“سباق التسلّح” يتجدّد.. و”الحرب التجارية” تستعر

“سباق التسلّح” يتجدّد.. و”الحرب التجارية” تستعر

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٥ أغسطس ٢٠١٩

في خطوة تؤشر إلى مسار تصعيدي تصاعدي على خط التوتر بين واشنطن وموسكو، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجيش، بتحضير “ردّ مماثل” لم يفصح عن تفاصيله، عقب قيام الولايات المتّحدة هذا الأسبوع بتجربة صاروخيّة كانت تحظرها معاهدة الحد من الأسلحة النوويّة المتوسّطة المدى، ما يفتح الباب أمام سباق تسلّح مبطّن قد يشعل أزمات عالميّة تتسبّب بتداعيات كارثيّة. أما على خط التوتر التجاري العالي بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والصين، فتسارعت الأحداث خلال الساعات الأخيرة لتؤجج نيران الحرب التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم.
 
إذاً في المشهد الروسي – الأميركي، برز أمس كلام بوتين عن إيعازه بإجراء “تحليل لمستوى التهديد على بلادنا الذي تسبّبت به أفعال الولايات المتّحدة، واتخاذ التدابير الشاملة للتحضير لردّ مماثل”. ورأى في اجتماع حكومي أنّ “تجربة الأحد تؤكّد شكوكاً سابقة بأنّ واشنطن كانت تُخطّط لنشر أسلحة محظورة في أوروبا”. وتابع: “نوايا واشنطن الحقيقيّة هي نشر أسلحة كانت محظورة سابقاً في مناطق مختلفة من العالم”، محذّراً من أن نشرها في أوروبا وآسيا “يمسّ بمصالحنا الأساسيّة، نظراً لأنّ هذه المناطق قريبة من الحدود الروسيّة”. وأردف مؤكداً في الوقت ذاته أن روسيا “لن تنجر إلى سباق تسلّح مكلف ومدمّر لاقتصادنا، بل سيكون عليها ضمان سلامة شعبنا وبلدنا”، لافتاً إلى أن موسكو “لا تزال منفتحة على الحوار المتكافئ والبنّاء مع واشنطن، لبحث الأمن العالمي”. وانسحبت واشنطن وموسكو من معاهدة الحد من الأسلحة النوويّة المتوسّطة المدى في وقت سابق هذا الشهر، بعد أشهر من تبادل اتهامات بينهما بخرق بنودها.
تزامناً، وفي خضمّ الحرب التجاريّة بين أقوى اقتصادَيْن في العالم، أعلنت الصين أنّها ستفرض رسوماً جمركيّة على واردات أميركيّة بقيمة 75 مليار دولار اعتباراً من الأوّل من أيلول و15 كانون الأوّل، ردّاً على خطط واشنطن زيادة الرسوم في إطار النزاع التجاري الحاد بينهما. وستتراوح نسبة الرسوم الجديدة بين 5 و10 في المئة على 5078 سلعة تستوردها الصين من الولايات المتّحدة، بحسب مكتب الرسوم الجمركيّة التابع لمجلس الدولة الصيني. كما أعلنت بكين أيضاً أنّها ستفرض رسوماً بقيمة 25 في المئة على السيّارات الأميركيّة و5 في المئة على قطع غيار السيّارات اعتباراً من 15 كانون الأوّل.
في المقابل، وإذ وعد الرئيس الأميركي بالردّ خلال الساعات المقبلة على الرسوم الجمركيّة الجديدة التي فرضتها بكين، إستهل الإجراءات الأميركية المرتقبة بأمر الشركات الأميركيّة بايجاد بديل عن الإنتاج في الصين فوراً، وإحضار مصانعها إلى الوطن لصنع منتجاتها في الولايات المتّحدة. وكتب في سلسلة من التغريدات الصارمة: “لسنا بحاجة إلى الصين، وبصراحة، سنكون في وضع أفضل من دونهم”، مشيراً إلى “المبالغ الضخمة من الأموال التي سرقتها الصين من الولايات المتّحدة”، وجدّد تصميمه على وضع حدّ لها. كذلك تساءل ما إذا كان رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول “عدوّاً أسوأ” من الرئيس الصيني شي جينبينغ. وقال: “كالمعتاد، الاحتياطي الفيدرالي لم يفعل شيئاً”، وجاء ذلك بعد كلمة لباول أوضح فيها أن البنك المركزي ليس لديه سوى أدوات محدودة لمواجهة الحرب التجاريّة، ما أثار غضب ترامب الذي كان قد فرض رسوماً على ما قيمته 250 مليار دولار من السلع الصينيّة، ويعتزم فرض مزيد من الرسوم على ما قيمته 300 مليار دولار من السلع المستوردة، من المرتقب البدء بتطبيقها على مرحلتَيْن في الأوّل من أيلول و15 كانون الأوّل.