مغامرات نتنياهو.. قد تكون الورقة التي تسقطه!

مغامرات نتنياهو.. قد تكون الورقة التي تسقطه!

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٨ أغسطس ٢٠١٩

في الانتخابات التشريعية الاخيرة في كيان الاحتلال الاسرائيلي، استفاد بنيامين نتنياهو وحزب الليكود بالمقام الاول من المساعدات والهدايا الاميركية لتامين الاغلبية التي لم تكن كافية في الكنيست، من قبيل اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بسيادة كيان الاحتلال على الجولان المحتل.
 
لكن مع اقتراب الانتخابات المبكرة التي يمكن القول انها الاكثر مصيرية لحياة نتنياهو السياسية، تحتل ورقة الامن المرتبة الاولى من حيث الاهمية بالنسبة لرئيس وزراء الاحتلال.
 
فمنذ اشهر قليلة يلعب نتنياهو الورقة الامنية بشكل يمكن القول انه محدد رغم انه مكشوف ومفضوح الدوافع التي ترتبط مباشرة وبشكل حصري بالدعاية الانتخابية. غير ان الجديد هو توسيع نتنياهو رقعة ونطاق تاثير الورقة الامنية التي يلعبها من سوريا الى العراق ومؤخرا لبنان.
 
ففي العراق ومع عدم اعتراف كيان الاحتلال الاسرائيلي رسميا بوقوفه وراء الهجمات التي استهدفت مواقع للحشد الشعبي بطائرات مسيرة مفخخة، الا ان التوجه الاعلامي في كيان الاحتلال والتقبل الرسمي ضمنا للاتهامات التي طالت حكومة نتنياهو بتنفيذ هذه الهجمات يؤكدان تورطها. ولا يجب هنا اغفال حقيقة ان الولايات المتحدة على علم مسبق وربما متورطة في تغطية الهجمات على مواقع الحشد الشعبي والتي تخدم الورقة الامنية التي يلعبها نتنياهو لكسب السباق الانتخابي في ايلول المقبل.
 
في سوريا يمارس نتنياهو لعبته المفضلة في استهداف مواقع يزعم انها لايران ويروج الى انه يحمي مستوطنيه من خطر ايراني مزعوم يقترب من حدود فلسطين المحتلة. واخر هذه المزاعم الغارة الاسرائيلية على منزل قرب العاصمة السورية دمشق وادعاء الاحتلال انها استهدفت ايرانيين بينما الحقيقة انها استهدفت مقاومين لبنانيين اثنين.
 
اما في لبنان فان النقطة الاكثر اهمية كانت في استهداف المكتب الاعلامي لحزب الله في الضاحية الجنوبية بطائرتين مسيرتين. وهنا لا بد من الحديث عن دور هذا الحدث فيما يتعلق بمغامرات نتنياهو الامنية..
 
اولا.. يعكس هذا الاعتداء الوضع الصعب الذي يعيشه نتنياهو قبل اسابيع قليلة من الانتخابات، والذي دفعه الى خيار يعرف تبعاته جيدا ويخشى حدوثها. فاستهداف قلب الضاحية الجنوبية عمل عدواني واعلان حرب كما اكدت الرئاسة اللبنانية الاولى، ويؤسس لمسار خطر في لبنان كما اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وربما لم يكن نتنياهو يرغب في ايصال الامور الى هذا المستوى بل كان يريد فقط تحقيق انجاز امني وهمي يعطيه املا في الانتخابات.
 
ثانيا.. العدوان على الضاحية لا ينفصل عن العدوان قرب العاصمة السورية دمشق، والخطأ الثاني الذي ارتكبه نتنياهو هو انه استهدف حزب الله ايضا وليس اشخاصا ايرانيين. وهذا وضعه في دائرة خطرة مع تأكيد السيد نصر الله ان المقاومة سترد ومن داخل لبنان هذه المرة.
 
واذا ما نظرنا لدائرة النار التي اشعلها نتنياهو حول كيان الاحتلال من العراق الى سوريا الى لبنان اضافة الى النار الفلسطينية المشتعلة اصلا والجاهزة للانفجار اكثر في اي لحظة. كل ذلك قد لا يكون نتنياهو يرغب في الوصول اليه، لكنه وتحت ضغط الانتخابات التي تمثل مفترق طرق بالنسبة له بحيث ستودي به اما الى رئاسة حكومة جديدة او الى السجن، لم يبق امام نتنياهو الا خيار التصعيد الامني، لكن وبعد ضرب قواعد اللعبة مع لبنان وحزب الله خصوصا، من الواضح انه بات عليه التفكير في الخروج من مأزق الرد الذي توعد به السيد نصر الله والذي من الممكن ان يضع كيان الاحتلال امام سيناريو اكبر مما يريد نتنياهو ومعه ترامب ويجرهما الى مواجهة قد تتسع مساحتها وهو ما يخشاه نتنياهو قبل الانتخابات بحيث انها ومن المؤكد ستطيح به وهو الذي يعتبر نفسه اللاعب الامهر بورقة الامن غير انه هذه المرة سيغرق في بركة الدم التي تعود ايجادها للوصول الى رئاسة حكومة الاحتلال.