“عيون إيران في السماء”… تطوّر يطلق جرس الإنذار ويثير القلق في أميركا

“عيون إيران في السماء”… تطوّر يطلق جرس الإنذار ويثير القلق في أميركا

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٩ يوليو ٢٠١٩

يقول مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تعتقد أن فصائل مسلحة في العراق على صلة بإيران زادت في الفترة الأخيرة مراقبتها للقوات والقواعد الأميركية في البلاد باستخدام طائرات مسيرة متاحة تجاريًا.
 
يأتي الكشف عن ذلك في وقت تصاعدت فيه التوترات مع إيران، ويلقي الضوء على الطرق العديدة التي تعتمد بها طهران والقوات التي تدعمها على الطائرات المسيرة في أماكن مثل اليمن وسوريا ومضيق هرمز والعراق، وفقا لوكالة “رويترز”.
 
قال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة “رويترز” إنه إلى جانب مهام الاستطلاع، يمكن للطائرات المسيرة الإيرانية أن تسقط ذخيرة أو حتى أن تنفذ “طلعة انتحارية حيث يتم تزويدها بالمتفجرات وتوجيهها إلى هدف ما”.
 
وفي الشهر الماضي اقتربت إيران من الدخول في حرب مع الولايات المتحدة بعد أن اسقطت الجمهورية الإسلامية طائرة مسيرة أميركية بصاروخ أرض جو، في خطوة كادت تدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشن ضربة انتقامية.
 
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 في العام الماضي وأعاد فرض عقوبات تهدف إلى وقف صادرات إيران النفطية والضغط عليها للتفاوض على برنامجها للصواريخ الباليستية وسياساتها في المنطقة.
 
ويقدر المسؤول الأميركي الأول أن إيران تسير حاليا طائرتين دون طيار أو ثلاث فوق مياه الخليج يوميا، مما يجعلها جزءا أساسيا في جهود إيران لمراقبة مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية.
 
واتهمت الولايات المتحدة والسعودية إيران بتنفيذ هجمات على ست ناقلات نفط قرب المضيق في الشهرين الماضيين، وتنفي طهران ذلك.
 
ورفض المسؤولون الأميركيون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم تحديد نطاق زيادة المراقبة قرب القوات الأميركية في العراق أو تحديد الفصائل المسلحة التي تقوم بها.
 
وقال المسؤول الأول “رصدنا زيادة في أنشطة الطائرات المسيرة في العراق قرب قواعدنا ومنشآتنا”. وأضاف “بالتأكيد الطائرات المسيرة التي رأيناها تجارية وتباع بشكل عادي. لذلك من الواضح أنه نشاط يمكن إنكاره للطائرات المسيرة في العراق”.
 
وقال مسؤول ثان إن الزيادة الأخيرة في عمليات المراقبة أمر مقلق، لكنه أقر بأن الفصائل المرتبطة بإيران في العراق لديها تاريخ من مراقبة الأمريكيين.
 
وذكرت “رويترز” في وقت سابق أن الولايات المتحدة أرسلت تحذيرات بشكل غير مباشر لإيران، قائلة إنها ستعتبر أي هجوم ينفذه وكلاء طهران من المنظمات الموجودة في العراق على قوات أمريكية، هجوما من إيران نفسها.
 
ولم تفلح محاولات للوصول إلى وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية والحرس الثوري، وهما الجهتان الأكثر ارتباطا بالفصائل المسلحة في العراق، للحصول على تعليق.
 
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان على علم بأنشطة الفصائل إنها تلقت تدريبا على استخدام الطائرات المسيرة على يد أعضاء في الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” اللبناني المدعومة من طهران.
 
ما مدى تطور الطائرات المسيرة الإيرانية؟
 
تباهت إيران في مارس/ آذار بتدريب عسكري معقد شاركت فيه 50 طائرة مسيرة. وفي مقطع فيديو تم إعداده ببراعة وبثه التلفزيون الرسمي، حلقت أمواج من الطائرات المسيرة سريعا في السماء الزرقاء الصافية وقصفت مباني على جزيرة في الخليج.
 
كان الهدف من هذا الاستعراض للقوة إلقاء الضوء على برنامج الطائرات المسيرة المطورة محليا في إيران، وهو برنامج كانت تعمل عليه لعدة سنوات.
 
يقول مسؤولو أمن حاليون وسابقون ومحللون إن إيران أمدت حلفاءها في المنطقة بالطائرات المسيرة والخبرة الفنية.
 
وقال مسؤول في التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل في اليمن، إن الحرس الثوري وحزب الله يقدمان المشورة للحوثيين فيما يتعلق باستخدام الطائرات المسيرة وغيرها من الخبرات الفنية عند الحاجة.
 
وتنفي إيران أن يكون لها أي دور في الصراع في اليمن.
 
ويقول خبراء في الأمم المتحدة إن الحوثيين يمتلكون حاليا طائرات مسيرة قادرة على إسقاط قنابل أكبر على مسافات أبعد وبدقة أشد من ذي قبل. وفي مايو/ أيار، أصابت طائرات مسيرة محطتين لضخ النفط على بعد مئات الكيلومترات داخل الأراضي السعودية.
 
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان مطلعان على أنشطة الفصائل العراقية المسلحة إنها أصبحت الآن تمتلك الخبرة الكافية لتعديل الطائرات المسيرة لاستخدامها في الهجمات.