أين وصلت جلسات استجواب ترامب ؟

أين وصلت جلسات استجواب ترامب ؟

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٦ يناير ٢٠٢٠

بعد مضي ثلاثة أيام على بدء محاكمة استجواب ترامب في مجلس الشيوخ الأمريكي ، برئاسة القاضي جون روبرتس ، مُنحت الفرصة لهيئة الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي المؤلفة من سبعة أعضاء يوم الجمعة للدفاع عن حججهم المؤيدة لعزل ترامب من رئاسة الجمهورية.
 
اتهم رئيس هيئة النواب الديمقراطيين آدم شيف، ترامب بأنه كان راض عن تدخل الروس في الانتخابات الرئاسية على حساب خفض الأمن القومي الأمريكي . حيث رأى في هذا العمل تهديد خطير على الديمقراطية الامريكية.
 
وقال شيف: "ان هذا التهديد يأتي من استمرار استغلاله لسلطته وسيلحق أضراراً كبيرة بالشعب خلال الأعوام المقبلة ... وهذا ليس افتراضيا." وأضاف "ان التسريبات عن رئيس الجمهورية لم تمنعه من الاستمرار في هذا النمط السلوكي المدمر الذي أوصلنا إلى هذه النقطة المروعة".
 
كما حذر شيف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أنهم قد يستهدفون يومًا ما أيضاً من خلال تحقيقات اقالة ترامب ، والذي قال إنها تنتهك الدستور.
 
تحدث الديمقراطيون معظم الوقت ، وكما هو متوقع ، عن إساءة استخدام ترامب للسلطة وتعطيله على لمسرى العدالة.وأشاروا على وجه الخصوص إلى وجهات نظر ألكساندر هاملتون ، أحد مؤسسي الولايات المتحدة ، والتي أخذت حيزاً واسعاً من أجل استجواب وإقالة الرئيس المذنب. وفقًا لنظر هاميلتون الصريح والذي كان أحد واضعي الدستور ، فإن أي إجراء يتخذه الرئيس من شأنه أن يشوه الرئاسة فسوف يحال للمسائلة ويتم طرده.
 
كتب هاملتون في القسم 65 من مجموعة "الفدرالية" ، التي تحتوي على أهم المباحث حول الإستجواب وإقالة الرئيس المخالف: "ان موضوع هذا التشريع أي "المساءلة" يطبق على المسؤول المذنب أو الذي يعتدي وينتهك الثقة العامة . "تكون هذه الانتهاكات سياسية حيث أنها تسيء للمجتمع."
 
وقال ممثل ولاية كولورادو جيسون كرو ، وهو عضو من أعضاء هيئة الاستجواب لأعضاء مجلس الشيوخ ، إن الغرض من هذا الاستجواب هو "الحيلولة دون سوء سلوك رئاسة الجمهورية في المستقبل والذي يعرض الديمقراطية وسيادة القانون للخطر".
 
وقال السيد كرو إن موضوع اقالة رئيس الجمهورية اشتد بعد أن أعلن ثلاثة رؤساء لجان مجلس النواب الديمقراطيين في أوائل سبتمبر أنهم يحققون في سبب تعليق البيت الأبيض اعطاء 391 مليون دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا. والآن ، يحاول مسؤولو البيت الأبيض تبرير التعليق الذي دام لبضعة أسابيع.
 
كما اتهم حكيم جيفريس ، وهو عضو آخر من الأعضاء السبعة في هيئة الاستجواب ، الرئيس الأمريكي بإخفاء سلوكه وانه سبب في "اخلال عمل الكونجرس".
 
وقال: ان رئيس الجمهورية حاول الغش. ثم تم القبض عليه ثم حاول ان يتم التكتم على الامر. وفي يوليو 2019، كان مسؤولو البيت الأبيض على علم بسوء سلوك رئيس الجمهورية حول رفض المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
 
وفي الوقت نفسه ، أكد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك جيري نادالير ، الذي تحدث إلى وسائل الإعلام دفاعًا عن حجج حزبه في مجلس النواب ، أنه حتى ريتشارد نيكسون لبى دعوة الكونغرس وانضم إلى جلسته للكشف عن الحقيقة في قضية ووترغيت ، لكن ترامب لم يفعل.
 
