«قسد» تُوسّط العرب لدى دمشق: نحن هنا أيضاً

«قسد» تُوسّط العرب لدى دمشق: نحن هنا أيضاً

أخبار سورية

السبت، ٦ مايو ٢٠٢٣

منذ زلزال شباط، وما تلاه من اتّساع رقعة الانفتاح العربي على دمشق، تسعى القيادات الكردية إلى فتح قنوات تواصل مع بعض الدول العربية، في محاولة منها لضمان عدم إخراجها من أيّ تسوية محتملة للملفّ السوري، وخاصة في ظلّ الجهود الإماراتية - السعودية - الأردنية المتسارعة للدفع في اتّجاه تسوية كهذه. وتبدو هذه التحرّكات الكردية مدفوعة بـ«نصيحة» أميركية بضرورة إقناع العرب بـ«الإدارة الذاتية» كنموذج معقول للحلّ المنشود، ومثال لـ«اللامركزية الإدارية» التي يُفترض تطبيقها في مرحلة ما بعد الحرب. وفي هذا الإطار، سرّب الإعلام المحسوب على القوى الكردية معلومات غير مؤكّدة عن وجود تواصل سعودي مع «قسد»، تزامناً مع زيارة وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى دمشق، ولقائه الرئيس السوري، بشار الأسد. كذلك، جرى تداول معلومات عن وجود وساطة إماراتية أيضاً، لتحريك المياه الراكدة بين دمشق و«قسد»، ضمن الحَراك الدبلوماسي العام الذي تشهده سوريا.
وفي الاتّجاه نفسه، أكد موقع «مونيتور» الأميركي، نقلاً عن أربعة مصادر مطّلعة ومسؤولين في المنطقة، المعلومات التي تتحدّث عن «زيارة قام بها القائد العام لقسد، مظلوم عبدي، برفقة رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي، بافل طالباني، إلى الإمارات، بهدف طلب وساطتها» لدى سوريا، مشيراً الى أن «عبدي التقى مستشار الأمن القومي الإماراتي، ونائب حاكم أبو ظبي، طحنون بن زايد، وذلك بين نهاية آذار، ومطلع نيسان الفائت». وأوضح أن «زيارة عبدي تمّت قبل استهدافه بطائرة مسيّرة تركية، خلال سفره ضمن موكب إلى مطار السليمانية، حيث كان من المقرّر أن يعود إلى شمال شرق سوريا، على متن طائرة تابعة للتحالف الدولي». وبحسب أحد المسؤولين، فإن «الطائرة المسيّرة أخطأت هدفها عمداً، للتعبير عن الغضب التركي من سفر عبدي وطالباني إلى الإمارات». من جهتها، سارعت دولة الإمارات إلى نفي حصول الزيارة، وذلك عبر الموقع نفسه الذي نقل عن مسؤول إماراتي، تحفّظ على ذكر اسمه، أن «الجهود المزعومة من قبل المسؤولين الإماراتيين للوساطة بين قوات سوريا الديموقراطية ودمشق، لا أساس لها من الصحة».
ويمكن فهم المسارعة الإماراتية إلى النفي، انطلاقاً من اعتبارات عدّة، من بينها أن أبو ظبي لا تريد إثارة غضب الأتراك، عبر إعلان أو تأكيد استقبال عبدي، الذي تعدّه أنقرة عدوّاً لدوداً لها. أمّا «قسد»، التي لم تُصدر أيّ بيان توضيحي، فيبدو أنها أرادت من صمتها التأكيد أن الزيارة وقعت فعلاً، وخاصّة أن تصريحات القيادات الكردية انصبّت أخيراً على المطالبة بضمّ ممثّلي «الإدارة الذاتية» إلى أيّ مباحثات ضمن ما بات يعرف بـ«المشروع العربي للحلّ السياسي في سوريا». وفي هذا السياق، جاءت تصريحات الرئيس المشترك لـ«هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية»، بدران جيا كرد، الذي أكّد أن «الإمارات أعربت عن اهتمامها بمساعدة الأكراد السوريين، في إبرام اتفاق مع دمشق»، مضيفاً (إنهم) «في الإدارة الذاتية ليس لديهم خريطة طريق لأجل ذلك حتى الآن»، مطالباً الإمارات بأن «تؤدي دوراً في المحادثات مع دمشق».
في المقابل، تؤكد مصادر كردية، لـ«الأخبار»، أن «عبدي زار بالفعل الإمارات»، مشيرةً إلى أن «دبلوماسية الإمارات الرصينة، وسعيها لعدم إنشاء خصومة سياسية مع أيّ دولة معادية للأكراد، كتركيا، هما ما دفعاها إلى نفي الزيارة». ولا تخفي المصادر وجود «مساعٍ من الإدارة الذاتية لفتح قنوات اتصال مع الجامعة العربية والسعودية ومصر أيضاً، وكلّ من له أيّ تأثير ممكن على الوضع في سوريا، لشرح تجربة الإدارة الذاتية، والدفع نحو أخذها بعين الاعتبار، وإشراك الأكراد في أيّ مشروع للحل السياسي في سوريا».