ماذا يجري في قاعدة "سلطان بن عبد العزيز" الجوية؟

ماذا يجري في قاعدة "سلطان بن عبد العزيز" الجوية؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٧ يوليو ٢٠١٩

مع ارتفاع التوتر مع إيران، تشهد قاعدة "سلطان بن عبد العزيز" الجوية الواقعة على بُعد 80 كيلومتراً جنوبي الرياض بالسعودية نشاطاً متواصلاً لإعادة تأهيلها ونقل قوات عسكرية إليها، وتشمل عملية التأهيل إنشاء طرقات داخلية وتحديث المباني السكنية وبناء منشأة طبية.
 
طوال خمسة عشر عاماً، كانت قاعدة "سلطان بن عبد العزيز" الجوية في السعودية شبه مهجورة من القوات الأميركية وتشغلها قوات سعودية.
 
القاعدة الضخمة، التي استخدمتها القوات الأميركية في جميع حروب الشرق الأوسط منذ البدء بأعمال التوسيع فيها في تشرين الأول/ أكتوبر من العام تسعين، تعود للحياة مجدداً وسط حركة عسكرية لافتة تستغل مساحة شاسعة في الصحراء تمتد بطول 40 كيلومتراً وعرض 64 كيلومتراً، وتتسع في أوقات الذروة، قبل عمليات التطوير، لخمسة ألاف جندي و 200 طائرة عسكرية.
 
أكثر من 2700 مهمة عسكرية انطلقت من هذه القاعدة خلال حرب الخليج الأولى.
مع ارتفاع التوتر مع إيران، تشهد القاعدة الواقعة على بُعد 80 كيلومتراً جنوبي الرياض نشاطاً متواصلاً لإعادة تأهيلها ونقل قوات عسكرية إليها.
 
وتشمل عملية التأهيل إنشاء طرقات داخلية وتحديث المباني السكنية وبناء منشأة طبية.
 
حتى مطلع العام 2019، كان الجيش السعودي ينشر القوات التالية في القاعدة التي وصفها يوماً مراسل "سي أن أن" مطلع العام ألفين بأنها"قطعة من الولايات المتحدة" نظراً لتوافر كل ما يمكن أن يخطر على بال جندي أميركي فيها من متاجر ومنشآت وخدمات:
 
- السرب 18 من سلاح الجو الملكي الذي يضم أيضاً طائرة الإستطلاع والإنذار المبكر المتطورة "بوينغ إي 3 سنتري".
 
- السرب 19 من سلاح الجو الملكي مع طائرتين لجمع المعلومات الإستخبارية من طراز "بيتش 350" و "بوينغ أر إي 3 أ".
 
- السرب 23 من سلاح الجو الملكي مع طائرة مخصصة لتزويد الطائرات الحربية بالوقود من طراز "بوينغ كي 3 أ".
 
- السرب 24 من سلاح الجو الملكي مدعوماً بطائرتي "إيرباص إي 330" عملاقتين لنقل القوات.
 
- السرب 32 من سلاح الجو الملكي مع طائرة نقل عسكرية عملاقة من طراز "لوكهيد 130 أتش هيركوليس".
 
في الأسابيع الأخيرة، انتقل 25 خبيرا أميركيا، معظمهم من المهندسين، إلى القاعدة للإشراف على اجراءات الحماية والمصادقة على عمليات التأهيل المطلوبة، قبل استقدام تعزيزات عسكرية أميركية مباشرة إليها.
 
في منتصف شهر حزيران/ يونيو الجاري، بدأت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي بنقل مجموعات من منظومات دفاع جوي إلى القاعدة.
اليوم نشرت صفحة تابعة لسلاح الجو الأميركي فيديو لوصول منظومات عسكرية إلى القاعدة، لكنها سرعان ما عادت وحذفت الفيديو.
 
وبحسب المُعلن في بيانات الجيش الأميركي، فإن منظومات من "باتريوت" كانت يجب أن تصل إلى القاعدة في النصف الثاني من الشهر الجاري.
 
موقع القاعدة محجوب على خدمات التصوير الجوية، ولكن مشاهدات أحد المراسلين الأميركيين تصف ما يُعتقد أنه منظومات من الجيل الثالث من "باتريوت"، وهي الأحدث في سلاح الدفاع الجوي الأميركي.
 
تاريخياً، شغلت طائرات "أف 15" و"أف 16" القدرة العملانية للقاعدة، لكن اللافت أن الجيش الأميركي بصدد نقل سرب من طائرات "أف إي 22 رابتور" إليها.
 
ِولِفهم دلالة هذه الخطوة، لا بدّ من شرح قدرات هذه الطائرة التكتيكية التي تُعدّ من الجيل الخامس وقد تمّ تصميمها لمواجهة أفضل الطائرات الحربية.
ترفض الولايات المتحدة بيع هذه الطائرة لأي دولة ثانية بذريعة "الحفاظ على الأسرار التكنولوجية". وتتمتع هذه المقاتلة بقدرة عالية على المناورة الجوية، وهي مزودة بتقنيات للتخفي والحرب الإلكترونية، وتعتبرها القوات الجوية الأميركية سلاح حسم في المعارك الهامة، علماً أن تكلفة الطائرة الواحدة منها تناهز النصف مليار دولار. وبالتالي فإننا لا نتحدث هنا عن طائرة مخصصة لحرب كحرب اليمن، بل ما هو أهم من ذلك بالتأكيد، علماً أن الكونغرس الأميركي قد أوقف في مرحلة معينة إنتاج الطائرة المكلفة عند عدد 170 طائرة، كون مميزاتها "تفوق المطلوب" في عصر الحروب الصغيرة "ضد الإرهاب".
هناك الكثير ليُحكى بعد عن النشاط الأميركي المُكلف في القاعدة المذكورة، بما يطرح علامة استفهام حقيقية حول التقديرات التي تستبعد التدحرج نحو حرب لا يريدها أحد، ولكنهم يتحضرون لها.