقد أعلنت شركة "يونايتد إيرلاينز" أنها تكبدت خسارة قدرها 1.7 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام بسبب انتشار فيروس "كورونا" وتشمل خسائر الخطوط الجوية الأمريكية تكلفة استثمار الشركة في أمريكا اللاتينية.
 
هجوم أبناء الشعب الأمريكي على محلات اللحوم
 
بسبب موجة "تسوق الرعب" لمنتجات اللحوم في محلات السوبر ماركت، فرضت العديد من هذه المتاجر قيودًا على شراء اللحوم. وحول هذا السياق، ذكرت سلسلة "سوبر ماركات كروجر"، أنها فرضت قيودًا على شراء لحم البقر ولحم الخنزير في بعض متاجرها بعد مخاوف من نقص اللحوم بسبب تعطل عملية توريد اللحوم بسبب تفشي فيروس "كورونا" التاجي في العديد من الولايات والمدن الأمريكية. وأعلنت متاجر كبيرة أخرى أنها تتوقع بيع مخزون بعض أنواع اللحوم في متاجرها قريباً. وانضمت سلسلة سوبر ماركت "كوستكو" أيضًا إلى "كروجر"، معلنه أنها تبيع ثلاث علب لحوم فقط لكل عميل، وذكرت هذه السلسلة التجارية أنها فرضت قيودًا على بيع سلع معينة لضمان قدرة المزيد من الأشخاص على شراء السلع التي يحتاجونها ولفتت هذه السلسلة التجارية أن الموردين يبذلون كل جهد ممكن لتوفير العناصر الأساسية والطلب المرتفع بالإضافة إلى المنتجات الراقية الأخرى.
 
 
انخفاض عدد منتجات اللحوم
 
يقال أن مبيعات لحوم البقر الطازجة ولحم الخنزير والدجاج أصبحت محدودة جداً، حيث يحق لكل شخص الحصول على ثلاث عبوات من هذه اللحوم. ونظرًا لأن الأمر التنفيذي لـ"ترامب" لم يعالج نقص اللحوم وإنما شل سلاسل توريد اللحم البقري، فمن غير الواضح متى وكيف سيتم حل مشكلة نقص اللحوم، وهنا تجدر الاشارة إلى أن أسعار اللحوم ترتفع كل يوم بسبب انخفاض عدد البقر في العديد من الولايات والمدن الامريكية ونقص هذا المنتج الفاخر، تسبب في فقد 30 مليون أمريكي وظائفهم فجأة وهم الان لا يعرفون متى سيحصلون على راتبهم التالي.
 
وخلص هذا التقرير إلى أن أزمة الغذاء لم تقتصر على لحم البقر فقط وإنما وصلت إيضا إلى لحم الخنزير، حيث وصل سعر لحم الخنزير إلى أعلى مستوى له في ست سنوا، ومن غير الواضح المدة التي ستستغرقها سلاسل الغذاء الأخرى من أجل البقاء والصمود قبل أن ترتفع أسعارها وهذا الامر سوف يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار تلك السلاسل الغذائية، الامر الذي قد يتسبب في أثارة احتجاجات وأعمال شغب قد تؤدي في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالحكومة الامريكية وبالرئيس "دونالد ترامب".