قلق متصاعد لدى إدارة ترامب: «القضية الأوكرانية» تُورِّط بنس وبومبيو

قلق متصاعد لدى إدارة ترامب: «القضية الأوكرانية» تُورِّط بنس وبومبيو

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٩

قلق متصاعد لدى إدارة ترامب: «القضية الأوكرانية» تُورِّط بنس وبومبيو

يدلّ الموقف الدفاعي الذي تعتمده الإدارة الأميركية على أن ثمّة قلقاً حقيقياً بدأ يكبر إزاء إجراءات محاكمة الرئيس في الكونغرس. زادت من القلق، على ما يبدو، شهادة أدلى بها السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، الذي أشار إلى تواطؤ كلّ أركان الإدارة في «القضية الأوكرانية». شهادةٌ وإن حملت الكثير من التحليل والنظريات، عدّها الديموقراطيون بمثابة «الدليل الأهمّ» الذي يدعم مزاعم إساءة استخدام السلطة، والتي تبرّر عزل ترامب. وفيما لا تشكّل القضية خطراً على وجود ترامب في البيت الأبيض، إلّا أن الخشية التي تنتاب هذا الأخير تتمثّل في تراجع أسهمه شعبياً، بينما يستعدّ للفوز بولاية ثانية.
 
في اليوم ذاته الذي أدلى فيه سوندلاند بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب والتي تقود التحقيقات، جرى الاستماع إلى المسؤولة المكلفة شؤون أوكرانيا في وزارة الدفاع الأميركية، لورا كوبر. ذكرت المسؤولة أن كييف أبلغتها بقلقها من تجميد المساعدات الأمنية الأميركية في 25 تموز/ يوليو، وهو اليوم ذاته الذي أجرى فيه ترامب اتصاله الشهير بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي حين تبقى الإشكالية قائمة حول ربط تجميد المساعدات بـ«المعروف» الذي طلبه ترامب من زيلنسكي، أي التحقيق في شأن الديموقراطي جون بايدن، إلا أن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ديفيد هيل، أشار في إفادته أمام اللجنة، يوم الثلاثاء، إلى كونه حصل على معلومات منذ أواخر حزيران/ يونيو تفيد بأنه تمّ تجميد المساعدة لأوكرانيا «من دون أيّ تفسير»، ما يعني أن ذلك حصل قبل ما لا يقلّ عن شهر من المكالمة.
وخلال شهادته التي استغرقت قرابة ثماني ساعات، أول من أمس، أكد سوندلاند أن «الجميع كان جزءاً» من جهود إدارة ترامب لحمل أوكرانيا على إجراء تحقيقات قد تصبّ في النتيجة في مصلحة الرئيس الأميركي، بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو. ما جرى لم يكن «سراً»، ولم يكن عملية خارجة عن القنوات الدبلوماسية الأميركية المعتادة. أشار سوندلاند مباشرةً إلى تورّط الرئيس في مخطّط لإجبار أوكرانيا على التحقيق في شأن بايدن، في مقابل ترتيب قمة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض. ما فعله سوندلاند هو أنه نفّذ «أوامر الرئيس» لعقد صفقة مع كييف، بعدما أوعز ترامب إليه وإلى مسؤولَين أميركيَّين، هما: وزير الطاقة ريك بيري، والمبعوث الخاص لأوكرانيا كيرت فولكر، بالعمل مع محاميه الشخصي رودي جولياني. أراد الأخير أن يحقّق زيلنسكي في أمر بايدن، وفي نظرية المؤامرة التي يتبّناها ترامب، وتقول بأن أوكرانيا ساعدت الديموقراطيين ضدّه في انتخابات 2016.
والدبلوماسي الذي كان يعمل في مجال تطوير الفنادق وعيّنه ترامب سفيراً بعدما تبرّع لحفل تنصيبه بمليون دولار، كان في صلب الجهود لإقناع زيلينسكي بالامتثال لمطالب واشنطن بإجراء تحقيقات للحصول على لقاءٍ مع ترامب، وكذلك للإفراج عن 391 مليون دولار كمساعدات لأوكرانيا. وقال سوندلاند للجنة إنه تمّ الربط صراحة بين عقد القمة وإجراء التحقيقات التي تستهدف شركة «بوريسما» للطاقة، والتي كان هنتر، ابن بايدن، عضواً في مجلس إدارتها. لكنه أورد أنه «أدرك بنفسه» أن البيت الأبيض أمر بوقف المساعدات الأمنية وربطها بالتحقيقات، من دون أن يناقش ذلك مع ترامب. ولأنه لم يجد «تفسيراً موثوقاً به لتعليق المساعدات»، توصّل إلى نظرية تفيد بأن «استئناف المساعدات الأمنية لن يحدث حتى يتم إصدار بيان علني من أوكرانيا تلتزم فيه التحقيقات في انتخابات عام 2016 وشركة بوريسما»، مؤكداً أنه لم يسمع من الرئيس نفسه أن «المساعدات مرتبطة بالإعلان» عن فتح تحقيقات في أوكرانيا. هذه النقطة عدّها ترامب بمثابة تبرئة له، إذ كرّر في تصريح للصحافيين في البيت الأبيض مقاطع من شهادة سوندلاند ليؤكد رأيه. وتلا من ملاحظات طويلة سؤالاً وجّهه له سوندلاند: «ماذا تريد من أوكرانيا؟»، مضيفاً: «كانت إجابتي كالآتي: لا أريد شيئاً. أخبر زيلينسكي أنه يفعل ما هو صائب». وكتب لاحقاً عبر «تويتر» أن «حملة مطاردة العزّل انتهت الآن... يجب أن تنتهي حملة المطاردة الآن. إنها سيئة جداً لبلدنا».