«النواب» الأميركي يستدعي خليل زاد: لماذا انتهت المفاوضات مع «طالبان»؟

«النواب» الأميركي يستدعي خليل زاد: لماذا انتهت المفاوضات مع «طالبان»؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٤ سبتمبر ٢٠١٩

غداة قرار الرئيس الأميركي المفاجئ إلغاء المفاوضات مع «طالبان»، أمرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مبعوث واشنطن الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، بالإدلاء بشهادته أمام المجلس، متعلّلة بأنه تم حجب معلومات عن النواب بخصوص المفاوضات مع الحركة الأفغانية. اللجنة التي أعربت عن إحباطها جراء عدم ترتيب الإدارة الأميركية لإفادة من جانب خليل زاد، قالت إن وزارة الخارجية رفضت طلبات تقدَّمت بها «الشؤون الخارجية» في شباط/ فبراير ونيسان/ أبريل وفي وقت سابق من الشهر الجاري، في محاولة للحصول على إفادة أو شهادة من المفاوض الأميركي في شأن خطة «السلام» والطريق الذي ستسلكه الإدارة في ذلك البلد. المفاوضات التي أحيطت بسرّية على مدى عام تضمّنت تسع جولات تفاوض في الدوحة، انتهت من دون تقديم إيضاحات من جانب الإدارة الأميركية، التي استساغ رئيسها حجة مقتل جندي أميركي في هجوم للحركة في كابول الأسبوع الماضي، كمبرّر لإلغائها، وإلغاء قمة كانت مقرّرة مع قادة «طالبان» في كامب ديفيد.
وبوضعه حدّاً «نهائياً» للمفاوضات مع «طالبان»، والتي تمحورت حول الإنهاء التدريجي للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، أصدر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إليوت إنغل، أمرَ استدعاء، ملزماً قانوناً، يجبر زلماي خليل زاد على المثول أمام المجلس في 19 أيلول/ سبتمبر الجاري. وفي أول أمر استدعاء تُصدره اللجنة منذ أن فاز الديموقراطيون بغالبية مقاعد مجلس النواب، قال إنغل إن إدارة ترامب تجاهلت، على مدى أشهر، الطلبات التي تقدم بها النواب لمعرفة المزيد عن المحادثات مع «طالبان». وأضاف، في بيان، إن «أكثر من ألفي جندي أميركي قُتلوا في أفغانستان. ملَلْتُ من حجب هذه الإدارة للمعلومات عن الكونغرس والشعب الأميركي في ما يتعلّق بعملية السلام والكيفية التي سنطوي من خلالها صفحة هذه الحرب الطويلة... نحتاج إلى أن نستمع مباشرة من الشخص المعني في هذه الإدارة بملف أفغانستان لفهم كيف خرجت هذه العملية عن مسارها». جاء ذلك بعدما أعلن المفاوض الأميركي، أخيراً، التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الحركة، يقضي ببدء سحب الولايات المتحدة جنودها لقاء تبرّؤ «طالبان» من تنظيم «القاعدة» وتعهّدها بمحاربة «داعش» وعدم تحويل البلاد إلى ملاذ آمن لـ«الجهاديين»، إضافة إلى دخولها في مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابول.
وصعّد ترامب هجومه على «طالبان» في ذكرى 11 أيلول/ سبتمبر، قائلاً إن الجيش الأميركي «يضرب عدونا بقوة أكبر من أي وقت مضى، وهذا الأمر سيستمر». وسارع الناطق باسم الحركة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، إلى الرد قائلاً: «يجب أن يتحرك ترامب بحذر. لا يزال يتعيّن عليه فهم ماهية الأمة التي يتعامل معها، كما يجب على مستشاريه أن يشرحوا له أن أفغانستان هي مقبرة الإمبراطوريات».