أهداف وتبعات الإرهاب الاقتصادي لـ"داعش"

أهداف وتبعات الإرهاب الاقتصادي لـ"داعش"

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٦ يونيو ٢٠١٩

 كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي تقوم هذه الأيام بالكثير من العمليات العسكرية للقضاء على عناصر "داعش" المتبقية في المناطق الحدودية للعراق، ولفتت تلك المصادر أيضاً إلى أن هناك تحركات جديدة تقوم بها تلك العناصر المتبقية في أجزاء مختلفة من العراق.
لقد سمعنا في الماضي بأن هذه الجماعة الإرهابية قامت بالكثير من عمليات القتل والتفجير وفي وقتنا الحالي نسمع أيضاً بأن هذه الجماعة الإرهابية تقوم بإشعال حرائق كبيرة وواسعة في مناطق مختلفة من العراق وهذه الجرائم الجديدة يمكن إضافتها إلى قائمة الجرائم السابقة التي قامت بها هذه الجماعة الإرهابية.
وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية العراقية في بيان أنه خلال الشهر الماضي تم حرق 40 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في الجزء الشمالي من البلاد، ووفقاً للبيان، تم حرق محاصيل القمح والشعير 272 مرة منذ 8 مايو المنصرم من قبل عناصر تابعة لجماعة "داعش" الإرهابية.
وفي سياق متصل، أفادت العديد من المصادر الإخبارية، بأن مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم "داعش"، أقدمت على حرق مساحات كبيرة من محصولي الحنطة والشعير في قرية المحاوز التابعة لمحافظة كركوك، ما تسبّب في إتلاف مساحات واسعة.
وأضافت تلك المصادر إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يهدد الأهالي للتعاون معه، ومن يرفض ذلك تُحرق محاصيله الزراعية، مشيرة إلى أن أهالي مناطق جنوب غربي كركوك يرفضون أي تعاون مع هذا التنظيم، كما أنهم يبلغون الأجهزة الأمنية عن أي تحركات لمسلحيه.
يذكر أن قضاء الحويجة ونواحيها التابعة لمحافظة كركوك، عادت الحياة إليها مجدداً بعد عودة النازحين تدريجياً، وما زالت هناك بعض جيوب تنظيم "داعش" تقوم قوات الشرطة وقوات الحشد الشعبي بتطهيرها بين فترة وأخرى.
 الإرهاب الاقتصادي لـ"داعش"
شهدت عدد من المناطق العراقية خلال الأشهر الأخيرة حوادث إحراق مزارع الحنطة في محافظتي ديالي وكركوك، تواصلاً مع عمليات مماثلة في محافظة نينوى الشمالية ومحافظة صلاح الدين، حيث أخمدت فرق الدفاع المدني خمسة حرائق فيها لبساتين ومزارع للحنطة هناك، ومنعت توسّعها وانتشارها إلى الأراضي المجاورة المزروعة بمحصول الحنطة، وإنقاذ عشرات الدونمات في تلك المناطق الزراعية، واتهمت وزارة التجارة العراقية، تنظيم "داعش" الإرهابي بإضرام النار في حقول الحنطة، معتبرة أن ذلك استهداف إرهابي لأمن البلاد الغذائي.
وطالب وزير التجارة "محمد هاشم العاني" وزارة الداخلية وقيادة العمليات المشتركة بالتحرّك لتعقّب تلك الجماعات الإرهابية وحماية أمن وممتلكات الفلاحين وتأمين الحقول، ورفض "العاني" تعرّض الفلاحين لما أسماه ابتزاز العصابات الإرهابية، مشدداً على ضرورة تدخّل القوات الأمنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية التي تستهدف أمن المواطن العراقي الغذائي.
أما الخبير في الشؤون الاقتصادية "ملاذ الأمين" فقد أشار إلى أن حرائق حقول الحنطة والشعير وراءها تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يحاول إبقاء العراق مستورداً لغذائه خصوصاً الحنطة. 
ودعا "الأمين" الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية إلى اليقظة وإلقاء القبض على المنفذين وإحالتهم على القضاء لتسببهم بالإضرار بالأمن الغذائي. 
من جهته طالب النائب عن محافظة صلاح الدين "جاسم الجبارة" إلى إنشاء غرفة عمليات لمعالجة الحرائق بالمحاصيل الزراعية، ودعا في مؤتمر صحافي إلى تعويض الفلاحين بعدما خسروا الآلاف من أطنان القمح التي أنفقوا عليها الملايين حتى وصولها إلى مرحلة حصد الثمار.
وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام سورية بأن وتيرة عمليات حرق المحاصيل الزراعية المتعمدة، وغير المتعمدة في مناطق " قسد " في الشمال والشرق السوري، ازدادت خلال الفترة الماضية، حيث سجّل اندلاع حرائق استهدفت المحاصيل الزراعية في كل من ريف محافظة الحسكة وفي ريف محافظة دير الزور، وفي ريف محافظة الرقة.
ضرورة الوقوف صفّاً واحداً لمواجهة "داعش"
كشف عدد من المسؤولين العراقيين بأن جماعة "داعش" الإرهابية تقوم بإحراق المزارع التي تجنّب أصحابها دفع الخمس لهم، ولقد كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن المناطق الجغرافية التي قام تنظيم "داعش" الإرهابي بإحراق المزارع فيها، هي مناطق تابعة لأبناء الطائفة السنّية، ولا سيما في محافظات الموصل وصلاح الدين وكركوك، التي تضمّ أكبر عدد من السكان العراقيين السنة.
ومن هذا المنظور، يبدو أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يفرّق كثيراً بين أبناء الطائفة الشيعية والسنية، حيث تقوم هذه الجماعة الإرهابية باختيار ضحاياها من بين جميع المواطنين العاديين، بعبارة أخرى، يمكن القول بأن الطائفة السنية في العراق، تعاني هذه الأيام من أعمال تنظيم "داعش" الإرهابية، مثلما عانى منها أبناء الطائفة الشيعية في الماضي من هذه الأفعال، وفي هذه الحالة، فإنه يجب على جميع المواطنين العراقيين، بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم، الوقوف في صف واحد للتعامل مع ما تبقّى من أعضاء "داعش" الإرهابيين في العراق.
من ناحية أخرى، لا يمكن للمرء أن يتجاهل حقيقة أن تحويل جماعة "داعش" الإرهابية أعمالها الإرهابية إلى مجال حرق مزارع المواطنين العراقيين، يدل بشكل متزايد على الضعف الذي ينخر في جسم هذه الجماعة الإرهابية واليأس المحبط الذي أصبحت تعيش فيه، ويؤكد أيضاً على أن هذه الجماعة الارهابية لم يعد بمقدورها القيام بأعمال إرهابية واسعة وتفجيرات كما كانت تقوم بها في الماضي.
وحول هذا السياق، يشير بعض المحللين إلى العلاقة الثنائية بين انتشار الإرهاب وارتفاع مستوى الأزمات الاقتصادية التي تعصف بمناطق الصراع أو البلدان ذات الحكومة المركزية الضعيفة، وعليه فإن البطالة والفقر الاقتصادي، بسبب احتراق الكثير من المنتجات الزراعية وغيره، قد يؤديان إلى انضمام الكثير من الأفراد إلى تلك الجماعات الإرهابية التي لن تبخل عليهم بالكثير من الأموال.