نتنياهو يخلق أزمة جديدة داخل البيت الإسرائيلي.. هل هي بداية النهاية لحياته السياسية؟

نتنياهو يخلق أزمة جديدة داخل البيت الإسرائيلي.. هل هي بداية النهاية لحياته السياسية؟

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٩

 إن الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات المقاومة الفلسطينية داخل العمق الإسرائيلي أدّت إلى حدوث شرخ سياسي كبير داخل أروقة هذا النظام المحتل وتسبّبت أيضاً بخلق العديد من العقبات أمام تشكيل حكومة صهيونية جديدة، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الكيان الصهيوني يعيش هذه الأيام تخبّطاً غير مسبوق ولفتت تلك المصادر إلى أن هذه الأحزاب الاسرائيلية لم تتمكن حتى هذه اللحظة من تشكيل حكومة جديدة وذلك بسبب الهزائم التي منيت بها "تل أبيب" خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي سياق متصل، ذكرت بعض المصادر الميدانية أن الأحزاب الصهيونية لم تكن راضية على الطريقة التي تعامل بها "نتنياهو" مع قوات المقاومة الفلسطينية التي شنّت خلال الايام الماضية العديد من الهجمات الصاروخية على عدد من المناطق والمدن الإسرائيلية ردّاً على العملية الإرهابية التي نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي في قطاع غزة والتي أدّت إلى استشهاد "بهاء أبو العطاء" القائد البارز في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وفي هذا الصدد، أكد "حسام بدران" عضو المجلس السياسي التابع لحركة حماس على أن قادة الأحزاب الصهيونية يعيشون هذه الأيام في أزمة غير مسبوقة.
وأضاف، قائلاً: " إن الاحزاب السياسية الاسرائيلية فشلت فشلاً ذريعاً في تشكيل حكومة صهيونية جديدة".
ولفت إلى أن هذا الفشل تسبّب في حدوث شلل تام في جميع المجالات السياسية والاقتصادية لهذا الكيان الغاصب، ووصف الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات المقاومة الفلسطينية بأنها إنجازات جديدة تم إضافتها إلى سجل الانتصارات السابقة.
 كما لفتت العديد من التقارير إلى أن صواريخ المقاومة التي انطلقت من قطاع غزة تمكّنت من إصابة العديد من الأهداف وهذا الأمر أدّى إلى هروب الكثير من الإسرائيليين إلى الملاجئ، الأمر الذي انعكس سلباً على خطة "نتنياهو" والذي كان يريد أن يستغل قضية اغتيال "أبو العطاء" لتحقيق بعض المكاسب السياسية ولم تقتصر إنجازات المقاومة الفلسطينية على المجال العسكري فقط، بل وصل إلى أكثر المجالات تطوراً، وذلك باختراقها للقناتين الصهيونيتين الثانية والعاشرة، وبث رسالة تهديد للعدو الصهيوني في حال قرر الدخول براً لقطاع غزة، وبهذه المفاجآت التي كشفت عنها المقاومة الفلسطينية، تكون قد صنعت النصر بعد فضل الله تعالى للأمة العربية والإسلامية، تاركةً بعدها الرسالة الأهم، أن المقاومة الفلسطينية لم تكشف كل ما في جعبتها من مفاجآت.
الجدير بالذكر أن "نتنياهو" كانت له العديد من المواقف المناهضة والمعادية لقوات المقاومة الفلسطينية ولكن الهجمات الصاروخية الأخيرة التي نفذتها هذه القوات داخل العمق الإسرائيلي تسببت في حدوث شرخ سياسي بين حزب "بني غانتس" وحزب الليكود الإسرائيلي، وأدّت أيضاً إلى زيادة فجوة الاختلافات والخلافات بين هذين الحزبين الاسرائيليين.
يذكر أن "بني غانتز" هدد بأنه سوف يتخذ بعض الإجراءات التي قد لا تعجب العديد من القادة والمسؤولين داخل "إسرائيل" ولكن عدداً من الخبراء السياسيين قالوا بأن هذه التهديدات ما هي إلا فقاعة إعلامية يريد "بني غانتز" منها أن يُجبر حزب الليكود والأحزاب اليمينية على تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت مع الأخذ بعين الاعتبار كل الأحزاب العربية وهو الأمر الذي تنظر إليه الأحزاب اليمينية بأنه عمل كارثي وذلك لأن الأحزاب العربية بقيادة "أيمن عودة" عارضت بشدة الحملات الأخيرة التي نفذتها طائرات الجو الاسرائيلية على قطاع غزة.