وقال لذلك ، فإن تبرئة ترامب قد تكون بمثابة تصويت لتسليم سلطة الكونغرس للإشراف على صلاحياته التنفيذية وعلى سلطة استجوابه.
 
وحذر بالقول: "سيشير المؤرخون إلى هذا الحدث كتاريخ مفصلي عندما سمح مجلس الشيوخ لهذا الرئيس بكسر واحدة من أقوى آليات دفاعنا ضد الطغيان.
 
تسريب ملف صوتي ، ورقة فوز الديمقراطيين
 
إحدى الحجج التي من المتوقع ان يتم التأكيد عليها خلال خطاب محامي ترامب أمام مجلس الشيوخ يوم السبت هي أنه لم يكن هناك ضغط على أوكرانيا ، حيث أصدرت إدارة ترامب مساعدات عسكرية دون تلقي أي تعويض من الرئيس فولوديمير زلينسكي.
 
وبالطبع ، فإن دور الشخصيات التي ستشهد تحت عنوان "مطلع على الامر" في مجلس الشيوخ له أهمية كبيرة. كما تم اقتراح عدة شخصيات مختلفة من قبل الديمقراطيين للإدلاء بشهادتهم ولكن لم يتم قبولها. وكان جون بولتون ، الذي أطاح به ترامب مؤخرًا من منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض ، من بين أولئك الذين كانوا على استعداد للإدلاء بشهادتهم.
 
كان الديمقراطيون يأملون في جعل عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يستمعون إلى شهادة عدد من الشهود المقترحين من قبل الديمقراطيين ، بما في ذلك السناتور سوزان كولينز من ولاية ماين ، وميت رومني من ولاية يوتا ، وليزا موركوفسكي من ولاية ألاسكا ، والسناتور لامار ألكسندر من تينيسي ، والذي سيحال الى التقاعد في نهاية هذه الدورة الانتخابية.
 
فالشاهد الأول الذي يريده الديمقراطيون ان يدلي بشهادته امام الجميع هو ميك مولفاني، رئيس موظفي البيت الأبيض الحالي والذي لعب دوراً أساسياً في حملة الضغط على أوكرانيا.
 
لكن الحدث الأكثر أهمية يوم أمس كان حول عملية استجواب ترامب وهو ان نشرت قناة " ABC News" الامريكية تسجيلاً صوتياً لمحادثة ترامب. وفي هذا التسجيل ، يمكن سماع صوت ترامب بشكل صريح يأمر باقالة فورية للسفير الأمريكي لدى أوكرانيا ماري إل يوفانوفيتش. حيث يقول ترامب في هذا التسجيل الصوتي "تخلصوا من شره، اطردوه غداً، لا يهمني الامر، اخرجوه غداً، حسناً؟ سنفعل ذلك."
 
وفقًا لـ ABC ، يتم سماع صوت بارناس وصوت فورمان في التسجيل قبل ان يلقي ترامب بأوامره، وهما يخبران الرئيس أن السفير الأمريكي في أوكرانيا قد اغتابه بكلام سيء.
 
وقال أشخاص مطلعين على الواقعة المخبرون يبدو أنه تم تسجيله هذا الحديث بواسطة فورمان. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذا التقرير.
 
وفي هذا الملف الصوتي ، تسمع أصوات بعض الاشخاص وهم يضحكون مع الرئيس الأمريكي. وفي لحظه آخرى ، يبدو أن ترامب يعرب عن ارتياحه لترشيح مايك بومبيو لمنصب وزير الخارجية الأمريكي. وهو يقول "بومبيو هو الأفضل".
 
