هكذا سيتم رد الضربة الأمريكية على سورية.. ماذا سيفعل الروس؟

هكذا سيتم رد الضربة الأمريكية على سورية.. ماذا سيفعل الروس؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٧ أغسطس ٢٠١٨

علي مخلوف
ضرب البوفالو الأمريكي بحافره غضباً على أرض صحراء الأعراب فاهتزت عروشهم ورُميت نقودهم، ضرب البدو دفوف جاهليتهم وتضرعوا إلى وثنهم هبل كي ينتصر حليفهم على قلب بلاد الشام، اصطفت عذارى وفتيات صغيرات ف الربع الخالي للرقص والتمايل بشعورهن فرحاً، وبعد التكبير على الطريقة الداعشية يردد حاخامات الرياض ” هالولويا ترامب”.
فقد وصلت إلى الخليج العربي منذ عدة أيام المدمرة الأمريكية “The Sullivans” وعلى متنها 56 صاروخاً مجنحاً، كما وصلت إلى قاعدة العديد الجوية في قطر المقاتلة الاستراتيجية الأمريكية “В-1В ” وكعادة بدو البعير والجعير، كل الأرض مستباحة بالنكاية مقابل استهداف كل من يعادونه، والوجهة هي سورية.
الروس أكدوا بأن ضربة أمريكية قادمة على سورية، فيما هيأت أروقة القرار في الولايات المتحدة الرأي العام الأمريكي والدولي لتلك الضربة من خلال تصريحات بعض مسؤوليها.
الذريعة الدائمة هي استخدام الكيماوي في ادلب، فهل ادلب مهمة حقاً أم أن الأهداف تكمن في مناطق أخرى؟
مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون هدد الجيش السوري بضربات جديدة أشد قوة! فيما كشفت موسكو أن للمخابرات البريطانية درواً كبيراً في لعبة الكيماوي، والضربات ستهتدف مراكز القرار العسكري والأمني فضلاً عن منشآت اقتصادية.
لن يجرؤ الأمريكيون ومعهم الفرنسيون والبريطانيون على استهداف المرافئ في اللاذقية وطرطوس بسبب التواجد الروسي، لذلك ستكون غالبية الأهداف في العاصمة دمشق، مع محافظات أخرى سواءً في الساحل كمطارات ما عدا حميميم فضلاً عن مواقع في حمص وحماة.
كيف سيكون سيناريو العدوان عند تنفيذه؟ وما هي أهدافه ودوافعه؟ كيف سيتصرف حلفاء دمشق الروس والإيرانيون؟
ستقوم البارجة الأمريكية بتوجيه ضواريخها المجنحة من مياه الخليج أو من الشواطئ الإيطالية أو القبرصية، كذلك ستقوم الطائرة الأمريكية الاستراتيجية بمهمة قصف مواقعها المحددة، وهن لا بد من الإشارة إلى أنها لن تقترب من مجال الدفاعات الجوية السورية أو الروسية بالأحرى، هي لن تغامر بنفسها ولن يقامر ترامب بتحويل مسألة الطائرة إلى مسألة غضب شعبي أمريكي ضده في حال إسقاطها، لذلك فإن صواريخ الطائرة فقط ستكون على موعد صدام مع صواريخ الدفاعات الجوية كما حدث في العدوان الثلاثي السابق على سورية حيث تم إسقاط غالبية الصواريخ الغربية.
واشنطن لا تهتم بادلب، لأنه بات من شؤون روسيا وإيران بالإضافة لتركيا كثلاثية ضامنة تنسق، الورس أبلغوا الأتراك بأن عملية ادلب ستُحسم لا محالة وأنهم سيقدمون إسناداً جوياً منقطع النظير للحيف السوري، فرد الأتراك بأنه متخوفون إنسانياً من تلك العملية، التركي لو توفرت له فرصة التهديد بالرد ما كان ليوفرها لكن على مايبدو فإن معطيات الأرض والاتصالات مع الروس غيرت الكثير.
الأمريكي يريد التمهيد لعزل الشمال الشرقي من سورية، حيث قد خبراء أمريكيون مقترحاً بعزل تلك المنطقة من خلال فرض حظر جوي وبري عليها، لنع الجيش السوري من الاقتراب منها أولاً، ولقطع الطريق على الإيراني من الوصول إليها واستغلال المنطقة جغرافياً كي تكون صلة وصل للنشاط العسكري والاستخباري الإيراني بين العراق وسورية، فضلاً عن كون الضربة على سورية فرصة مناسبة لامتصاص الأمريكي للمزيد من حليب البقرة الخليجية.
إن إبلاغ واشنطن لموسكو بتلك الضربة ثم تمهيد الرأي العام الأمريكي والدولي بل والعربي والسوري لها يعني بأنها ستكون محدودة، كما سابقتها، الروس كخبراء عسكريين وأمنيين انتشروا في عدد من المراكز الهامة وأبلغوا الأمريكي بتواجدهم فيها، منعاً لاستهدافها، وهددوا بأنه في حال سقوط أي روسي حتى ولو كان جندياً في تلك الضربة فإن واشنطن ومن معها ستدفع الثمن.
بطاريات الدفاع الجوي هلى أهبة الاستعداد، الإس 300 و400 تنتظر الترحيب بالصواريخ الأمريكية، فيما يحضر السورية النراجيل وأباريق الشاي لمشاهدة تلك الصواريخ تصطدم بصواريخ جيشهم.
عاجل