ترامب يشيد بماي... ويرجّح إقرار اتفاق "بريكزيت"

تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انتقاده رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مرجّحاً المصادقة في نهاية الأمر على اتفاق توصلت اليه مع بروكسيل لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت). كذلك توقّع أن تبرم واشنطن ولندن "اتفاقاً تجارياً مهماً جداً" بعد "الطلاق"، وسخر من التظاهرات المناهضة له التي شهدتها بريطانيا، معلناً رفضه طلب زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن لقاءه.

 

 

وفي اليوم الثاني من زيارة دولة للمملكة المتحدة، التقى ترامب ماي اليوم الثلثاء، بعدما استضافته الملكة إليزابيث الثانية على مأدبة عشاء في قصر باكنغهام الاثنين.

 

ووصف الرئيس الأميركي الملكة بأنها "امرأة عظيمة ورمز دائم لتقاليد لا تقدر بثمن"، وتجسّد "الكرامة والمسؤولية والوطنية" البريطانية. وأضاف: "نؤكد القيم المشتركة التي ستبقينا موحّدين في المستقبل". أما الملكة فأعربت عن ثقتها بأن "قيمنا ومصالحنا المشتركة ستبقينا موحّدين".

ترامب الذي كان نصح ماي بمقاضاة الاتحاد الأوروبي، بدا في مزاج آخر اليوم الثلثاء، اذ قال في مؤتمر صحافي مع رئيسة الوزراء البريطانية إنه كان سيفعل ذلك، مستدركاً: "لا نعرف أبداً. (ماي) على الأرجح تفاوض أفضل مني". واعتبر أن اتفاق "بريكزيت" الذي توصلت اليه ماي كان جيداً، وخاطبها قائلاً: "ربما لن تحصلي على الشرف الذي تستحقينه".

 

ورجّح الرئيس الأميركي المصادقة على الاتفاق، قائلاً إن ذلك "سيحدث ويجب أن يحدث"، ومعتبراً أنه "سيكون جيداً بالنسبة الى البلد".

 

وسخر من تظاهرة ضمّت آلافاً في لندن، احتجاجاً على زيارته، وشارك فيها كوربن، معتبراً أنها "ضئيلة جداً". ووصف التقارير الإعلامية في شأنها بأنها "أخبار مزيفة". وأشار الى انه لا يعرف كوربن، ونعته بأنه "قوة سلبية". وأعلن رفضه طلب الزعيم العمالي لقاءه، علماً ان الأخير رأى أن التظاهرة تشكّل "فرصة للتضامن مع الذين هاجمهم (ترامب)، في أميركا والعالم وحتى في بلدنا".

 

وكان الرئيس الأميركي قال لماي المستقيلة إنها أنجزت "عملاً رائعاً". وأضاف خلال اجتماع حضره وزراء ورؤساء كبرى الشركات التجارية، أن عليها "البقاء" وإقامة تحالف اقتصادي أقوى مع الولايات المتحدة، عندما تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي. وتابع: "أثمّن كثيراً العلاقة بيننا. أعتقد بأننا سنتوصل إلى اتفاق تجاري مهم جداً. سيكون اتفاقاً منصفاً جداً. نريد إنجازه وسننجزه".

 

وقال مخاطباً ماي: "أودّ أن أهنئك، نيابة عن الشعب الأميركي، على العمل الرائع، وكان مشرّفاً لي أن أعمل معك".

 

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أن بلادها ستسعى الى "شراكة اقتصادية أوسع" مع الولايات المتحدة، أبرز شريك تجاري لها خارج الاتحاد. وزادت: "إنها شراكة عظيمة، لكنني أعتقد بأننا نستطيع تطويرها أكثر".

 

وكان لافتاً خلال المؤتمر الصحافي أن ترامب أعلن انه "واثق تماماً" في إمكان التوصل إلى اتفاق مع لندن، حول مشاركة شركة "هواوي" الصينية في تطوير شبكة الإنترنت من الجيل الخامس في بريطانيا.

 

يأتي ذلك بعدما أبلغ مسؤول بريطاني صحيفة "ذي تايمز" أن ماي لن تقدم "أي اعتذارات" في شأن قرارها السماح لـ "هواوي" بصنع مكوّنات غير أساسية في تلك الشبكة.

 

الى ذلك، أجرى ترامب محادثة هاتفية دامت 20 دقيقة مع وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، أبرز المرشحين لخلافة ماي، والذي اعتبر الرئيس الأميركي أنه سيكون رئيس حكومة "ممتازاً". وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن المحادثة كانت "ودية وبنّاءة"، مشيرة الى أن جونسون اعتذر عن عدم قبول عرض قدّمه ترامب للقائه.