“ساعات إستثنائية”.. العالم يغلق أبوابه بوجه “كورونا”

“ساعات إستثنائية”.. العالم يغلق أبوابه بوجه “كورونا”

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٤ مارس ٢٠٢٠

على مدار ساعات استثنائية، راح العالم يغلق أبوابه.. وتتابعت الأنباء التي تتحدث عن إجراءات صارمة بوجه فيروس كورونا الذي بات يروع الجميع، والذي أودى بحياة أكثر 5 آلاف شخص حول العالم، فيما سجلت نحو 141 ألف حالة إصابة في 124 بلدا ومنطقة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا باتت “بؤرة” جائحة لفيروس كورونا المستجد، وحذرت أنه من “المستحيل” معرفة متى يبلغ الفيروس ذروته على المستوى العالمي.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحفي إن “أوروبا حالياً هي بؤرة وباء كوفيد 19 العالمي”، مشيراً إلى أن عدد الحالات التي تسجل يومياً يفوق عدد الحالات اليومية التي سجلت في الصين خلال ذروة انتشار المرض.
في الولايات المتحدة لم يكتف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان حالة طوارئ وطنية، وإنما أمر أيضا بتعليق الرحلات البحرية الخارجية 30 يوماً، وذلك بدءاً من منتصف ليل الجمعة.
كما أعلن ترامب أنه يمكن أن يضيف المملكة المتحدة إلى قائمة الدول الأوروبية، التي فرضت عليها قيود على صعيد تسيير رحلات إلى الولايات المتحدة بسبب الفيروس.
وفي تونس قررت السلطات غلق كل حدودها البحرية، وتعليق كل الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا، وتقليص رحلات أخرى مع دول عربية وأوروبية.
وأعلن رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ في كلمة بثها التلفزيون الحكومي مجموعة من الاجراءات كان أبرزها غلق الحدود البحرية للبلاد ووقف الرحلات الجوية كليّا مع ايطاليا، والاقتصار على رحلة يومية واحدة من فرنسا.
كما تم اعتماد رحلة أسبوعية واحدة مع مصر وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا. وتُعتمد هذه الاجراءات حتى الرابع من نيسان المقبل.
وأعلنت تركيا إيقاف الرحلات الجوية من وإلى 9 دول أوروبية، منها فرنسا وألمانيا، حتى 17 نيسان المقبل في إطار إجراءات لوقف انتشار فيروس كورونا. ويشمل التعليق ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنرويج والدنمارك والنمسا والسويد وبلجيكا وهولندا. وقال الوزير إن من المحتمل تحديث القائمة بناء على التطورات.
وفي روسيا قالت السلطات إنها ستحد حركة الرحلات الجوية من وإلى الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج بدءا من 16 من آذار الجاري، باستثناء الرحلات من مطار شيريميتيفو بالعاصمة الروسية موسكو، وإليه.
وقالت روسيا، التي سجلت حتى الآن 45 حالة إصابة بالفيروس، في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستوقف معظم الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا بسبب تفشي الفيروس.
وفي بولندا قال رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي إن بلاده أعادت “مؤقتًا” حدودها مع جيرانها في الاتحاد الأوروبي، ووضعت ضوابط صارمة لحركة مرور السيارات إلى بولندا. وسيكون القرار ساري المفعول لمدة 10 أيام، ولكن يمكن تمديده لمدة 20 يومًا أخرى ثم شهر. وبدءًا من منتصف الليل بالتوقيت المحلي، السبت، ستعلق البلاد رحلات الطيران الدولية، ووصلات السكك الحديد الدولية.
ونصحت كندا مواطنيها بتجنب السفر غير الضروري للخارج، قائلة إن القيود الجديدة التي تفرضها الدول الأخرى لمنع انتشار فيروس كورونا يمكن أن تؤخر العودة إلى البلاد. وقالت الحكومة الكندية عبر موقعها على الإنترنت “قد يتم فرض قيود جديدة دون سابق إنذار”، مضيفة أن خطط السفر “قد تتعطل بشدة”.
وفي إيرلندا قال وزير الخارجية سايمون كوفيني إن بلاده نصحت مواطنيها بالتحلي بقدر كبير من الحذر قبل اتخاذ قرار بالسفر إلى الدول الأخرى أعضاء الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب إجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا.
