رسالة احتجاز السفن الثلاث: البحر الأحمر ملعب يمني!

رسالة احتجاز السفن الثلاث: البحر الأحمر ملعب يمني!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٩ نوفمبر ٢٠١٩

تحت أعين القوات السعودية وحلفائها، قامت القوات اليمنية باحتجاز ثلاث سفن في البحر الأحمر. الخطوة، مع احتمالات التصعيد التي قد ينجم عنها، تُعدّ سابقة تعزز أوراق القوة في يد صنعاء، هذه المرة في مياه حيوية ومنطقة استراتيجية. في الوقت نفسه، ستقرأ أطراف كثيرة الحضور اليمني في البحر الأحمر، وأيضاً في معادلة الاشتباك الإقليمي
في خطوة غير مسبوقة، سيطرت أول من أمس دورية لقوات خفر السواحل اليمنية على 3 سفن في البحر الأحمر، واحدة منها سعودية. الرسالة البحرية الجديدة، وإن أتت في سياق تأكيد السيادة اليمنية، تفرض معادلات قوة لصالح صنعاء، من خلال إثبات أن يدها طائلة في المنطقة، وأنها رقم لا يمكن تجاهله في البحر الأحمر، وهو ما سيقرأه جيداً كثيرون في الإقليم، ولن يقتصر على حدود السعودية. فالسيطرة على سفن تمرّ عبر هذه الطرق المائية الحيوية تعني القدرة على تكرار العملية، وبصورة أكبر، وهو ما يجب أن يُحسَب حسابه من الآن فصاعداً، خصوصاً أن اليمن، ورغم إطلالته الكبيرة عليه، لم يكن يوماً مؤثراً في معادلات البحر الأحمر استراتيجياً. من جهة أخرى، ولو بصورة غير مباشرة، تُذكّر العملية بحوادث التعرض للسفن في الخليج قرب حدود إيران، وبالتالي فإن التوقيت يصبّ في صالح طهران، وهو يشير إلى أن حدود المواجهة أكبر مما قد يتخيله البعض.
وفي التفاصيل، أعلن «قطاع البحر الأحمر» في مصلحة خفر السواحل اليمنية التابعة لوزارة الداخلية في صنعاء، أن دورية تابعة له سيطرت الأحد الماضي على ثلاث سفن، واحدة منها سعودية هي «رابغ 3»، وذلك على بعد 3 أميال من جزيرة عقبان. وأوضح البيان أن السفن دخلت المياه الإقليمية لليمن «بدون إشعار مسبق». وأشار إلى أنه «تمت مناداتهم على القناة الدولية 16من قِبَل خفر السواحل اليمنية، ولم يتجاوب طاقم العائمات المضبوطة، في تحدٍّ واضح لكلّ القوانين الدولية البحرية وخرق للسيادة اليمنية، مما استدعى إدخالهم إلى رصيف ميناء الصليف واتخاذ الخطوات القانونية والتخاطب مع الجهات المعنية». وشدد البيان على «سلامة المياه الإقليمية وعلى ضرورة الالتزام بالإجراءات المتبعة واحترام السيادة اليمنية ومياهه الإقليمية»، محذراً من أن مصلحة خفر السواحل «لن تألو جهداً في اتخاذ كلّ الإجراءات الكفيلة بحماية المياه اليمنية».
وسبق البيانَ اليمني اعترافٌ سعودي على لسان المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي، العقيد الركن تركي المالكي، الذي قال إن «مسلحين من جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران خطفوا القاطرة في وقت متأخر أمس الأحد». ولم يورد المالكي تفاصيل في شأن طاقم القاطرة، إلا أنه أوضح أن السفينة كانت تقطر حفاراً كورياً جنوبياً في جنوب البحر الأحمر. ووصف المتحدث السعودي ما جرى بأنه «عملية إرهابية من الميليشيا الحوثية الإرهابية، تمثل التهديد الحقيقي لهذه الميليشيا الإرهابية على حرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية، كما أنها سابقة إجرامية لأمن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر البحري بعمليات الخطف والقرصنة».
ولاحقاً، نشر الإعلام السعودي صوراً من طائرات تجسس للسفن الثلاث، تظهر اقتراب زورق يمني من قاطرة بحرية، وآخر من زورق لخدمات الحفار فيما يقف بينهما حفار بحري. وقد بدا نشر هذه الصور دليلاً إضافياً على الفشل السعودي في التدخل، مع تبيان أن العملية جرت تحت أعين القوات السعودية.