رسائل روسيا وأميركا تكبح الغزو التركي وأردوغان متمسك به

رسائل روسيا وأميركا تكبح الغزو التركي وأردوغان متمسك به

أخبار سورية

الاثنين، ٥ ديسمبر ٢٠٢٢

وجهت روسيا والولايات المتحدة الأميركية رسائل عسكرية لرئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان لكبح جماح تهوره بشن غزو بري لاقتطاع مناطق جديدة داخل الشريط الحدودي السوري، ضمن العملية الجوية التي بدأها جيش احتلاله تحت اسم «المخلب- السيف» في الـ 20 من الشهر الماضي، على حين جدد أردوغان تمسكه بتنفيذ العدوان.
وفي التفاصيل، فقد وجهت روسيا رسائل عسكرية لإدارة أردوغان تحذرها من بدء الغزو البري للمناطق التي حددتها، والتي تشمل تل رفعت ومنبج وعين العرب في ريف حلب الشمالي، في موقف واضح وصريح برفض موسكو لأي عدوان يستهدف الأراضي السورية، وخاصة الواقعة تحت نفوذها.
وبينت مصادر محلية بريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن الشرطة العسكرية الروسية سيرت أمس دورية مشتركة مع الجيش العربي السوري انطلقت من بلدة الوحشية، التي تضم نقطة عسكرية للجيش الروسي، إلى بلدة حربل فمدينة تل رفعت وصولاً إلى بلدة عين عيسى المجاورة لها ثم بلدة منغ، إثر تعرض تل رفعت والبلدات السابقة إلى قصف عنيف من جيش الاحتلال التركي عقب إطلاق عملية «المخلب- السيف».
كما ذكر شهود عيان في عين العرب لـ«الوطن»، أنهم رصدوا تحليق 6 مروحيات تابعة لسلاح الجو الروسي أول من أمس في سماء المنطقة الواقعة بين قاعدة صرين العسكرية الروسية بريف عين العرب ومناطق هيمنة ما يسمى «مجلس الباب العسكري» التابع لـ«قسد» شمال شرق حلب.
وفي السياق، واصلت واشنطن تأكيد مواقفها الرافضة لأجندة أردوغان في الأراضي السورية، إذ سيرت قوات ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي تقوده الولايات المتحدة، دورية مشتركة مع «قسد» جابت المنطقة التي تصل رميلان والقحطانية بالمالكية والشريط الحدودي السوري مع تركيا شمال الحسكة، وذلك بعد يوم واحد من تدريبات عسكرية قرب منطقة الجوادية شرق القامشلي وبعد توقف الدوريات المشتركة بين الجانبين على خلفية العدوان التركي الأخير على الأراضي السورية.
وأول من أمس، أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، العقيد جو بوتشينو، أن قوات الاحتلال الأميركي أوقفت جميع عملياتها المشتركة ضد داعش الإرهابي، موضحاً، أنها ستقتصر فقط على «الدوريات الأمنية المحدودة»، التي تقوم بها مع «قسد»، وبشكل خاص حول السجون التي تحتجز فيها الميليشيات مسلحين دواعش، في حين ذكر متزعم في «قسد» أن «الدوريات المشتركة الأخرى ستبدأ السبت (أمس) في المنطقة الحدودية»، في حين أشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أن هذه الدوريات «لا تهدف لمواجهة مسلحي داعش».
وسبق أن كشفت مصادر من «قسد» في الـ 23 من الشهر الماضي، أن الميليشيات علقت عملياتها المشتركة مع قوات «التحالف الدولي» ضد داعش، احتجاجاً على الموقف الأميركي من العدوان التركي.
في المقابل، شدد أردوغان أمس أن بلاده لن تتراجع عن استكمال إقامة ما يسمى «الشريط الأمني» على طول حدود بلاده الجنوبية مع سورية. وقال في كلمة ألقاها خلال مشاركته في حفل افتتاح مشاريع تنموية في ولاية شانلي أورفة جنوب تركيا: «حتماً سنكمل الشريط الأمني، البالغ عمقه 30 كيلومتراً، والذي نقوم بإنشائه على طول حدودنا الجنوبية» وذلك وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وجدد أردوغان انتقاده لسياسة الولايات المتحدة في دعم ميليشيات «قسد» في شمال سورية والتي تصنفها بلاده «منظمة إرهابية»، وقال: «جاؤوا من بعد آلاف الكيلومترات، ودعموا المنظمات الإرهابية قرب حدودنا»، في إشارة إلى قوات الاحتلال الأميركي في شمال سورية.
وأول من أمس أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف، أن موضوع الحدود والوجود التركي في سورية، إضافة إلى دعم أنقرة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، يحولان دون تحقيق تقارب بين الإدارة التركية ودمشق.
وأوضح لافرنتيف، أن هذين الأمرين «لهما تأثير سلبي على التقارب» بين أنقرة ودمشق، مشيراً إلى أن موسكو «ترى أنه لا مشكلة في الوقت، بل الرغبة، الرغبة في التحرك باتجاه بعضهم بعضاً».
وأكد لافرنتيف أن موسكو تشعر بالمؤشرات الصادرة عن أردوغان، الذي افترض وتوقع أن سورية وتركيا يجب أن تعملا في اتجاه تطبيع العلاقات الثنائية.
من جهته، نفى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن تكون موسكو قد فرضت وساطة على الإدارة التركية وسورية، مؤكداً أن روسيا مستعدة لعقد لقاء بين أردوغان والرئيس بشار الأسد.
وقال بوغدانوف: «نحن دائماً نعبّر عن استعدادنا ونقول إنه سيكون الخيار الصحيح، ولكن حتى الآن لم يتم القيام بأي عمل ملموس على المستوى السياسي. حتى الآن لا توجد مثل هذه الخطط».