خامنئي يحذّر من التدخلات الأميركية: التغلغل في مراكز القرار أخطر سلاح

خامنئي يحذّر من التدخلات الأميركية: التغلغل في مراكز القرار أخطر سلاح

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٦ نوفمبر ٢٠١٩

لمناسبة «مؤتمر الوحدة الإسلامية»، وجّه المرشد الإيراني جملة رسائل باتجاه دول المنطقة. الثابت إيرانياً دعم فلسطين حتى إزالة إسرائيل ككيان لا كشعب يهودي، وفق ما أوضح، إلى دعوة السعودية للتنبّه من العداء الأميركي للمنطقة بأسرها، فإن الأخطر اليوم، بحسب خامنئي، هو إظهار واشنطن نفسها كـ«حلّال المشاكل» وخلقها أجواء عدم الثقة بين الشعوب والحكومات.
جدّد المرشد الإيراني، علي خامنئي، تمسّك بلاده بدعم القضية الفلسطينية، معتبراً أن «أعظم مصائب العالم الإسلامي اليوم هي قضية فلسطين، إذ إن شعباً شُرّد من دياره ووطنه». وقال: «موقف الجمهورية الإسلامية في إيران حيال قضية فلسطين هو موقف حاسم وأصولي... نحن لا نزال ثابتين على هذا الموقف منذ انتصار الثورة الإسلامية حتى اليوم، أي أننا ساعدنا وسنساعد فلسطين والفلسطينيين من دون أيّ شروط». وأمام حشد من السفراء والمشاركين في «مؤتمر الوحدة الإسلامية»، أوضح خامنئي أن إزالة إسرائيل تعني إزالة الحكومة والكيان الصهيوني المفروض، مضيفاً إن «إزالة الكيان الصهيوني تعني أن يحدّد الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين ويهود، وهم أصحاب تلك الأرض الأصليّون، أن يحدّدوا بأنفسهم حكومتهم، ويُزيلوا الأرذال والأجانب مثل نتنياهو وأمثاله، ويديروا بلدهم بأنفسهم، وهذا ما سيحدث». وأشار إلى ما اعتبره «تحريف الأعداء» لكلام الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، حول إزالة إسرائيل من الوجود، قائلاً: «نحن نناصر فلسطين واستقلالها وخلاصها، وإزالة إسرائيل لا تعني إزالة الشعب اليهودي، لأننا لا شأن لنا بهم، كما أن اليهود يعيشون في بلدنا بمنتهى الأمن والاستقرار».
وهاجم الولايات المتحدة بشدة، ورأى أن وجودها في المنطقة يأتي بالشر والفساد، محذراً من أن السلاح الرئيسي لواشنطن في المنطقة اليوم أخطر من الأسلحة العسكرية، وهو: «التغلغل في مراكز القرار الحسّاس، بثّ الخلافات وزعزعة إرادة الشعوب، خلق أجواء من عدم الثقة بين الشعوب والحكومات، التدخل في مراكز القرار، وإظهار الانضواء تحت لواء أميركا والاستسلام لها كحلّال للمشاكل». وأكد أن سبيل المواجهة يتمثّل في الصمود رغم مصاعبه، وتابع أن «الاستسلام للعدوّ ينطوي على مصاعب أكثر». وشدد على ضرورة العمل على «الاستقلال السياسي والثقافي والاقتصادي للشعوب المسلمة، ووحدة الأمة الإسلامية واقتدارها، وإغاثة الشعوب والمستضعفين، وترويج الحقائق والتصدّي للأوهام، وترويج العلم والأبحاث ومن ضمنها الطاقة النووية». ودعا إلى اتحاد «العالم الإسلامي»، وإلى «اجتناب المجتمعات والحكومات والقوميات والمذاهب الإسلامية التعرّض وتوجيه الضربات لبعضهم البعض، والاتحاد أمام العدو المشترك» كأدنى مرتبة من التقارب، فيما المطلوب بحسب خامنئي أن يصل التقارب إلى أن «تتآزر البلدان الإسلامية وتعمل مع بعضها البعض في مجالات العلم، والثروة، والأمن والقوة السياسية من أجل بلوغ حضارة إسلامية حديثة». وتطرّق إلى القضية النووية، بالتأكيد أن «الغربيين يعلمون أننا لا نرمي إلى امتلاك سلاح نووي من الناحية الأصولية والاعتقادية، لذلك فإن سبب معارضتهم للحركة النووية في الجمهورية الإسلامية هو منع العلم والصناعة والقدرة النووية عن إيران».
ووجّه المرشد الإيراني رسالة إلى السعودية، دعا فيها المسؤولين هناك إلى التنبّه للعداء الأميركي تجاه بلادهم، مستدلّاً على ذلك بأن «قولهم بمنتهى الصراحة إن السعوديين لا يملكون شيئاً غير المال، ويجب إذاً أن نبادر إلى نهبهم وإغارتهم، يعني عداءً واضحاً للبلد والشعب»، وأضاف: «على مسؤوليهم أن يدركوا مسؤولياتهم أمام إهانات كهذه من منطلق الغيرة العربية والشرف الإسلامي».