يذكر أن حزب الليكود الذي يتزعمه "نتنياهو" حصل على 35 مقعداً في انتخابات أبريل 2019 ولكن هذا الحزب فاز بـ 31 مقعداً في الانتخابات الاسرائيلية التي عقدت قبل عدة أيام على الرغم من انضمام حزب "كولانو" الذي يتزعمه "موشيه كيفلون" إلى حزب الليكود وانسحاب حزب "زوهوت" برئاسة "موشيه فيجلين" من هذه الانتخابات، وبهذا العدد من المقاعد جاء حزب الليكود في المرتبة الثانية بعد ائتلاف "أبيض – أزرق" الذي فاز بـ 33 مقعدا، وقبل عدة أسابيع قال أحد قادة القائمة العربية المشتركة، وهو ائتلاف من حزبي "هداش تعال" و "البلد"، لـ"ريولين"، رئيس الكيان الاسرائيلي، بأن التوصية التي قدمتها القائمة العربية لانتخاب "بني غانتز" رئيساً للوزراء، قد تم توقيعها من قبل 10 أشخاص فقط في القائمة، في حين لم يقبل 3 أشخاص في القائمة هذه التوصية ومع هذا التغيير، فإن عدد التوصيات لـ"بيني غانتز" أصبحت 54 مقابل 55 توصية لـ"نتنياهو" وهنا يمكن القول بأن هذه الأحداث التي وقعت في هذه المرحلة الزمنية الحرجة، قد صبّت في مصلحة "نتنياهو" الذي اقترب خطوة نحو تشكيل الحكومة الإسرائيلية ويبدو أن "نتنياهو" سوف يصبح رئيساً للوزراء مرة أخرى.
ولكن قبل عدة أيام، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن "نتنياهو" يخاف أن تتشكل الحكومة الجديدة بمشاركة الأحزاب العربية ولهذا فلقد حذر "نتنياهو" يوم الأحد الماضي كلِ من "بني غانتز" زعيم حزب "أزرق أبيض" و"ايغدور ليبرمان" زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" من تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة بمشاركة الاحزاب العربية.
وفي هذا السياق، أعلن حزبا "أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا" في بيان مشترك لهما بأنهما حققا الكثير من التقدّم وتوصلا إلى حلول مناسبة لحل قضايا تتعلق بالدين والحكومة. وعقب انتشار هذا البيان، قام "نتنياهو" زعيم حزب الليكود بتوجيه العديد من الاتهامات لـ"بني غانتز" واتهمه بأنه يريد أن يقوم بتشكيل حكومة من الاقليات في إشارة منه إلى الاحزاب العربية ولهذا فلقد قام "نتنياهو" خلال الأيام القليلة الماضية بتحشيد أنصاره في البرلمان ضد زعيم حزب "أزرق أبيض" وذلك من أجل الحيلولة من تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بمشاركة الأحزاب العربية.
لقد أراد "نتنياهو" أن يستغل عمليات الاغتيال التي نفذتها مقاتلات الجو الإسرائيلية قبل أسبوع في قطاع غزة وفي العاصمة السورية دمشق وذلك من أجل كسب وّد العديد من الاحزاب والقادة الإسرائيليين ولكن استسلام "تل أبيب" لشروط وقف عمليات إطلاق النار التي تقدّمت بها قوات المقاومة الفلسطينية، أدّت إلى إضافة هزيمة جديدة إلى سجل الهزائم التي مُني بها "نتنياهو" خلال السنوات الماضية.
كما كشف العديد من الخبراء العسكريين بأن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي سجّل فشلاً جديداً في مهمته الأساسية القائمة على اعتراض وإسقاط صواريخ المقاومة وتوفير الحماية للمستوطنين، واعترف الناطق باسم جيش الاحتلال، "رونين مانيليس"، بإخفاق القبة في إسقاط صاروخين أطلقا من غزة، أصاب أحدهما فناء منزل في مدينة بئر السبع المحتلة جنوب فلسطين المحتلة والآخر سقط في بحر مدينة "بيت يام" جنوبي "تل أبيب"، قائلاً: "لا يمكن نشر منظومة القبة الحديدية في كل مكان وهي ليست لها قدرات مطلقة".
على أي حال ينبغي القول بأن قوات المقاومة الفلسطينية تمكّنت خلال الأيام القليلة الماضية من تحقيق انتصارات لا مثيل لها داخل العمق الإسرائيلي، أدّت إلى حدوث شرخ سياسي كبير داخل أروقة هذا النظام المحتل وتسبّبت أيضاً بخلق العديد من العقبات أمام تشكيل حكومة صهيونية جديدة.