صيف الحرب أم صيف التفاوض.. إيران تفكر في الهجوم!

صيف الحرب أم صيف التفاوض.. إيران تفكر في الهجوم!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣٠ يونيو ٢٠١٩

محمد علوش
تتعدد الآراء حول مصير الصيف الحالي الذي تعيشه المنطقة، من ​إيران​ الى ​العراق​ الى ​سوريا​ و​فلسطين​ و​لبنان​، منطقة مترابطة المسار والمصير، فلم يعد ممكنا الشكّ حول موقع لبنان بهذه المسألة، اذ ان الجلوس في مدرجات المتفرجين أصبح وهما، فالتوطين قد يُفرض، وكذلك الحرب، فهل تشتعل، أم تُفتح غرف التفاوض؟.
لنتجه نحو إيران، فهناك أصل ما يجري وقد يحصل في كل المنطقة. تمضي طهران في طريقها الوعر لمقاومة الضغوطات الأميركية المستمرة منذ أكثر من سنة، مقاومة استراتيجية تعتمدها للضغط على الأوروبيين للالتزام بوعودهم التي ترافقت مع خروج الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ من ​الاتفاق النووي​، عبر البدء باسقاط عواميد الاتفاق واحداً تلو الآخر.
اليوم، تستمر القيادة الإيرانية بالمكابرة “لا حرب ولا تفاوض”، معادلة يكررها المرشد الأعلى للثورة السيد علي خامنئي، دون التعليق مباشرة على العقوبات التي فرضت عليه شخصياً، ولكن رغم ذلك وبحسب مصادر مطلعة، فإن ألم العقوبات بدأ يشتد على طهران، ما يشير إلى اقتراب خيار مقاومة العقوبات بكل الطرق مهما كانت.
وتضيف المصادر عبر “النشرة”: “أولى الخطوات التي تبعت إسقاط الطائرة الأميركية قرب جبل مبارك في ​مضيق هرمز​، هو البدء بالتلويح بتخفيض الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني، لوضع الأوروبيين أمام خيارين: مصالحكم مع أميركا أم الاتفاق النووي. هذا التلويح لا يقتصر على الخطاب المحكيّ، فبالأمس بدأت منظمة الطاقة الذرّية في ايران بالاعلان عن البدء برفع معدّل التخصيب لليورانيوم إضافة للإعلان عن ارتفاع كميّة اليورانيوم المنخفض التخصيب بمعدلات تفوق ما تم الاتفاق عليه في الاتفاق النووي”.
إضافة لذلك، تؤكّد كل المعلومات أنّ تاريخ السابع من تموز سيكون تاريخ الإعلان عن رفع معدل التخصيب في كل المعامل الإيرانيّة، الى جانب إعادة تشغيل معمل آراك للمياه الثقيلة على عكس ما كان متفق عليه.
تشير المصادر الى أن التوتر الإيراني-الأميركي يزداد تأزما دون آفاق حلول واضحة على ما يبدو، ومع دخول موسكو على خط التهدئة، لا تزال القيادة الإيرانية متمسكة بالتصعيد. فوفق المصادر، فإن “القيادة في روسيا عرضت على الإيرانيين أن يتم بيع النفط الايراني من قبلهم بطريقة ما للحصول على المزيد من الأموال لتخفيف وطأة العقوبات، الا أن الجواب الإيراني كان واضحاً بأنهم لا يتسوّلون اموال النفط لانها من حقهم وليست منّة من احد”.
كما تشير المصادر إلى أن “روسيا، بعد التخاذل الأوروبي بحق طهران، أرسلت برسائل إلى الأوروبيين اتهمتهم فيها بالتخاذل والتحرك بشكل منظم للخروج من الاتفاق النووي واتهام ايران وتحميلها تبعات ذلك”.
إن كل هذه المستجدات تؤكد ان ايران ستتجه الى التصعيد أكثر فأكثر، دون ان يعني ذلك الوصول الى الحرب العسكرية الواسعة، فهي أثبتت مؤخرا انها لا تريد الحرب، ولكنها بالطبع لا تريد الزوال أيضاً. من هنا، تلفت المصادر النظر إلى أن “القيادة الإيرانية وصلت إلى المراحل الأخيرة من القدرة على الصمود وهي باتت بحاجة ماسة إلى فكّ الحصار مهما كان الثمن ولو كانت الحرب هي الخيار على قاعدة اشتدّي يا أزمة لتنفرجي”، كاشفة عن “وجود تحرّكات عسكرية تحصل في العراق بشكل متواصل دون الإعلان عنها، وذلك عبر المجموعات المسلحة الحليفة لإيران هناك، وذلك باستهداف بعض المراكز الأميركية الحساسة فيه كضغط متزايد على واشنطن”.
إن هذه المعطيات تؤثّر على لبنان بشكل مباشر، فاشتداد الازمة الايرانيّة-الاميركيّة وتزامنها مع بدء التسويق ل​صفقة القرن​، تجعل من مصير المنطقة مترابطا، ولعل أمين عام ​حزب الله​ ​السيد حسن نصر الله​ هو أول من أشار الى ان المنطقة أصبحت ساحة واحدة، وأي تصعيد ايراني سيكون لحزب الله دور فيه.
النشرة