السفير ابو سعيد يبرق باشوليه وغوتيرس حول الوضع العام السوري

السفير ابو سعيد يبرق باشوليه وغوتيرس حول الوضع العام السوري

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢١ مارس ٢٠٢٠

أعلن السفير الدكتور هيثم ابو سعيد (مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان ومستشارها لشؤون الأمم المتحدة في جنيف) في تقرير وجهه إلى كل من المفوض السامي لحقوق الإنسان السيدة ميشال باشوليه والأمين العام للأمم المتحدة د. انطونيو غوتيريس حول الوضع اليوم في سوريا على الشكل التالي:

١- ما يحصل في الشمال السوري (إدلب وكل مناطق الشمال ضمن النزاع العسكري القائم) والجنوب السوري (محافظة السويداء ودرعا) مرتبط بشكل وثيق بالأحداث المتتالية، بحيث أي تحرك في الشمال يوازيه تحرك في الجنوب عن طريق مجموعات قليلة جدا من أهالي المنطقة المرتبطة بأجندة غير سوريا وتناهض سياسة الحكومة السورية. وبعد الزيارات المتكررة إلى السويداء ودرعا ولقاء كل الفعاليات فيها ورجال الدين الكبار وتبيّن أن غالبية أهلها يحبذون ويؤيدون نظام الحكم الحالي، وهناك بضع العشرات مما نسجوا علاقات خاصة مع جهات إسرائيلية تقوم بتمويلهم من أجل القيام بأعمال تخريب هناك وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان (أعمال خطف، إعتداء على النساء وإغتصابهن أو المتاجرة بهن، بث الفتن الطائفية وغيرها....) 

 ٢- التجاذب الدولي والحرب على النفط في مناطق سيطرة الولايات المتحدة الأميركية والتركية معاً ضمن تقاسم مجموعات لكل منهما تعمل ضمن رؤية لكل من الأميركي والتركي سلباً تارة وإيجاباً تارةً.

٣- الإرتكاز على العنصر النازح السوري كسلعة وإبتزاز من قبل الجانب التركي والأميركي بات عبئاً كبيراً على دول الغرب ودول أخرى تناهض سياساتها في سوريا.

٤- تقاعس بعض القطاعات السياسية والأمنية نتيجة تجاذبات سياسية في بعض المحافظات السورية تؤشر إلى تفاقم الوضع في المستقبل القريب فيها، مما يُنذر بفوضى إجتماعية أمنية قد تودي إلى مزيد من المشاكل الإجتماعية.

٥- دخول عنصر الإسرائيلي بات واضحاً من خلال دعم للمجموعات التي ذكرناها في الفقرة الأولى عن طرقين مادي وأمني وهذا ليس لصالح الإستقرار في سوريا، وبالتالي قد ينشأ نزاعات كبيرة نتيجة ذلك بين مجموعات إثنية ومذهبية.

٦- الدور الروسي إيجابي في هذه الفترة والتي تحرص على عقد توازن في المنطقة من أجل منع إندلاع أي إجراءات عسكرية قد تأخذ منطقة الشرق الأوسط إلى مواجهات دموية يكون فيها المدنيين ضحيةً لتلك الأعمال العسكرية.

٧- دور الولايات المتحدة الأميركية مشبوه ولا يقوم بأي إلتزام ويحاولون اللعب على تناقضات مجتمعية من نتاجهم بالتعاون والتنسيق مع "إسرائيل" وتركيا كل من موقعه ومكان جغرافيه لهما.

٨- الدور الإيراني إستراتيجي وعميق على مستوى التقارب المجتمعي مع سوريا برغم الإدعاءات الأميركية، ويمكن تفهّم التنسيق بين الحكومتين السورية والإيرانية خصوصاً فيما يخص رؤيتهم للكيان الإسرائيلي النابع من مفهوم فقهي وديني إسلامي، لكنه لا يشكل خطر على المجتمع الغربي حيث العداء موجّه دينياً لفئة قليلة تعتقد أنها إستولت على الأراضي المقدسة المسيحية والإسلامية وفرضت هوية لا تتناسب وتاريخ الجغرافيا في منطقة الشرق الأوسط.

وعليه فإن المقاربة الحقيقية لفض النزاع بشكل كامل يجب أن يرتكز على المفاهيم الثمانية وإيجاد القواسم المشتركة التي هي غير بعيدة عن برنامج اللجنة الدولية والتي نعمل عليها منذ فترة طويلة، وحيث نعتقد أن الأحداث في اليمن والبحرين هي نتيجة وليست حالة منفصلة وهي مرتبطة اليوم بما يدور في سوريا والعراق بعد القضية المركزية (فلسطين)