واشنطن تحيي الوساطات: مواجهة طهران تتطلّب حلّ الأزمة الخليجية

واشنطن تحيي الوساطات: مواجهة طهران تتطلّب حلّ الأزمة الخليجية

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٩

واشنطن تحيي الوساطات: مواجهة طهران تتطلّب حلّ الأزمة الخليجية

تنتشر التكهنات في منطقة الخليج حول اقتراب الاتصالات السياسية من تحقيق اختراق في جدار الأزمة الخليجية مع قطر، بعد 30 شهراً على تفجّرها. ويتردد احتمال أن تشهد القمة الخليجة بعد أسابيع تتويجاً لنتائج الاتصالات التي عاد إليها الدفء بزخم كبير. وفيما يقرأ التطبيع الرياضي مع الدوحة في «كأس الخليج» كأبرز المؤشرات، يظهر العامل الأميركي خلف هذه التطورات، رغبة في رصّ صفوف «الحلفاء» على توقيت مواجهة إيران.
 
عادت الأزمة الخليجية إلى الواجهة مع تضافر المؤشرات على إمكانية حلحلة ما، لا سيما على خط الرياض - الدوحة. الاتصالات الجديدة، وإن تصدّرتها الوساطة الكويتية التقليدية، بمشاركة عمانية، فإن خلفيتها استئناف المساعي الأميركية لتوحيد صفوف «الحلفاء» في المنطقة. سخونة الاتصالات هذه المرة توحي بأن المراد تجاوز التطبيع الرياضي من خلال «كأس الخليج 24» الذي تستضيفه قطر ابتداءً من الـ26 من الجاري، إلى ما هو أكثر.
المشاركة غير المسبوقة لمنتخبات السعودية والإمارات والبحرين في البطولة الرياضية، توقّف عندها سفير الرياض لدى الكويت، الأمير سلطان بن سعد آل سعود. الأخير قال، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام كويتية، إن «الرياضة قد تصلح ما أفسدته السياسة. والكويت الآن تسعى في تقريب وجهات النظر والوساطة، وما يرونه الإخوة في الكويت، وخصوصاً نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، فنحن نتمناه إن شاء الله». أما الجار الله، فكان اعتبر المشاركة في بطولة كرة القدم على الأراضي القطرية «مؤشراً إيجابياً». ونقلت عنه وكالة «كونا» الكويتية قوله: «نؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح للوصول إلى نتائج إيجابية»، معرباً عن تفاؤله بإجراء اتصالات على المستويات كافة من أجل «بلورة حل سريع للأزمة».
وأفاد بأن اجتماعات وزارية تجري بهدف التحضير للقمّة الخليجية التي لم يُحدّد موعدها بعد.
 
السفير السعودي لدى الكويت: الرياضة قد تصلح ما أفسدته السياسة
 
القمّة، المرتقب انعقادها الشهر المقبل، يتردد أنها قد تكون مناسبة لإعلان تقدّم إذا ما توصلت المحادثات في الكواليس إلى حلّ للأزمة التي تخطت شهرها الـ30. لم يُحدَّد بعد موعد القمّة، إلا أن المفاجئ أمس كان تناقل أنباء لم تؤكَّد رسمياً حول نقل القمّة الـ39 للقادة الستة لمجلس التعاون الخليجي من الإمارات إلى الدولة المقرّ، أي السعودية. وسبق ذلك خرق جديد للمقاطعة بين قطر والإمارات، تمثل في إرسال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، برقية تعزية إلى رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، بوفاة شقيقه سلطان بن زايد، علماً أن السنتين الماضيتين شهدتا خروقات مشابهة، في مناسبات مماثلة، للمقاطعة بين أطراف الأزمة الخليجية.
على أن الأهم، خلف كلّ الإشارات الصادرة، هو التوجه الأميركي لتحقيق المصالحة باعتبار أنها تخدم المواجهة مع إيران في هذا التوقيت. وهو مسعى يدفع نحوه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وظهر من خلال تكليفه السفير لدى الرياض، الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، قبل أسابيع، مع فريق يتألف من دبلوماسيين آخرين في الخارجية ومسؤولين في البيت الأبيض، بالملف. هذه المعلومات كانت كشفتها وسائل إعلام أميركية منتصف الشهر الجاري. ونقل موقع قناة «الحرة» الأميركية عن «مصدر حكومي في واشنطن» أن الفريق المذكور مكلّف بـ«تنسيق الأمور بعيداً عن الأضواء وفي شكل سرّي لتحقيق مصالحة خليجية - خليجية». وزاد المصدر: «مساعي ووساطات حصلت وتتواصل حتى الآن بين ولي العهد السعودية محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد». وأكد المصدر أن «الأمور بلغت مرحلة متقدمة» رغم العراقيل، كاشفاً عن أن زيارة السيسي للإمارات جاءت في إطار التحضير لـ«قمة مصالحة ترغب الإدارة الأميركية في إبرامها خلال اجتماع يحضره القادة الخليجيون في الولايات المتحدة، وربّما في مقرّ كامب ديفيد السنة المقبلة». وأشار إلى أن عمان والكويت والإمارات ومصر موافقة على المبادرة الأميركية وتؤيدنها. يذكر أن هذه المعلومات تزامنت، وقتها، مع زيارة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى واشنطن، حيث بحث مع نظيره الأميركي مايك بومبيو «أهمية وحدة مجلس التعاون».