نتنياهو والبحث عن أوراق للفوز في الانتخابات

نتنياهو والبحث عن أوراق للفوز في الانتخابات

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٣ أغسطس ٢٠١٩

 لم يتوقف رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو عن محاولاته "المستميتة" بحثا عن اوراق جديدة تدفع به مرة جديدة الى رأس السلطة، ومنذ الاعلان عن حل الكنيست الاسرائيلية والذهاب الى انتخابات مبكرة اتخذ نتنياهو خطوات وقرارات لعله ينجح في هزيمة منافسيه، من بينها مراسيم بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية واقتحام الاقصى وتشديد عمليات القمع ضد الفلسطينيين، وزيارات قام بها الى دول عديدة واتصالات مع عواصم عربية واقناع بعضها للترحيب به ضيفا، أو استقبال قيادات منها في اسرائيل في اطار السعي المتواصل لحمل هذه العواصم على اشهار علاقاتها وفك طوق السرية عنها.
لكن، هذه الاوراق، يرى فيها نتنياهو غير كافية، فقد يقدم على عمل عسكري محدود، بنتائج جيدة على جبهة من الجبهات شريطة التمكن من عدم تحولها الى حرب، لا يضمن طرف امتدادها وتداعياتها، صحيح أن رئيس وزراء اسرائيل يقف وراء قصف مواقع للحشد الشعبي في العراق لكن هذا التطور غير كاف وورقة غير مضمونة، وبالتالي، يرى المراقبون أن نتنياهو قد يشن اعتداءات واسعة على اهداف سورية تمس بهيبة الدولة تحت ادعاء أن هذه الاهداف تحت السيطرة الايرانية، فهو غير قادر ومتردد في شن عدوان على ايران، لذلك قد يلجأ الى محاربة طهران فوق الارض السورية أو الارض اللبنانية حيث الحلفاء لايران.
ويقول المراقبون أن ساحة قطاع غزة في دائرة أهداف نتنياهو اما توجيه ضربات جوية مكثفة، أو اللجوء الى الاغتيالات وتدمير البنى التحتية، وربما اقتطاع مساحات على الحدود وتمركز الجيش فيها، ويدفع بالوسطاء لمنع رد فعل المقاومة على الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية.
مصادر أفادت بأن رئيس وزراء اسرائيل يترقب وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تل أبيب، ولهذه الزيارة مغزى انتخابيا يرى فيها نتنياهو احدى الاوراق المطلوبة لاستخدامها في المنافسة على الحكم مع الاحزاب الاخرى.
لكن، الخطوة التي قد يقدم عليها نتنياهو عشية الانتخابات هي ضم اجزاء من الضفة الغربية مع اصدار قرارات استيطانية جديدة تأكيدا لتمسكه بالمستوطنات وعدم اخلائها في مقدمتها بدء العمل في اغلاق الجهة الشرقية لمدينة القدس من خلال تنفيذ المشروع الاستيطاني E1.
وتفيد مصادر دبلوماسية بوجود اتصالات مكثفة بين نتنياهو وطاقم مستشاريه في مقدمتهم رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين مع عواصم عربية، قد يترتب عليها قيام نتنياهو بزيارة احدى هذه العواصم، واستضافته لمسؤول عربي كبير علانية في اسرائيل لتنفذ قبل ايام قليلة من موعد الانتخابات، مما يجعله يستغني عن فكرة توجيه ضربة عسكرية على جبهات سوريا ولبنان وغزة، أو على الاقل واحدة منها، فمثل هذه الضربة قد تخرج الامور عن السيطرة وعندها، فان هزيمته تكون مؤكدة بفعل ما قد يمنى به جيشه من خسائر بشرية، ولا تستبعد المصادر قيام الرئيس الامريكي بخطوة جديدة على حساب الفلسطينيين دعما لحليفه نتنياهو.