ولكن وفقًا لـ ABC ، فإن الجزء الأكثر أهمية من هذا الملف الصوتي هو عندما يتحدث بارناس وترامب عن اقالة يوفانوفيتش.
 
يقول بارناس: "إن أكبر مشكلة لدينا وأعتقد أننا يجب أن نبدأ من هناك هي التخلص من شر السفير فهو أحد الناجين من إدارة كلينتون".
 
ويكمل بالقول: " فأينما ذهب يقول أي (إيفانوفيتش) انتظروا ، سيتم عزل ترامب ، فقط انتظروا".
 
قال جوزيف أ. بوندي المحامي القضائي وكيل لو بارناس وزميل رودولفو جولياني المحامي الشخصي لترامب يوم الجمعة إنه سلم الملف الصوتي إلى الديمقراطيين في الكونغرس.
 
ووصف بوندي محامي السيد بارناس ، الملف بأنه "ذو أهمية بالغة في تحقيقات المساءلة".
 
عرقلة الجمهوريين
 
لكن في الوقت الذي يحاول فيه الديمقراطيون جلب المزيد من الشهود والأدلة ، وكذلك توعية الرأي العام بنتائج تحقيق ترامب ، أظهرت التقارير أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يعيقون العملية.
 
وفي هذا الصدد ، ووفقًا للسيناتور شرودر براون (دي- أوهايو) ، تم فرض العديد من القيود على الطريقة التي يعكس بها الجمهوريون جلسات استماع مجلس الشيوخ على المراسلين. جدير بالذكر انه يتم بث جلسات الاستماع إلى المساءلة من خلال كاميرا التلفزيون وتحت اشراف خاص من مجلس الشيوخ. فمن ناحية ، يتم تخصيص حوالي 100 مقعد ، والمعروفة باسم مقاعد الأسرة ، بشكل عام لأقارب أعضاء مجلس الشيوخ الذين يقيدون وصول الصحفيين ، ومن ناحية أخرى ، لا يُسمح للصحفيين بإحضار هاتف محمول أو كاميرا أو ورق وقلم لتدوين أحداث الجلسة.
 
وقال السناتور مايك دورسي (RS.D.) إن الحظر على تدوين الملاحظات كان مخيبا للآمال. وقال "يمكنهم القيام بالمزيد من الاعمال إذا ما تمكنوا من تدوين الملاحظات".
 
كما رفض مسؤولو مجلس الشيوخ أيضًا الطلبات المتكررة للسماح للكاميرات التي تعمل من خارج المنصة بتسجيل جلسات المحاكمة - وهذا يعني أن ما يراه المشاهدون ويسمعونه يتم التقاطه بواسطة الكاميرات والميكروفونات التي يتحكم بها موظفو مجلس الشيوخ. وليس منظمة أخبار مستقلة.
 
وفي وقت سابق أعلن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في تصريح مثير للجدل أنه لن يأخذ صفة "المحايد" في المحاكمة.
 
نتائج الاستجواب
 
نظرًا للاتجاه الحالي والحاجة إلى تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لإقالة ترامب ، يبدو أن حدوث هذا الإجماع غير محتمل ، لكن ما هو مهم للديمقراطيين خلال محاكمة ترامب هو أولاً نجاح تحويل ترامب إلى الرئيس المستجوب في التاريخ الأمريكي. كما قالت نانسي بيلوسي في مقابلة مخاطبة ترامب: "ستبقى الشخص المستجوب إلى الأبد. ولا يهم ما سيفعله مجلس الشيوخ ، وهذا الاستجواب لن يتم محوه."
 
ثانياً ، ان عملية استجواب ترامب والطريقة التي يعمل بها حلفاء ترامب في مجلس الشيوخ تضع هذا الهرم في انتخاب مرشح الديمقراطيين لانتخابات العام المقبل حيث يجعل تبرئة ترامب من قبل مجلس الشيوخ تصويتًا سياسيًا دون السماح بإجراء تحقيق كامل.