ما بعد الزلزال.. الأثر البيئي أوبئة وحالات نفسية تتربص بسكان المناطق المنكوبة … المفتي: ما زلنا في مرحلة الصدمة وإنقاذ الناس

ما بعد الزلزال.. الأثر البيئي أوبئة وحالات نفسية تتربص بسكان المناطق المنكوبة … المفتي: ما زلنا في مرحلة الصدمة وإنقاذ الناس

أخبار سورية

الأحد، ٥ مارس ٢٠٢٣

بعد مضي نحو شهر على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سورية، لا يزال نقاش الآثار البيئية والمخاوف من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة ومخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه في أدنى مستوياته، ولم تتصد له جهة متخصصة، فهل الأمر مأخوذ بالحسبان أساساً؟
 
الدكتور المهندس والمدرس في جامعة دمشق محمد بشار المفتي أشار بدوره في تصريح لـ«الوطن» إلى أن الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي تحت الأرض لم يتم الكشف عليها بعد، ولم يتم الحديث عنها، ويجب الانتباه إلى تسرب شبكات الصرف الصحي واختلاطها مع شبكات المياه أو تسربها إلى المياه الجوفية، وهنا قد يحدث الضرر لمن نجا من الزلزال بإصابته بالأوبئة والأمراض المعدية.
 
وبين المفتي أن شبكات الصرف الصحي المستخدمة في سورية لم تعد تستخدم في جميع دول العالم، وتم استبدالها بشبكات أكثر مرونة وخاصة الوصلات، وهي موجودة في الكودات الهندسية بدول العالم في حين غير مذكورة في الكود السوري لدينا، لافتاً إلى أن الوصلات بين الشبكات التي «مونتها» بيتونية معرضة للفك والتسريب من جراء الزلزال والهزات المتتالية، وهنا يجب الإسراع بالكشف عليها وخاصة في المناطق التي فيها مؤشرات على تعرض هذه الشبكات لهبوط بالطرق والأراضي أو تعرض شبكات الهاتف والكهرباء للضرر والعمل على استبدال الوصلات البيتونية بالوصلات المطاطية التي تكون مرنة أثناء الزلزال.
 
وأشار المفتي إلى أن الخطر البيئي الأكبر اليوم الذي يهدد المناطق المنكوبة بالزلزال هو الأوبئة الناجمة عن تسرب مياه الصرف الصحي وتلوث مياه الشرب، داعياً إلى الامتناع عن استخدام الشبكة الرئيسة لمياه الشرب في مراكز الإيواء والاستعاضة عنها بالخزانات المعقمة، والعمل على تعقيمها بشكل مستمر والمحافظة على نظافة المياه الناتجة عن مراكز الإيواء، لافتاً إلى ضرورة وجود التجهيزات اللازمة لفحص شبكات الصرف الصحي في المرحلة الثانية، ومتابعة التخريب والوصلات والمناطق التي من الممكن أن يكون قد لحقها الضرر من جراء الزلزال.
 
وحول رصد ما يتم الحديث عنه من وجود «غاز رادون» رافق الزلزال بين المفتي أنه لم يصل أحد إلى هذه المرحلة بعد لكوننا ما زلنا في مرحلة الصدمة الأولى ومرحلة إنقاذ الناس، وفي حال كان هناك تسريب لكان تمدد وتلاشى مع الوقت، وفي الفترة القادمة إذا حس الناس بألم في الرأس وشعور بدورات يمكن الرصد والمتابعة.
 
من جهتها، بينت الدكتورة المهندسة والمدرسة في جامعة دمشق خولة منصور في تصرح لصحيفة «الوطن» أن الآثار البيئية الناتجة عن الزلزال كثيرة وكبيرة جداً، منها ما هو آني وعاجل ويجب الإسراع في معالجته كالأضرار النفسية التي لحقت بالمواطنين والتي تعتبر ضرراً بيئياً، وخاصة الناجين من الزلزال، إضافة إلى ضرورة الإسراع في إغلاق مراكز الإيواء ونقل المتضررين إلى مساكن مؤقتة أو دائمة.
 
ودعت منصور إلى الالتفات إلى الأثر البيئي من وجود عدد كبير من المتضررين في مراكز الإيواء، وتقديم مصادر مياه نظيفة لهم، والعناية بهم والمحافظة على النظافة، ورصد الأوبئة في هذه المراكز.
 
وأكدت منصور ضرورة القيام بالفحص الدوري لشبكات المياه المخصصة للشرب، وخاصة في الأرياف التي لا توجد فيها شبكات صرف صحي، وفحص مياه الينابيع التي يرتادها سكان الريف ومتابعة مياه الشرب على قلتها في الريف لكن من الضروري جداً الالتفات إلى هذه الجزئية.
 
وحول تخفيف الضرر البيئي من الركام والأبنية الآيلة للسقوط أوضحت منصور أن هذا الأمر من السابق لأوانه الحديث عنه لكون الأولوية اليوم لإنقاذ البشر، ولاحقاً يمكن العمل ضمن المواصفات المعتمدة والمحددة لإعادة تدوير الأنقاض والاستفادة منها.
 
وأضافت منصور: إن هناك آثاراً بيئية للزلزال تظهر اليوم لشبكة متضررين كبيرة جداً وهناك هزات ارتدادية تحول الأذى من شق بسيط إلى حالة أكثر عمقاً والمرحلة الأهم هي تقرير الضرر بشكل دقيق بعد الهزات الارتدادية.