تصاعد العمليات على حدود غزة: المقاومة تبارك والعدو يجدّد تهديداته

تصاعد العمليات على حدود غزة: المقاومة تبارك والعدو يجدّد تهديداته

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٩ أغسطس ٢٠١٩

تصاعد العمليات على حدود غزة: المقاومة تبارك والعدو يجدّد تهديداته

لا تتبنى فصائل المقاومة، علناً، العمليات المتزايدة على حدود قطاع غزة، لكنها تشدّد على اعتبارها إياها عملاً مشروعاً، في ظلّ تصاعد الإجرام الإسرائيلي في الضفة والقدس وغزة على السواء. موقفٌ ترى فيه أوساط العدو إشارة إلى أن المقاومة تتخذ من عمليات التسلل «الفردية» وسيلة لاستنزاف إسرائيل والضغط عليها
 مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، تشتدّ وتيرة الضغط الفلسطيني، من قطاع غزة خصوصاً، على العدو الإسرائيلي. إذ شهدت الأيام القليلة الماضية تزايداً في عدد عمليات التسلل والعمليات المسلحة ضد جنود العدو على حدود القطاع، في نهج جديد أُعطي طابعاً فردياً، على الرغم من أن المنفذين ينتمون إلى فصائل المقاومة. ويتوازى هذا الضغط الميداني مع عودة سياسة «تنقيط الصواريخ» على مستوطنات غلاف غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهة جديدة «مدروسة» بين المقاومة والاحتلال.
وشيّع الفلسطينيون، صباح أمس، ثلاثة شهداء انتشلتهم الطواقم الطبية بعد استهداف طائرات جيش الاحتلال لهم في المنطقة الحدودية شمال قطاع غزة، وهم محمود عادل الولايدة (24 عاماً)، محمد فريد أبو ناموس (27 عاماً)، ومحمد سمير الترامسي (26 عاماً). وكان الشبان الثلاثة، الذين علمت «الأخبار»، أنهم ينتمون إلى ثلاث فصائل فلسطينية، هي: «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«فتح»، حاولوا، ليل السبت ـــ الأحد، التسلّل إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وتنفيذ عملية فردية ضد قوات العدو. وتزامنت محاولة الاقتحام هذه مع إطلاق عدة صواريخ من قطاع غزة باتجاه مستوطنة سيديروت. وبحسب موقع «واللا» العبري، فإن جيش الاحتلال «لم يردّ على إطلاق الصواريخ، مكتفياً بقتل المتسلّلين».
ونعت حركة «الجهاد الإسلامي» الشهداء، ووصفتهم بـ«الشباب الغاضب»، وحمّلت «الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة» عمّا حدث، فيما استنكرت حركة «حماس» جريمة الاحتلال بحق «الشباب الثائر» واستخدامه القوة المفرطة بحقهم، محذرة من أن حالة الغضب والضغط التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني ستنفجر في وجه العدو، ما لم يرفع الحصار عن قطاع غزة، ويوقف جرائمه وإرهابه المنظم واقتحامه المتكرر للمسجد الأقصى. وأشار رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، بدوره، خلال لقائه عائلات دير البلح وسط قطاع غزة، إلى أن «أمامنا في هذه المرحلة عدة مهمات، أولاها مراكمة القوة وتعزيز استراتيجية المقاومة، والتصدي لمخططات العدو في القدس». وأكد «(أننا) لن نتراجع عن المقاومة بأي حال من الأحوال، وكرامتنا في مقاومتنا، وسلاحنا هو عنواننا، لن نلقي السلاح ولن نتخلى عن المقاومة»، مشدداً على عدم السماح «بأي حال من الأحوال بأن تُمرَّر المخططات والمؤامرات على قدسنا، لا في بعدها السياسي ولا في بعدها الديني».
في المقابل، كرّر رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، تهديده بعملية واسعة في قطاع غزة، قائلاً: «إذا لزم الأمر، فسنبدأ حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة بغضّ النظر عن الانتخابات»، مضيفاً: «لقد سمعت تصريحات أنني أتجنب القيام بعمل عسكري واسع في غزة بسبب اعتبارات الانتخابات، هذا غير صحيح، أي شخص يعرفني يعرف اعتباراتي». من جهتها، اتهمت أوساط إسرائيلية قائد حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار، بمحاولة «الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة». وفي هذا الإطار، رأى المحلل العسكري في قناة «كان» العبرية، غال برجر، أن «السنوار أوجد طريقاً جديدة في حرب الاستنزاف مع إسرائيل، وهي حالات التسلل»، فيما ذهب المحلل العسكري في موقع «واللا» العبري، أمير بخبوط، إلى اعتبار أن إيران مسؤولة عمّا يجري على حدود القطاع؛ إذ «منذ تزايدت اللقاءات بين الإيرانيين وقادة حماس، ازداد العنف من قطاع غزة بوضوح». ونبّه إلى أن الفترة المقبلة «خطيرة جداً، إذ بإمكان الفصائل أن تفاجئ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ هجمات متزامنة في عدة أماكن، أو بالخروج من فتحة نفق، أو إطلاق رشقات قذائف صاروخية، أو تفعيل طائرات مسيّرة، أو التسلّل من البحر»، متابعاً بأن «بإمكان حماس التنكّر للمسؤولية دائماً، بادعاء أن المنفذين قوة منشقة، وما دام لا يوجد قتلى في الجانب الإسرائيلي، فإن الحركة تعلم أن المستوى السياسي في إسرائيل لن يسارع إلى الرد بقوة».