ونصحت أيرلندا مواطنيها في السابق بعدم السفر إلى إيطاليا وتجنب السفر غير الضروري للصين وإيران وإسبانيا.
وربط رئيس الحكومة في هنغاريا فيكتور أوربان بين “الهجرة” وفيروس كورونا المستجد الذي “جاء به الأجانب وينتشر في صفوفهم”، على حد تعبيره. وقالفي حوار يومي مع الإذاعة “نرى أن الفيروس جاء به الأجانب خصوصا، وهو ينتشر في صفوفهم”.
وأعلنت هنغاريا، حتى امس الجمعة، 19 إصابة بفيروس كوفيد-19، وسجل أكثر من نصف عدد الاصابات لدى إيرانيين يفيدون من منح دراسية تقدمها الحكومة الهنغارية.
ومنذ ظهور الفيروس على أراضيها، علقت هنغاريا استقبال طلبات الهجرة على الحدود، واعتبرت هذا الاجراء وقائيا.
وأعلن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إغلاق حدود بلاده لأسبوعين أمام الأجانب، تحسبا لانتشار فيروس كورونا المستجد، على ان يستثنى من هذا القرار المقيمون قانونا في الجزيرة، والعاملون فيها والطلاب.
وقال في خطاب متلفز أن “الدخول محظور لأسبوعين على أي مواطن ليس قبرصيا وليس مقيما، أو لا يعمل في الجزيرة بوصفه أوروبيا أو مواطنا من دولة أخرى”.
ويستثني المنع أيضاً الدبلوماسيين والطلاب الأجانب في الجزيرة. وقال إنّ “الرعايا الأجانب بإمكانهم العمل (في الجزيرة) ما داموا يحملون الأذون اللازمة”.
من جهتها، قررت السعودية، اليوم السبت، تعليق الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعين، اعتبارا من الأحد، في إطار جهودها للسيطرة على فيروس “كورونا” المستجد.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، أن القرار يأتي وفقا للإجراءات الوقائية وانطلاقا من الحرص على حماية صحة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم.
وحسب بيان نشرته “واس”، فإن “حكومة المملكة قررت تعليق الرحلات الجوية الدولية، إلا في الحالات الاستثنائية، لمدة أسبوعين، اعتبارا من الساعة 11 من صباح الأحد”.
وأضاف المصدر أن تلك المدة ستعتبر “إجازة رسمية استثنائية للمواطنين والمقيمين الذين لم يتمكنوا من العودة بسبب تعليق الرحلات، أو تم تطبيق الحجر الصحي عليهم بعد عودتهم إلى المملكة، سواء كان ذلك في مقرات مخصصة من وزارة الصحة أو وجهوا منها بعزل أنفسهم في منازلهم”.
وأوضحت “واس” أنه “سيتم وضع الترتيبات اللازمة بشأن الإجراءات الصحية للفحص والعزل وفقا للإجراءات الوقائية المعتمدة لجميع القادمين”.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الصحة الموريتانية، في بيان مساء الجمعة، رصد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد.
وأوضح وزير الصحة محمد نذير ولد حامد في تصريح متلفز أن المصاب تم عزله فورا، مؤكدا أن لدى الدولة “كلّ الوسائل” لرعاية المصابين بفيروس كورونا. وجاء في بيان لوزارة الصحة أنّ المصاب بالفيروس “عاد إلى البلاد من أوروبا في 9 آذار الجاري”.
أما في الصين، فقد اعلنت السلطات فجر اليوم السبت، عن تسجيل 11 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، فيما تم رصد 1430 حالة شفاء و13 حالة وفاة جراء هذه السلالة.
وقالت اللجنة الحكومية لشؤون الصحة الصينية، في بيان، إن المعطيات التي تم جمعها من 31 مقاطعة في البلاد، تفيد بوصول عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد إلى 80824 حالة.
وأشارت اللجنة إلى أن 12094 يعتبرون مرضى حاليا، منهم 3610 مصابا في حالة بالغة، فيما تم شفاء 65541 شخصا، ووفاة 3189.
وفي السياق عينه، ذكرت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن كوريا الجنوبية سجلت اليوم السبت 107 إصابات جديدة بفيروس كورونا، ليصل إجمالي حالات الإصابة في البلاد إلى 8086 حالة.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى انخفاض طفيف في الإصابات، حيث سُجِّل الجمعة عن 110 حالات.
وتجاوزت الإصابات العالمية بفيروس كورونا الجديد الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين نهاية العام الماضي، 135 ألف مصاب، وبلغت الوفيات 4981 حالة وفاة، فيما قارب عدد المتعافين 70 ألفا.