توقعات بتراجع الاحتلال التركي عن الغزو.. وخطة بديلة عبر تدمير بنية «قسد» التحتية

توقعات بتراجع الاحتلال التركي عن الغزو.. وخطة بديلة عبر تدمير بنية «قسد» التحتية

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٣ ديسمبر ٢٠٢٢

يبدو من المعطيات الميدانية والسياسية أن إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرجأت أو ألغت عملية الغزو البري باتجاه مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في شمال سورية، لعدم الحصول على ضوء أخضر أميركي أو «تفاهمات» حول العملية مع روسيا.
وفي هذا الصدد، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس: إن موسكو «تواصل إقناع الجانب التركي بعدم البدء في العملية البرية في سورية».
ولفت بوغدانوف في تصريح للصحفيين نقلته وكالة «سبوتنيك» إلى أن «الاتصالات مستمرة، حيث لم تبدأ العملية البرية، ما يعني أن هناك نجاحات، وسنواصل الاتصالات».
كما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «الميادين» عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، في وقت سابق أمس أن هناك احتمالاً بعدول تركيا عن القيام بعملية برية في سورية، على الرغم من أن أنقرة لم تقدم مثل هذه التأكيدات.
وعلى الرغم من مواصلة أردوغان تهديداته بشن العدوان البري على الأراضي السورية وتأكيده أول من أمس خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده «ستقتلع شوكها بأيديها» وأنه من المهم «تطهير المناطق على طول الحدود مع شمال سورية من «قسد» بعمق 30 كم على الأقل»، إلا أن حسابات حقله لم تنطبق على حسابات بيدر «توافقات» الدول الفاعلة في الملف السورية، وفق ما قالته لـ«الوطن» مصادر مطلعة على تطورات الأوضاع في الشمال.
ورجحت المصادر، إرجاء إدارة أردوغان عملية الغزو البرية لمناطق سورية في ظل الظروف الدولية الحالية غير المشجعة، وخصوصاً من واشنطن وموسكو، لتغيير خريطة السيطرة شمال وشمال شرق سورية، وإلى موعد غير معلوم، على الرغم من رفض «قسد» للمبادرات الروسية.
وتوقعت المصادر استمرار القصف الجوي والمدفعي لمناطق هيمنة «قسد»، ولاسيما تلك المرشحة للغزو البري مثل منبج وعين العرب وتل رفعت، ورأت أن إدارة أردوغان ارتأت أن تواصل في المرحلة الحالية تكتيك اغتيال متزعمي «قسد» الفاعلين في الأزمة الحالية، التي أعقبت تفجيرات إسطنبول الأخيرة، مع استمرار استهداف مواقعها وتدمير البنية التحتية في مناطق نفوذها، كما حدث عندما قصفت محطات وآبار النفط والغاز شمال شرق البلاد، الأمر الذي يحرم «قسد» من مواردها المالية اللازمة لمواصلة صمودها في وجه آلة الحرب التركية.
يأتي ذلك وسط استمرار التصريحات التركية الساعية للتقرب من دمشق حيث عبّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن جهوزية بلاده للعمل المشترك مع سورية لمكافحة الإرهاب والعملية السياسية وعودة السوريين إذا تصرفت دمشق بواقعية، على حد زعمه.