ماذا سيحدث لو خسر ترامب الانتخابات ورفض مغادرة البيت الأبيض؟

ماذا سيحدث لو خسر ترامب الانتخابات ورفض مغادرة البيت الأبيض؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٥ فبراير ٢٠٢٠

إذا هُزم دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ستنتهي فترة رئاسته في 20 يناير/كانون الثاني 2021، وإذا أُعيد انتخابه، ستنتهي ولايته في نفس اليوم من عام 2025، لكن ماذا لو رفض ترامب التنازل عن السلطة؟
وفقاً لمجلة The Atlantic الأميركية، فإن هذا الاحتمال ليس مستحيلاً، وقد بدأ بعض أنصار ترامب يروجون له بالفعل، فبالرغم من التداول السلمي للسلطة في الولايات المتحدة على مدار 250 عاماً إلا أن ترامب قد يغير المعادلة.
وهنا نحن أما سيناريوهات تتراوح ما بين حل سريع للأزمة من قبل السلطات الأميركية، وما بين أعمال عنف قد تمتد في سائر الولايات وتسفر عن انتهاء عهد الديمقراطية الأميركية.
هل يهدم دونالد ترامب ما بناه أسلافه خلال 250 عاماً؟
وفقاً للدستور الأميركي، لا يحق لرئيس الولايات المتحدة أن يترشح لولاية ثالثة، وذلك وفقاً للتعديل 22 الذي أدخل على الدستور، على أن تكون مدة الولاية الواحدة 4 سنوات.
وعلى مدى ما يقرب من 250 عاماً، احترم جميع الرؤساء الأميركيين الدستور، واعتادوا على تسليم السلطة بهدوء دون توترات، حتى عندما كانت تحدث هزيمة انتخابية مخزية وغير متوقعة.
فعلى سبيل المثال، تخلى جورج واشنطن عن السلطة لخليفته جون آدمز بعد أن أتم ولايته الثانية، واتخذ إجراءات تدل على احترامه لقوانين بلاده إذ حضر واشنطن حفل تنصيب خليفته وأصرَّ على السير خلف آدمز بعد الحفل لإظهار تبعيته للرئيس الجديد.
وفي العام 1993، ترك جورج بوش الأب بعد مغادرته منصبه رسالة ترحيب بخلفه في البيت الأبيض، بيل كلينتون وذلك بعد فوز الأخير بانتخابات رئاسية محتدمة.
وجاء في رسالة بوش الأب: “عندما تقرأ هذه الرسالة ستكون قد استلمت مهامك كرئيس للولايات المتحدة. أتمنى لك الخير والتوفيق، ولأسرتك أيضاً. نجاحك الآن هو نجاح بلادنا. لك كل دعمي. حظاً سعيداً”.
لكن، وبالرغم من التاريخ الطويل للانتقال السلمي للسلطة في الولايات المتحدة، يبدو أن أنصار ترامب يروجون الآن لاحتمالية انتهاء هذا العهد.
بكل الأحوال يصعب أن نتخيل أن ترامب سيكتب رسالة طيبة لخلفه كتلك التي كتبها بوش الأب.
ترامب نفسه طرح هذه الاحتمالية
كان ترامب نفسه قد مزح بشأن الاستمرار في منصبه بعد انتهاء فترة ولايته، بل حتى مدى الحياة.
في شهر ديسمبر/كانون الأول، قال ترامب أمام تجمّع حاشد في ولاية بنسلفانيا أنَّه سيغادر منصبه في غضون “5 أعوام، أو 9 أعوام، أو 21 عاماً، أو 29 عاماً”، ثم أضاف إنَّه كان يمزح “لإثارة جنون” وسائل الإعلام فقط.
قبل ذلك ببضعة أيام، أشار ترامب إلى منتقديه في خطاب قائلاً: “يقول كثير منهم أنَّني لن أغادر المنصب.. لذا يتعيَّن علينا الآن أن نبدأ في التفكير بهذا الأمر لأنَّه ليس فكرة سيئة”.
يرى البعض أن ترامب يروج لفكرة بقائه بهذا الأسلوب، يقول عبارات صادمة واستفزازية ويكررها كثيراً، إلى أن تصبح فيما بعد شيئاً مألوفاً لدى الجمهور الأميركي.
ماذا سيحدث لو رفض ترامب المغادرة بعد خسارته في الانتخابات الأميركية؟
بعيداً عن السيناريوهات العنيفة، إذا رفض ترامب تسليم الرئاسة في حال فشله في الانتخابات، فإنَّ أذرع السلطة في الولايات المتحدة ستطيح به بكل بساطة.
إذ يفقد الرئيس س فور انتهاء ولايته أو بعد إقصائه بعزله من منصبه، ومن ثمَّ، يفتقر إلى سلطة إدارة جهاز الخدمة السرية المنوط به حماية الرئيس الأميركي أو إصدار أوامر إلى عملاء اتحاديين آخرين من أجل حمايته.
كذلك، سيفقد سلطة إصدار أمر عسكري للدفاع عنه لأنَّه لم يعد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وستنتقل جميع هذه السلطات الرئاسية إلى الرئيس الجديد المُنتخب حديثاً.
وإذا لزم الأمر، يستطيع خليفة ترامب تكليف العملاء الاتحاديين بإخراج ترامب قسراً من البيت الأبيض.
وبصفته مواطناً عادياً الآن، لن يكون ترامب محصناً من المقاضاة الجنائية، ويمكن اعتقاله وتوجيه إليه تهمة التعدي على ممتلكات الغير في البيت الأبيض.
سيناريو أكثر عنفاً
وعلى الرغم من أنَّ بقاء ترامب في منصبه يبدو أمراً غير مرجح، قد يحدث سيناريو منطقي أكثر رعباً في حال تسببت هزيمته في تحفيز مؤيدين متطرفين للمشاركة في أعمال عنف.
يمكن للمرء أن يتصوّر سيناريو يُهزم فيه ترامب في انتخابات عام 2020، ويبدأ على الفور في كتابة تغريدات عن تزوير الانتخابات، وستعمل حينها وسائل الإعلام اليمينية المتشددة على تضخيم رسالته.
وفي حال أثَّرت شكواه في الأميركيين، قد تكون النتيجة أعمال عنف مميتة أو حتى تنفيذ هجمات إرهابية ضد الإدارة الأميركية الجديدة.
باختصار، إذا فشل ترامب في أداء واجبه الرئاسي النهائي لنقل السلطة سلمياً، فإن قوانين الدولة وقواعدها ومؤسساتها ستكون مسؤولة عن تنفيذ إرادة الناخبين.
لكن في حال فشل هؤلاء أيضاً، فإنَّ التجربة الديمقراطية التي تعتبر أعظم إنجاز حققه الأميركيون، ستكون مهددة بالاندثار.