قطر تنافق مجدداً حول الأقصى

قطر تنافق مجدداً حول الأقصى

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٨ أغسطس ٢٠١٩

 لا يوفر النظام القطري فرصةً لإظهار نفسه على أنه الحريص على القضية الفلسطينية رغم أن سياساته ومواقفه وتاريخه يناقض ذلك.
وفي آخر المسرحيات الأخوانية التي يتقنها نظام الدوحة، دانت قطر بشدة تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي  غلعاد إردان، حول تغيير الوضع القائم في القدس حتى يتمكن اليهود من أداء الصلاة في الحرم القدسي ، حيث قالت الإمارة في بيان لوزارة خارجتيها أنها ترى في تصريحات المسؤول الإسرائيلي محاولة يائسة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في المسجد الأقصى، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وامتدادا للاستفزازات الإسرائيلية المتكررة لمشاعر المسلمين حول العالم، مشددةً على  ضرورة التحرك بشكل عاجل لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأقصى .
الغريب في الأمر هو أن النظام القطري كان من أوائل المطبعين مع الكيان الإسرائيلي فقد افتتُح مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية في قطر منذ تسعينيات القرن الماضي، كذلك فإن الدوحة لا تزال حتى كتابة هذه السطور تتعاون وتنسق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بقطاع غزة والمساعدات والأموال التي ترسلها لاهالي القطاع وحماس.
وقبل ذلك الزيارات التي قام ويقوم بها مسؤولون قطريون للأراضي المحتلة ولقائهم بمسؤولين إسرائيليين، ما يعني بأن الدوحة التي تزعم أنها حريصة على الأقصى تعترف بالكيان الإسرائيلي كدولة، وهذا يكفي لتكذيب بيانها المدعي الحرص على الأقصى.
ماذا فعلت قطر ضد إسرائيل؟ وماذا قدمت لمقاومة الشعب الفلسطيني؟ ألم يكن الشيخ حمد بن جاسم هو الذي دأب على المطالبة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وترجمه على الفور باتفاقية وقعت في 31 تشرين 1995، بموجبها نُقل الغاز القطري إلى إسرائيل؟ ألم تعد الشركات الإسرائيلية برامج سياحية خاصة ومتنوعة للمواطن القطري ووضعته على الخريطة السياحية الإسرائيلية حتى بدا المواطنون القطريون يترددون إلى الأراضي المحتلة ومستوطنات إسرائيل؟.
ألم تقدم قطر إلى غزة  أكثر من 1.1 مليار دولار بين سنتي 2012 و2018 بموافقة الحكومة الإسرائيلية؟ كل عملية إرسال أموال وكل صفقة تجارية تتعلق بالقطاع هي بموافقة إسرائيل وتسهيل سلطاتها لذلك؟  أفلا يُعتبر ذلك أيضاً تعاوناً وتنسيقاً بين الدوحة وتل أبيب؟