زيارة بومبيو (لاسرائيل) تسبق تطورات خطيرة في الإقليم

زيارة بومبيو (لاسرائيل) تسبق تطورات خطيرة في الإقليم

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٥ مايو ٢٠٢٠

زيارة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الى اسرائيل، مفاجئة ولها دلالات كبيرة، حيث لم تشهد الساحة الدولية لقاءات بين مسؤوليها بفعل التباعد المفروض في اطار المواجهة المفتوحة مع فيروس كورونا.
من هنا، هذه الزيارة لها طابع خاص يعطيها أهمية حقيقية، من حيث المواضيع التي تم بحثها في لقاءاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم مع بيني غانتس في مبنى السفارة الامريكية بالقدس.
وهذا يعني أن هناك أمورا جلل استدعت قيام بومبيو بهذه الزيارة موفدا من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ولو كان الأمر عاديا، لتمت مناقشته هاتفيا أو عبر سفراء الجانبين والطواقم المشتركة التي تبحث فيها العديد من المسائل وتتخذ القرارات بشأنها أيضا.
كثيرون يعتقدون أن صفقة القرن، أو عملية ضم اراض من الضفة الغربية الى اسرائيل، هي على رأس جدول المباحثات خاصة وأن اسرائيل بوسائل اعلامها ومسؤوليها، لم تتوقف منذ فترة عن طرح هذه المسألة والتهديد بها، وحتى تحديد مواعد التنفيذ، ونشاطها الدبلوماسي لكسب التأييد لخطواتها.
ويبدو أن تسريبات المسؤولين الاسرائيليين عن عملية ضم الاراضي والابقاء عليها متصدرة وسائل الاعلام، كان المقصود منها التغطية على أمور أخطر وأهم بكثير لا تستدعي التأجيل أو تأخير اتخاذ القرارات بشأنها، وهي التي دفعت بومبيو الى هذه الزيارة المفاجئة والعاجلة والقصيرة.
صفقة القرن متفق بشأنها بين واشنطن وتل أبيب، ولا داعي لنقاش بنودها وبومبيو ليس المكلف بهذا الملف وانما جاريد كوشنير صهر الرئيس الامريكي، وسفير امريكا فريدمان متواجد في اسرائيل، فلا داعي لمجيء بومبيو مرتديا القناع والقفازات خوفا من كورونا.. حتى فريدمان نفسه لم يلتق بوزير الخارجية وهو الذي يتبع له.
اذا، هناك أمور خطيرة عاجلة استدعت قيام بومبيو رجل المخابرات السابق، والممسك بملفات أكثر من ساحة في الاقليم، والمتردد على العراق وافغانستان ودول الخليج، طابعها أمني، وهذا يجعلنا تأكيد خطورة الزيارة، وأن هدفها، الاتفاق على خطوات عمل ما في المنطقة، خاصة وتيرة العداء لايران وحزب الله وسوريا قد تصاعدت، وفي لبنان تحركات لاشعال فتنة دموية، دعا اليها بهاء الحريري وهناك الاهتزازات المتواصلة التي يتعرض لها العرش السعودي، ووقوع أدوات أمريكا في ضائقة اقتصادية بفعل جائحة كورونا، والاعتماد عليها في تنفيذ المهمات والاهداف الامريكية لم يعد كالسابق، فكان لا بد من بحث كل هذه الامور بالسرعة اللازمة مع الحليف الاقوى لامريكا وهو اسرائيل، خاصة وأن ساعات فقط تفصل بين زيارة بومبيو، واعلان الائتلاف الحكومي بزعامة بنيامين نتنياهو، وبالتالي أي تطور أو حدث ما قادم سيكون بموافقة رأسي الائتلاف.
زيارة، جاءت في وقت يعيش فيه دونالد ترامب وضعا صعبا، فالفيروس كورونا يضرب في جسد امريكا البشري والاقتصادي، وترامب القلق على حياته السياسية مع اقتراب الانتخابات الامريكية بحاجة الى أوراق وانجازات هامة، ليعود ثانية الى البيت الابيض، أما بالنسبة لصفقة القرن فهي وحدها لا تكفي، والقرار بشأن تنفيذها متفق عليه بالكامل، وبالتالي لم يتم التطرق اليها في مباحثات بومبيو مع رأس الحكم في اسرائيل.
وما يخشاه ترامب وفريقه، أن تنجح دول منافسة كالصين وروسيا في تعزيز مواقع لها في الاقليم، وأن تحصل على استثمارات وامتيازات واسعة، تعجز أمريكا عن تمويلها وهي التي تصارع كورونا وتداعياته.
من هنا، ربما تأتي زيارة بومبيو الى اسرائيل لفت انتباه لها، بعدم التماشي مع سعي تلك الدول والتوقف عن منحها حق الاستثمار فيها.