سباق خلافة ماي: جونسون في الطليعة

سباق خلافة ماي: جونسون في الطليعة

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢١ يونيو ٢٠١٩

بعد أكثر من أسبوع على انطلاق الحملات الانتخابية، التي شهدت مُشاحنات واسعة، بين المرشحين من حزب «المحافظين» الحاكم لوراثة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في قيادة الحزب ورئاسة الحكومة، وضعت نتيجة الجولة الحاسمة من التصويت وزير الخارجية السابق، بوريس جونسون، في الطليعة، ليحلّ خَلَفه الحالي في الوزارة، جيريمي هانت، في المركز الثاني، فيما حلّ وزير البيئة، مايكل غوف، ثالثاً، وبعده وزير الداخلية، ساجد جاويد، في المركز الرابع. هذه النتيجة ستترك المعركة الأخيرة محصورة بين جونسون وهانت، الذي اختاره مشرّعو «المحافظين» كخيار ثان. وسيتنافس الرجلان على أصوات حوالي 160 ألف عضو في الحزب، الذي سيختار الشهر المقبل خليفة لماي. وكان جونسون، المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، بأيّ ثمن قد تصدّر الجولات الثلاث من تصويت النواب «المحافظين»، والتي كان آخرها الأربعاء الماضي، بعد حصوله على 143 صوتاً من أصل 313، فيما حصل هانت على 77 صوتاً.
يبقى جونسو، الذي يصّر على عدم تأجيل موعد انسحاب بلاده من الاتحاد بعدما سبق وأن أجلته ماي مرتين، صاحب الحظ الأوفر في هذا السِباق، بمعزل عن انتقاد نظراءه لـ«زلّاته» المتكررة وخطابه الذي يتّسم بلغة شعبوية. وعلى رغم أنه لا يحظى بأغلبية برلمانية، ولم يقدم أي إنجازات، إلا أن نواباً وناشطين من حزب «المحافظين» يعتقدون أن جونسون قادر سياسياً على التغلب على زعيم حزب «العُمّال» جيرمي كوربن، وزعيم حزب «بريكست» نايجل فراج. وإذا جرت انتخابات عامة، سيواجه جونسون هذين الحزبين، وهما المعارضان الرئيسان للمحافظين. وخلال الأسابيع المقبلة، سيجول المرشحان النهائيان في جميع أنحاء البلاد لعرض برنامجيهما لأعضاء الحزب «المحافظ» الذين سيكون عليهم الاختيار. لكن يبدو مستوى التشويق ضئيلاً. إذ كتبت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أنه «بالنسبة لغالبية زملائه النواب المحافظين، أصبح الآن شبه حتمي أن جونسون سيكون رئيس الوزراء البريطاني المقبل».
وستشكّل مسألة تطبيق «بريكست» أولوية رئيس الحكومة الجديد، بعد ثلاثة أعوام على إجراء استفتاء حزيران/ يونيو 2016. ولذا، فإن بوريس جونسون لا يستثني أي فرصة لتقديم نفسه على أنه منقذ «بريكست»، ويقول إنه «مستعدّ لخوض معركة من أجل إعادة التفاوض على اتفاق تيريزا ماي، في حين أن بروكسل تستبعد هذا الاحتمال». وقد بدا ذلك جليّاً خلال مناظرة تلفزيونية جرت الثلاثاء الماضي، كرر جونسون خلالها رغبته في إخراج بلاده من الاتحاد بحلول 31 تشرين الأول/ أكتوبر، حتى لو كان الخروج سيحصل من دون اتفاق، لكن من دون «ضمان» تنفيذ الخروج في الموعد المحدد. وفي مواجهة جونسون، يقدم جيريمي هانت نفسه كبديل «جدّي»، عبر تسليطه الضوء على إنجازات جعلت منه مليونيراً، وعلى مسيرته السياسية الطويلة. ويعتبر هانت على غرار مايكل غوف، أن إرجاءً جديداً لموعد «بريكست» قد يكون ضرورياً إذا كان هناك اتفاق قريب مع بروكسل، بهدف تجنّب الخروج «من دون اتفاق»، الأمر الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية.