السيد نصر الله: المقاومة هي أشرف وأنبل وأعقل مقاومة في العصر الحديث

السيد نصر الله: المقاومة هي أشرف وأنبل وأعقل مقاومة في العصر الحديث

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢١ مارس ٢٠٢٠

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه لا وجود لصفقة مقايضة في عملية إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري، موضحاً أنه منذ بداية اعتقاله بدأت الضغوط الأميركية بشكل قوي على أغلب المسؤولين في الدولة.
وفي كلمة له حول اخر التطورات الراهنة، أشار السيد نصرالله إلى أن الحاجة للحديث عن موضوع العميل عامر الفاخوري تنطلق من الحرص على الرأي العام في ظل الشائعات والتضليل، مشدداً على أن العدو والخصم يعملان على زعزعة الثقة بين المقاومة وشعبها الذي يشكل السند الحقيقي.
وأضاف أن الضغوط تمت ممارستها على كل من يستطيع أن يقدم تسهيلات، ثم تهديد بفرض عقوبات متنوعة ومنع مساعدات، وذلك من أجل إطلاق سراح العميل من دون قيد أو شرط، لافتاً إلى أن الضغوط بشكل أساسي وقعت على القضاة الذين صمد بعضهم، بينما استسلم اخرون.
وإذ شدد على النقطة الايجابية في الجو الأسود الذي تمثل بصمود القضاء اللبناني لستة أشهر، أوضح السيد نصر الله أنه خلال الشهرين الأخيرين ناقشت جهات في الدولة اللبنانية مع حزب الله قضية العميل الفاخوري في ضوء التهديدات الأميركية، حيث تم رفض إطلاق سراحه إنطلاقاً من كونها صاحبة قضية وليست طرفاً حيادياً.
وتابع أن هذه قضية انسانية وقضية مقاومة، وأن المطلوب موقف لله والآخرة، والمصلحة الشخصية للقضاة تقتضي ذلك، إذ لا يجوز الرضوخ للضغوط، مؤكداً أنه كان يتوجب تقديم الحماية إلى كل مسؤول أو قاضٍ يصمد في معركة الضغوط.
وفي السياق، كشف السيد نصر الله أنه علم بخبر إطلاق سراح الفاخوري عبر وسائل الإعلام، موضحاً أنه بعد قرار منع السفر حاول الأميركيون تهريبه من مطار بيروت لكن الجهات الأمنية المعنية رفضت، وعلى الرغم من ذلك أخرجوه باعتداء سافر على السيادة اللبنانية.
كما جدد التأكيد على أنه منذ اليوم الأول لاعتقال الفاخوري رفض حزب الله اسقاط التهم عنه وطالب بالحكم العادل، كما أنه لم يكن على علم بجلسة المحاكمة التي صدر خلالها قرار اطلاق سراح العميل.
وجزم السيد نصر الله أن حركة أمل لا علم لها أيضاً بما حدث في قضية الفاخوري، وذكر أن الكثير من قرارات المحكمة العسكرية والأجهزة القضائية في لبنان لا يتم العلم بها أو التدخل فيها.
وأشار السيد نصر الله إلى أن الحكومة لن تكن في يوم من الأيام حكومة حزب الله، إنما حزب الله قوة سياسية موجودة في لبنان لديه نواب ووزراء وله تأثير ينقص أحيانا أو يزيد عن الاخرين، ورأى أنه في المعادلة الداخلية هناك قوى سياسية تأثيرها أكبر من ذلك.
واعتبر السيد نصرالله أن من يصر على تحميل حزب الله مسؤولية اطلاق الفاخوري إنما يصر على البقاء في دائرة العدو والخصم، لافتاً إلى أن حادثة 7 أيار لم تكن ردة فعل على ازاحة مدير عام جهاز أمن المطار كما يروج له البعض بل للحفاظ على المقاومة، وسأل هنا “هل مصلحة البلد ومصلحة المقاومة أن نعمل 7 أيار من أجل الفاخوري؟”.
وأوضح أن قرار اطلاق سراح العميل الفاخوري لم يُناقش في الحكومة ولم يُتخذ قرار بشأنه في داخلها.
وطالب السيد نصر الله البعض بتوجيه الغضب على الأميركي “الجلاد” الذي قام بتهريب العميل المجرم القاتل خلافاً للقانون، بدلاً من توجيهه على الضحية، داعياً إلى متابعة الملف قضائياً، إذ يتوجب على القضاء اللبناني أن لا يعتبر أن الملف قد انتهى، باعتبار أن الفاخوري مطلوباً هارباً.
كما أيد السيد نصر الله الدعوات التي انطلقت في لبنان لتشكيل لجنة تحقيق قضائية وأخرى برلمانية.
وشدد على أن المقاومة تقبل من أصدقائها النصح والاقتراح والانتقاد في العلن، لكن هناك حدّين غير مقبولين الأول هو التشكيك بالمقاومة والثاني هو الشتيمة والاهانة، ومن يتعدّاهما فليخرج من الصداقة.
وقال: “من الان وصاعدا نحن في “حزب الله” لا نقبل من حليف او صديق ان يتهم او يشكك او يشتم والا فليخرج من صداقتنا.
واكد حرصه على كل حليف وصديق ولكن ليس بهذه الطريقة.
وتمنى “ان يكون الناس اكثر تفهما لأن هذه المقاومة هي الاشرف والانزه والاطهر في العصر الحديث”.
وشدد على” ثقافة المقاومة والتي لا تخضع للاحراج لانها تتبع سلوكا للدنيا والآخرة”.
وتابع السيد أن هذه المقاومة هي أشرف وأنبل وأعقل مقاومة في العصر الحديث، ومن نكد الدهر أن يأتي يوم يضطر فيه أن يدافع عن حزب الله بشأن عميل قتل وعذب أخواننا واخواتنا‎.
وحول فيروس كورونا أعلن السيد نصر الله أنه يجب التشدد بالاجراءات وتشكيل أطر اجتماعية للضغط على من يخالفها، مؤكداً على وجوب عزل أي منطقة ينتشر فيها الوباء وذلك تباعاً لقرار الحكومة الذي قد تراه مناسباً للشعب اللبناني.
وأشاد بالتكافل الاجتماعي الذي يشكل تأجيل قبض ايجارات المنازل أو المحلات جزءً أساسياً منه لمن أمكن ذلك.
وعن أوضاع المجاهدين الذين عادوا من سوريا أكد السيد انهم خضعوا للفحوصات وكذلك الحجر المنزلي، مجدداً في السياق، جهوزية المقاومة للمساعدة بشكل أكبر في هذه المعركة حيث أن المشغول حالياً يقارب العشرين ألفاً.
وشدد السيد نصر الله على أن هناك جهات تتصرف بعنصرية في هذه الحرب، حيث تتعرض كل من قطاع غزة واليمن وايران لذلك من خلال الحصار والحرب والعقوبات تمنع من وصول الأجهزة الطبية والأدوية.
وفي الختام، انتقد صمت المجتمع الدولي أمام عنصرية الرئيس الأميركي “العنصري” دونالد ترامب، داعياً إلى التحرك لرفع العقوبات عن المستلزمات الطبية.