حزب الله لن يسمح بكسر قواعد الاشتباك

حزب الله لن يسمح بكسر قواعد الاشتباك

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١ سبتمبر ٢٠١٩

حالة تأهب قصوى في اسرائيل، واجراءات أمنية يتواصل اتخاذها تحسبا من رد قاس لحزب الله، على ما ارتكبته تل أبيب من اعتداءات استهدفت الحزب في سوريا والضاحية الجنوبية ببيروت عبر طائرات مسيرة. الاسرائيليون متيقنون أن حزب الله سيرد على الاعتداءات الاسرائيلية، وهذا ما يفسر القلق الذي يعيشه الكيان وعيونهم على الملاجىء المجهزة، وفي الشمال صمت ورعب وبحث عن احتياطات أمنية قبل الرد المرتقب. بعد العدوان الاسرائيلي، المجلس الوزاري المصغر اجتمع في "القبو المحصن" بجبال القدس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استدعى منافسه بيني غانتس للالتقاء به بوصفه زعيما للمعارضة، دلالة على خطورة الموقف، وقبل ساعات بدأت بعض الدول الغربية ترحيل رعاياها من اسرائيل، والغى كثيرون من السياح رحلاتهم الى تل أبيب وتضاعفت اجراءات الحماية على السفارات الاسرائيلية، والمستوى العسكري يعيش القلق والتداعيات، ويخشى قرارات طائشة يتخدها نتنياهو تخدم حياته السياسية فالانتخابات على الابواب، وهذا الطيش سلاح ذو حدين، فاية مغامرة عسكرية على أي من الجبهات لن يضمن نتنياهو نتائجها وامكانية عدم خروجها عن السيطرة. حزب الله، سيرد، هذا ما تخلص اليه مواقف المحللين والمراقبين وحتى التقارير الاستخبارية في أكثر من عاصمة، حتى واشنطن قلقة من رد حزب الله وهناك تحركات دبلوماسية أمريكية في المنطقة هدفها "ضبط النفس"، ولجوء نتنياهو الى الورقة الامنية قد يطيح به، اذا جاء رد الحزب قويا ومدوياـ، وفي الوقت الذي يستعد فيه حزب الله للرد بعد نقاش داخلي مستفيض، هددت المقاومة الفلسطينية في غزة النزول الى الميدان اسنادا لحزب الله وفي اسرائيل من يرى في قرارات نتنياهو ضارة باسرائيل مع انتقادهم استفزازه لحزب الله. اسرائيل غير معنية بحرب واسعة على جبهات القتال لكنها تبحث عن معارك صغيرة يمكن ضبطها، وهذا ما كرسته في سوريا، لكن، الصدام مع حزب الله مختلف تماما، فدمشق لها حساباتها، وأوضاع الداخل تحدد طرق وكيفية وتوقيت الرد على الاعتداءات الاسرائيلية التي تكررت بتمويل ورضى من الامارات والسعودية ومباركة من مشيخة البحرين. لقد حرص حزب الله دوما على الحفاظ وبشكل حاسم على قواعد الاشتباك فحافظ على الرد من خلال الرد الفوري على أي عدوات ترتكبه اسرائيل، لذلك، هو سيرد حفاظا على هذه القواعد لتثبيت معادلات الردع، بعد أن كسرت اسرائيل باعتدائها على الضاحية الجنوبية وعناصر له في الاراضي السورية. ويبدو أن تل أبيب ونتنياهو بشكل خاص الذي تربطه علاقات قوية مع السعودية والامارات وقوى مرتدة في الساحة اللبنانية بنى حساباته على دعم هذه القوى تمويلا وتهيئة الارضية اللازمة للعدوان، وحتى في حال توسع المواجهة، لكن، حزب الله المدرك لكل ما يدور في لبنان وفي ساحة الاقليم، رغم أنه يضع ذلك في الحسبان الا أنه لن يسمح لاسرائيل بكسر قواعد الاشتباك، وعليه فان الرد القريب قادم.