توتّر باريس ــ بكين يتجدّد: استفزاز الصين... بتايوان

توتّر باريس ــ بكين يتجدّد: استفزاز الصين... بتايوان

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٤ مايو ٢٠٢٠

يتجدّد «الجدل القديم»، والوصف لباريس، في كلّ مناسبة تكون فيها تايوان وجهةً لاستفزاز بكين؛ استفزازٌ غربيّ آخر، جاء هذه المرّة عن طريق فرنسا بعدما دعت الصين إلى التركيز على مكافحة وباء «كورونا»، بينما تهتمّ هي في إتمام صفقة أسلحة لتايوان بقيمة 27 مليون دولار. دخول باريس على خطّ أزمة تايوان - بكين، من أجل صفقة هزيلة، من شأنه أن يسعّر الخلاف بين البلدين في توقيت حسّاس جداً، ولا سيّما أن الفرنسيين لن يصبحوا في موقع يسمح لهم بعقد صفقات تسليح ضخمة على غرار تلك الموقّعة بين واشنطن وتايبيه، وأبرزها صفقة بقيمة ثمانية مليارات دولار لتوريد 66 مقاتلة «أف-16» إلى الجزيرة الصينية المتمرّدة.
 
وغداة التحذير الذي أطلقته بكين بشأن بيع معدّات عسكرية فرنسيّة لتايوان ودعوتها نظريتها إلى إلغاء عقد تسلُّح من شأنه أن «يسيء إلى العلاقات الصينية - الفرنسية»، رأت باريس أن «اهتمامنا وجهودنا يجب أن يتركّزا على مكافحة الوباء». وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن «فرنسا تطبِّق سياسة الصين الواحدة، وتواصل الدعوة إلى الحوار بين ضفّتي المضيق، في إطار الإعلان الفرنسي - الصيني لعام 1994». كما ذكرت أن «فرنسا تحترم بدقّة الالتزامات التي أبرمتها مع تايوان في هذا السياق، ولم تغيّر موقفها منذ عام 1994».
الصفقة محلّ الجدل تتعلّق ببيع تجهيزات لستّ فرقاطات فرنسية من طراز «لافاييت» بِيعت لسلاح البحرية التايواني في عام 1991 مقابل 2,8 مليار دولار، ما تسبّب، وقتها، بأزمة في العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين. وبعدها بعام، أي في 1992، باعت فرنسا الجزيرة الصينية 60 طائرة مقاتلة من طراز «ميراج». وبدأت «الأزمة» حين أعلنت البحرية التايوانية، في بيان مقتضب في السابع من نيسان/ أبريل الجاري، عزمها على تحديث فرقاطاتها الفرنسية، فيما صرّح مصدر قريب من هذا الملف لوكالة «فرانس برس» بأنّ وزارة الدفاع التايوانية وقّعت عقداً لتحديث منظومة الإطلاق المموّه «ديغيه» التي زوّدت بها فرقاطاتها الستّ. وهذه المنظومة تُستخدم لتجنُّب أيّ ضربة من صاروخ معادٍ. وتبلغ قيمة الصفقة ما يزيد على 800 مليون دولار تايواني (26,8 مليون دولار)، بحسب وسائل إعلام تايوانية أوضحت أن عملية الشراء ستتمّ مِن الشركة الفرنسية «دي سي اي - ديسكو» الفرنسية، الوحدة التابعة لمجلس الدفاع الدولي (ديفانس كونساي انترناشيونال - دي سي اي).
ورغم حاجة فرنسا إلى ملايين الأقنعة الواقية التي طلبتها من الصين، يتفاقم التوتّر بين البلدين بعد شهر من استدعاء السفير الصيني لدى باريس على خلفية تغريدات للسفارة تدافع فيها عن تفوّق النموذج الصيني في مكافحة «كورونا» وتنتقد الاستراتيجية التي يعتمدها الغرب في الاستجابة للوباء.