استنفار أميركي - قطري لمنع كسر «الخطوط» ..سورية في اليوم السابع: دائرة الانفتاح تتوسّع

استنفار أميركي - قطري لمنع كسر «الخطوط» ..سورية في اليوم السابع: دائرة الانفتاح تتوسّع

أخبار سورية

الاثنين، ١٣ فبراير ٢٠٢٣

شهدت سوريا، خلال اليومين الماضيين، تحركات إغاثية وسياسية عديدة، بالتزامن مع التكشّف المستمر لحجم الكارثة التي خلفها الزلزال، الذي ضرب بالإضافة إلى مدن تركية، أربع محافظات سورية هي حلب وإدلب واللاذقية وحماة، أعلنتها الحكومة السورية مناطق منكوبة. ويأتي ذلك في وقت تستمرّ محاولات إنقاذ من يمكن إنقاذه من عالقين، ويجري العمل على وضع خطة لمواجهة آثار الزلزال المدمر، الذي تسبب بمقتل وإصابة الآلاف، وتشريد مئات الآلاف. واستقبلت دمشق، وفق آخر إحصاءات، مساعدات مباشرة من 18 دولة، بالإضافة إلى أخرى غير مباشرة عن طريق مطار بيروت، من عدد من الدول بينها دول من الاتحاد الأوروبي. وشهدت مطارات حلب ودمشق وبيروت حركة مستمرة لطائرات الإغاثة، إثر حملات رافضة للتمييز الدولي بين سوريا المحاصرة بالعقوبات وتركيا التي حجت إليها عشرات الطائرات بعد ساعات قليلة من وقوع الكارثة.
وفي وقت تصدّرت الإمارات قائمة الدول الأكثر إرسالاً للمساعدات وفق إحصاءات غير رسمية، رافق وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، يصحبه وفد إماراتي رفيع المستوى يضمّ حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، إحدى شحنات المعونات المرسَلة إلى سوريا، حيث التقى الرئيس بشار الأسد أمس، وأجرى معه مشاورات ذكرت رئاسة الجمهورية السورية أنها تركزت حول سبل استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي. كما أجرى الرئيس السوري والوفد الإماراتي زيارة ميدانية للاطلاع على الأوضاع في بعض المناطق المتضررة. وتأتي هذه الزيارة في حين بدأت تشهد العلاقات السورية - السعودية نوعاً من الدفء، بعد فترة تردد سعودية طويلة خلال الأعوام الأربعة الماضية. وبادرت المملكة، أخيراً، إلى كسر هذا الجمود عبر الاستعداد لإرسال شحنات مساعدات بشكل مباشر إلى سوريا، وجدولة رحلات جوية لنقل هذه المساعدات. وبينما تلعب الإمارات دوراً بارزاً في تدفئة الأجواء السياسية السورية – السعودية، تتواصل جولة جديدة من الانفتاح العربي على دمشق، تتصدّرها تونس التي رفعت مستوى تمثيلها في سوريا، بالإضافة إلى مصر التي ما زالت تخطو خطوات خجولة.
تتابع واشنطن محاولة استثمارها السياسي في الكارثة السورية وبرز ذلك في منع تمرير مساعدات إغاثية أعدتها دمشق إلى إدلب
في المقابل، تتابع الولايات المتحدة الأميركية محاولة الاستثمار السياسي في الكارثة السورية، وهو ما برز بوضوح من خلال منع تمرير مساعدات إغاثية أعدتها دمشق إلى إدلب. ودفع ذلك الأمم المتحدة أخيراً إلى الإعلان صراحة عن تعثر جهود إدخال المساعدات إلى منكوبي الشمال الغربي، بسبب رفض «هيئة تحرير الشام» فتح معبر سراقب، على رغم الحاجة الماسة إلى هذه المعونات. وبدا لافتاً أيضاً، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تكثيف وسائل إعلام مرتبطة بالدوحة وواشنطن، نشاطها الرافض لإدخال المساعدات عبر الخطوط، والتركيز على محاولة فتح ثغرات في قرار مجلس الأمن 2672 الذي يحصر إدخال المساعدات عبر الحدود بمعبر باب الهوى، بالإضافة إلى ضمان إرسال معونات عبر الخطوط (بإشراف دمشق). وفي هذا السياق، يرى عضو «لجنة المصالحة السورية»، عمر رحمون، أن «الولايات المتحدة تخشى من أن تهدم المعابر عبر الخطوط، الحدود الوهمية التي رسمتها الحرب، حيث توفر هذه المعابر حال فتحها فرصة لآلاف السوريين للعودة إلى بيوتهم وقراهم، كما تهدم الكيان الذي تحاول أميركا ترسيخه في الشمال السوري»، مؤكداً أن «الدولة السورية مستعدة لإدخال المساعدات إلى الشمال عبر معابر عدة، غير أن موقف ا
من جهتها، أعلنت «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» المعارض فتح معابرها مع «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) لتمرير المساعدات من مناطق «الإدارة الذاتية» التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، الأمر الذي يتوافق مع توجهات واشنطن لمنع أي تواصل بين دمشق والمناطق الخارجة عن سيطرتها، وفي المقابل تعزيز قنوات التواصل بين «الذاتية» والشمال السوري ضمن خطة تهدف إلى توحيد مناطق المعارضة.
على خطّ مواز، يزور المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، دمشق لإجراء محادثات مع الحكومة السورية قادماً من بيروت، بعد أن عقد اجتماعاً في العاصمة اللبنانية مع ممثلي الولايات المتحدة ودول أخرى تُحالفها من بينها بريطانيا وأطراف في الاتحاد الأوروبي. وتأتي زيارة المبعوث الأممي الذي فشل طيلة السنوات الماضية في تحقيق أي تقدم في الحل السياسي، قبيل انعقاد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة الإنسانية في سوريا جراء الزلزال، وسط توقعات بأن تشهد الجلسة طرحاً أميركياً لفتح معابر جديدة عبر الحدود، بدلاً من فتح المعابر عبر الخطوط، في وقت أدخلت الأمم المتحدة قافلة مساعدات ثالثة من خلال معبر باب الهوى.